ماذا أفعل..!؟
لقد ترددت كثيرا سيدي قبل أن أرسل إليكم هذه الرسالة طلبا للعون ولكني أحتاج من يستمع إلي. أنا طالبة في الأيام الأخيرة من الثانوية العامة فقد أوشك العام أن ينتهي، أنا من أسرة غريبة سيدي لدي أخوين وأخت واحدة ووالدي يعمل بوظيفة مرموقة وكذلك أمي, أبي صارم بشدة ولكنه متذبذب لا يستقر على وضع فقد تجده صارما مرة وحنونا في بعض الأحيان، ولأن أبي عصبي المزاج فالجميع يفر منه.. فلقد تزوج أخي الأكبر (كل ما كان يجعلني أستمر في البقاء بالمنزل هو وجود أخي بجانبي) وها هو قد تزوج وسافر للخارج وكذلك أختي الكبرى تزوجت وتركتنا ولم يتبق سواي وأخي الأصغر، أنا لدي عدة مشاكل وأعلم أني بحاجة لتأهيل نفسي (أو كذلك قال لي أستاذ علم النفس الخاص بي)..
عن طفولتي؛ كنت طفلة هادئة جدا جدا لم أسأل الكثير عن أي شيء لدي ولازالت درجة عالية من السذاجة، حتى أن صديقاتي يجدن متعة في السخرية مني فأنا 18 عاما لم أتعلم فيها يوما أن أسب أحدا أو أعلم كيف يتزوج الرجل والمرأة وكنت أحسب أن القبلات تجعل المرأة حاملا! فلتسخر صديقاتي كما تشاء ولكن أمي في حياتها لم تحدثني عن أشياء كتلك،. متدينة نوعا ما بداخلي ولكن كثيرا ما أسهو عن الصلاة لظروف أو لأخرى.
علاقتي بأمي ليست جيدة (علاقة أكل وشرب..) لم أجد منها حنانا يوما لم أجدها تحتضنني وتقول لي ما بك؟ كنت أرى ذلك مع صديقاتي أرى أمهاتهن يحتضنهن ويتقربن إليهن، كنت أحسدهن على أمهاتهن بداخلي وأتمنى لو لدي أم مثلهن، أما والدي كما سبق وذكرت فهو عصبي المزاج أصبحت السجائر عادته الدائمة منذ زمن بعيد، دائما أسمعه يتشاجر مع أمي لأتفه الأسباب وقد يصل شجارهم لحد السباب القادح بالأهل!.
كنت أبكي بشدة عندما يفعلان ذلك ولكن لم أعد أفعل ذلك الآن، وانعزلت عن البيت تماما عندما أصبحت فتاة كبيرة ناضجة نوعا ما تقربت من صديقاتي وأصبحت أمهاتهن يحببنني بشدة ويشتقن لرؤيتي وعندما أذهب لأدرس مع صديقتي المقربة أجد حنانا ودفئا لم أشعر به قط في منزلي، وعندما أصبحت في الصف الأول الثانوي كنت آخذ درسا مع مدرس شاب عمره 23 عاما وتفاجأت عندما وجدته يحبني، فكما سبق وذكرت لم أكن أعلم أصلا شيئا اسمه حب! وتركت الدرس لأجد ذلك المدرس يتقدم لخطبتي بعد أن تركت الدرس بشهور فرفضته بحجة أني صغيرة.. وظل يلاحقني لفترة ثم فقد الأمل (أو كذلك اعتقدت أنا).
وكان لدي صديقان من الجنس الآخر في ذلك الوقت وكانت تعرفهما والدتي لأدبهما وحسن تعاملهما معي، ولكني في فترة بدأت أتقرب لأحدهما دون الآخر، ولا أعلم لماذا كنت أنجذب إليه بشدة وأجد نفسي أرتعش وأتصبب عرقا عندما أراه أو أتحدث إليه وفجأة وبدون مقدمات وجدت نفسي أحبه وصدقني يا سيدي لم أكن أعلم أن ذلك حبا، وبدأت حياتي تتغير وأخبرت أمي بذلك فأنا لم أكن أريد أن أفعل شيئا بدون أن أعلمها به ووعدتني ألا تخبر أبي ولكنها أخبرته فوجدت نفسي في مأزق وأجبرت على تركه آلاف المرات ولكني كنت أجد منه حنانا وحبا يجعلني أعود إليه حتى اقتنع والدي أنني لن أتركه فتركني وشأني واتفق معه أن تتم خطبتنا آخر العام فوافق هو وأصبحت في سعادة بالغة.
وهنا ظهر مرة أخرى المدرس العاشق وظل يطاردني ويتصل بي وتقدم لخطبتي مرة أخرى فرفضه والدي وأخبره أني قد تمت خطبتي، ولكني وجدت نفسي أبكي بشدة وأخبرت خطيبي (أو هكذا سوف يكون) فوجدت منه رد فعل غريب يلومني على أني أخفيت عنه أمر ذلك المدرس، واقتنع أني كاذبة وأني أخفيت متعمدة وأنا والله يا سيدي لم أفعل فأنا قد نسيت أمره أصلا.
والآن أجد خطيبي يعاملني بجفاء وأعطاني فرصة للتفكير! وأنا لا أعلم فيم أفكر أصلا فأنا أحبه بشدة ولا أقدر أن أفكر مجرد تفكير أن يبتعد عني.
آسفة جدا على الإطالة وسأكون شاكرة جدا لردك سيدي.
28/04/2011
رد المستشار
حياك الله يا "ريماس" وأهلاً ومرحباً بك معنا.. أعتذر عن تأخري في الرد على استشارتك..
عزيزتي...من المؤكد أنك تعيشين في بيئة ليس فيها من النضج العاطفي ما يكفي لمساعدتك على اتخاذ قرارات بهذه الأهمية كاختيار الزوج، ومما قرأته منك أرى أن تتريثي بأمر خطبتك من صديقك الشاب..
إن صديقك هذا على الأغلب هو بمثل عمرك، ولا أعتقد أن شبابنا في هذه المرحلة العمرية لديهم شعور بالمسؤولية يكفي لتحمل ما يترتب على خطبتك منه. تحبينه: نعم، وتختبرين مشاعر الحب الجميلة لأول مرة معه: نعم أيضاً. لكن هذه العلاقة قوية ومؤثرة عليك لما يكفي لإلحاق الأذى النفسي الكبير بك. ولذلك: أقترح يا حبيبتي أن تنتظري خصوصاً أن امتحاناتك لا شك قد بدأت أو أوشكت. وأعتقد أيضاً أن صديقك لن يبق بقربك طويلاً بل سيتعذر بأعذار واهية لتحطيم العلاقة، وحتى لو لم يحصل ذلك، فإنك لن تجدي بقربه، والله أعلم، أماناً ستكونين بحاجة إليه
استعيني بالله وتمسكي بالصلاة والدعاء، واسأليه سبحانه أن يقرب إليك الخير ويرغبك فيه. وقد يكون في أستاذك الأكثر نضجاً خيراً أكبر واستقراراً عاطفياً يساعدك على تجاوز المحن التي مررت بها في العائلة. فأنت بحاجة لشخص ثقة يعتمد عليه، قادر على العطاء، وقادر على تعويضك عن حرمان عاطفي طويل.
أتمنى أن أسمع أخبارك مرة ثانية، وأعدك حينها بألا أتأخر عليك بالرد....