أرجو الرد من كل من يظن أن عنده الحل
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد...
أنا شاب في 25 من عمري لدي مشكلة غريبة حقا -بالنسبة إلي على الأقل- وهي أني محتار في أمر ما... ما هو؟
الجواب: لا أدري ما هدفي في الحياة بالضبط،،،، لا ليس كما يظن البعض،،، فأنا أعرف لماذا خلقت وماذا يريد مني ربي سبحانه وتعالى وللعلم أنا ظاهر الاستقامة ملتحي ومطبق للسنن فيما يظهر للناس وأحفظ كتاب الله تعالى... لكن لا أعرف ما هو الطريق الذي أريد أن أسلكه لأنفع أمتي وأثبت ذاتي!!!
فهل هو العلم الشرعي أو الفيزياء والاختراع أم الرياضة أم الدعوة أم الرياضيات أم الأحياء؟؟...... وللعلم هذه إمكانياتي:
أنا رسام من الدرجة الأولى، وشاعر مجيد لكتابة الشعر، ودرجة ذكائي عالية جدا بحمد الله بالنسبة لزملائي وشهادتهم، وحافظتي متوسطة، ولدي موهبة رياضية في الألعاب القتالية التايكوندو، وأجيد التفكير العقلي التحليلي خاصة فيما يتعلق بالظواهر الطبيعية والفيزيائية بدرجة كبيرة جدا..... وأرجو ألا يرى البعض أن هذا تكبرا ..... لالالا أنا أبحث عن مخرج من الدوامة التي أنا فيها .....
والله إني أشعر بالضياع أحيانا وبرتابة في الحياة وكل مجال أدخل فيه من هذه المجالات أو أتخيل نفسي مبرزا فيه في المستقبل أقول في نفسي: (طيب وبعدين؟) هذا السؤال الذي يتردد في ذهني يقتل كل طموح مهما كبر، وللعلم هناك شيئان قد يكون لهما تعلق كبير بالموضوع.....
1/ عانيت من الوسواس القهري سابقا، وأنا الآن على مشارف الإقلاع عن الزيروكسات، ولا يوجد عندي أي معاناة مع المرض إلا أن يكون هذا فردا من أفراده، وأنا لا أشعر..
2/ أنا متوجه للعلم الشرعي حاليا::: وتخصصيفي الجامعة هو كلية الشريعة، وهذه بعض إنجازاتي: أحفظ كتاب الله تعالى، و 500 حديث من السنة النبوية، وأحفظ ألفية بن مالك في النحو، و 400 بيتا آخر في مختلف الفنون في العلم الشرعي، ويثني علي زملائي كثيرا في ذكائي وطريقة عرضي للعلم الشرعي وتميزها....
ماذا بقي لاشيء..... إلا هذا السؤال: (طيب وبعديننننننن؟....) .... باختصار لا أدري لأي تخصص أتوجه، مع العلم أن عندي إمكانيات أحسد عليها بحمد الله وفضله... لكن..... وللعلم.... لا يظن البعض أن المقصود هو تردد هذا السؤال بنصه في ذهني، لا أبدا .... فقد أقول بدلا عنه: ( ثم ماذاااا؟) وقد كتبت قصيدة فيها ,,,,ههههه مجانين حقا مجانين.... أسال الله الشفاء.....
ملاحظة: أحب أن يرد علي د. وائل أبو هندي،،،، لأنه أفادني سابقا. ولا أستغني عن بقية الدكاترة والأساتذة جزاهم الله خيرا.....
28/04/2011
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك أيها الجندي الأول
تعلم أن الجندي لا يختار الثغر الذي يجاهد فيه، وإنما يتم فرزه من قبل قياداته!
وأما هو فينتسب للجيش، ويتدرب، ويخلص النية في الدفاع عن وطنه ثم ينطلق ليعمل حيث وضع، طامعًا في النصر والأجر...، وقد يكون على ثغر فيتم نقله فجأة إلى ثغر آخر، وعليه السمع والطاعة لا غير!!
تعلمت، وصقلت مواهبك، وعرفت هدفك، وأخلصت النية...، تابع تجهيز نفسك وسترى أن الله تعالى هو الذي سيضعك في المكان المناسب لك وسيجري على يديك الخير الذي خلقت له...، ومهمتك فقط إحسان العمل حيث توجد... "وبعدين" ينتهي مسلسل هذه الحياة وتلقى نتيجة عملك.
وسترى كلما تقدمت بك الحياة كيف أنك لا تختار مكانك، وكيف أنك تسعى لشيء ما، ثم تجد أن الله تعالى –بحكمته- اختار لك شيئًا آخر، وكيف أن مواهبك المتعددة منها ما يتطور ويتم تفعيله والاستفادة منه، ومنه ما يبقى مكملًا لغيره غير ظاهر...
فلا تكثر التفكير في "بعدين"، وربما أذاقك الله تعالى هذا الشعور، ووضعك في هذه الحيرة لتتضح لديك حقيقة الدنيا وأنه ليس لها "بَعدين"!! ما بَعدُ هو الآخرة، وبما أنك تعلم ماذا يريد الله تعالى منك، وتسير في الطريق الصحيح، فلا خوف عليك إذن...
مهمتك الآن أن تقطع التفكير في هذا الأمر، وتشتغل بغيره من مهامك حال وروده، أي تمامًا كما تعامل الأفكار الوسواسية، ثم اترك الأمور لتيسير الله... فأخشى أن يسيطر عليك الحزن لهذا التفكير لا سمح الله...
يسر الله لك أمرك كله، وأسكن السكينة قلبك، وأكرمك بما تحب...