السلام عليكم ورحمة الله
لقد بدأ مرضي من سن صغيرة جداً وأنا عمري حوالي 15-16 عاماً؛ فأنا منذ صغري أتخيل حكايات وأشخاص وأتحدث معهم؛ فمثلاً لو كنت أنوى زيارة أحد أظل أتخيّل ماذا سأقول وماذا سيردون عليّ! وبالطبع عندما أقوم بهذه الزيارة لا أستطيع فتح فمي وأفضّل الصمت عادة، وحتى لو لم يكن هناك موقف محدد سيحدث أتخيّل أنا مواقف وأشخاص أعرفهم وأتحدث معهم. مع العلم أني معروفة بصمتي الرهيب، فأنا لا أفتح فمي إلا عند الضرورة القصوى وعادة اندم على ما أقوله وأظل أؤنب نفسي على ما قلته! وكان ذلك يلهيني عن الدراسة والمذاكرة مما أخّرني دراسياً.
في فترة الثانوية العامة ذهبت للطبيب ووصف لي "التفرانيل" كنت آخذه بصفة مستمرة حتى أتمكن من النجاح، وعندما أنهيت دراستي الجامعية ظننت أني لم أعد أحتاجه ولكني وجدت أن الفراغ صعب والحياة في الخيال أصعب مما جعلني أعود "للتفرانيل" دون استشارة الطبيب.
لجأت للعمل في محاولة لتقليص الفترات التي أقضيها وحدي وتزوجت وأنجبت 3 أطفال وأنا أتعاطى التفرانيل عندما تشتد حالتي، حتى في أوقات الحمل والرضاعة، ومنذ 3 سنوات اشتد عليّ المرض جداً بسبب ظروف العمل فتركته -العمل-، وعندما عدت إلى الدواء لم يجد معي نفعاً هذه المرة وأخذت أتعاطاه بكثرة دون فائدة. لجأت إلى الطبيب فوصف لي عدة أدوية لكني طلبت منه دواء واحد فقط لأني أشعر أن عقلي يتأثر بشدة وأيضاً أشعر أن أعصابي تهتز فوصف لي (Anfranel 75) وعندما بدأت بأخذه شعرت براحة شديدة جداً وكأنه سحر، لكن بعد ذلك بدأت آثاره الجانبية تهاجمني فشعرت بآلام شديدة في الأسنان بالإضافة إلى كسر أكثر من ضرس، والإمساك المزمن، والطامة كانت في التبول اللاإرادي ليلاً أكثر من مرة! مما اضطرني إلى وقف هذا الدواء.
راجعت طبيباً آخر وصف لي (apexidone 2 mg) لكني عندما صرفت الدواء من الصيدلية ناولني الصيدلاني (mg 1 apexidone) دون أن أنتبه إلى أنه ليس العيار الموصوف لي، وارتحت إلى حد ما على هذا الدواء، وبعد عدة أشهر عندما انتبهت إلى تغيير الكمية اشتريت (apexidone 2 mg) ولكني لم أحتمله إطلاقاً فقد ظللت نائمة طوال اليوم فعدت إلى (mg 1 apexidone ). لكن مع الوقت وجدت أني أشعر بقلق رهيب وخوف فظيع لم أختبره من قبل في حياتي! في البداية قلت لنفسي أن لا بد أن هذه هي شخصيتي الحقيقية وأنا أهرب منها بالخيال، لكن مع الوقت وجدت أني لا أستطيع تحمّل هذا الخوف والقلق! فأنا عندما يتأخر أحد أولادي قليلاًُ أنزل للشارع وأبحث عنه وأنادي عليه كالمجنونة، وعندما أخلد للنوم يقتلني الخوف والقلق والهلع! استمريت على هذا الدواء لحوالي السنة ونصف ثم توقفت عنه بسبب ما أنا فيه من خوف وقلق، وارتحت بعد تركه فترة وجيزة ثم اشتد المرض عليّ مرة أخرى، فبدأت كما يقولون أبحث في الدفاتر القديمة فوجدت "الأنافرانيل" واستأنفت آخذه مرة أخرى وشعرت بتحسن شديد، وأنا الآن أتعاطاه منذ حوالي 6 شهور.
ملحوظة:
- أنا عادة لا أذهب إلى الطبيب في الاستشارة وأترك الدواء دون استشارة الطبيب.
- من الآثار الجانبية لجميع هذه الأدوية الصداع الفظيع الذي عادة ما أشعر به ويجعلني أتعاطى الأسبرين حتى أصبت بتميّع الدم.
بالنسبة للعائلة؛ فقد وعيت على أمي وأنا صغيرة أراها تتحدث مع نفسها، وهي تعانى وسواساً قهريّاً. بالنسبة لعلاقاتي معهم، لا أحب أحداً منهم بالمرة! وعندما كنت على وشك الزواج اشترطت في زواجي أن أترك المدينة التي يعيشون فيها حتى أبتعد عنهم وأقلل التعامل معهم، وبالفعل تزوجت في منطقة نائية تبعد عن مدينتهم حوالي 8 ساعات، وأنا بصراحة مرتاحة لذلك، فتعاملي معهم بالتليفون لأرضي ربي فقط، وعندما أنزل في إجازة إلى مدينتهم وتطول إقامتي قليلاً عندهم أحمد الله كثيراً أني اتخذت القرار الصحيح بالبعد عنهم.
أما زوجي؛ فهو دائم الانشغال وغائب عن البيت، وحتى إن كان في البيت فهو لا يتكلم، وأنا لا أحب وجوده في البيت وأتعجب من السيدات اللواتي يشتكين خروج أزواجهن مع أصدقائهم ويتركونهن! لا أشعر بحبه؛ أنا متزوجة منذ 18 عاماً ولم يقل لي كلمة "أحبك" أو أي كلمة تدل على حبه، وعندما أخبرته بذلك بدأ يقولها لكنى لا أشعر أنه يقولها من قلبه! بل أتمنى أن أقول له أن ما عدت أريدها منك، أتمنى أن يقولها دون أن أطلبها منه. في شمّ النسيم الماضي خرج معي أنا والأولاد -حسبتها معه فوجدنا أنه لم يخرج معنا منذ 5 سنوات!!!- تركته وابتعدت فسألني لماذا أبتعد هكذا! أنا لا أشعر بحبه ولا أحب وجوده معي رغم شدة احتياجي لكلمه حلوة وإنسان أرتاح إليه وأحكي له ما أنا فيه، لكني لا أجد ذلك في زوجي! لذلك أفضّل أن أعيش وحيدة كما عشت طوال عمري، فأنا أكره الناس جميعاً، لا أجد من يفهمني ويشعر معي سواء أمّاً أو صديقة أو حتى زوج.
برجاء التكرم بالإجابة على أسئلتي التالية:
1- ما اسم مرضي؟ هل هو وسواس قهري أم اكتئاب؟.
2- لقد عشت طوال عمري أخشى أن يأتي يوم لا أستطيع فيه التفريق بين الحقيقة والخيال وأقول لنفسي أنا في هذه السن الصغيرة وهذا وضعي فماذا سيحدث عندما أصل الأربعين؟ عندها ستكون نهايتي مستشفى الأمراض العقلية، وأشعر أن هذه هي نهايتي (مستشفى الأمراض العقلية). هل بالفعل من الممكن ألا أستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال وكيف أتجنب الوصول إلى ذلك؟.
3- ما هي الأسباب التي تؤدي بالمريض إلى عدم التفريق بين خياله والأحداث الحقيقية؟.
4- لقد كنت آخذ التفرانيل في أوقات الحمل والرضاعة، فهل لهذا تأثير على عقل أطفالي وحالتهم النفسية؟ خاصة وأن مستوى ذكاء أولادي متوسط، فهل ذاك هو السبب؟.
5- أعاني الآن من النسيان؛ فانا أنسى أسماء الأشخاص، وأنسى الصلاة وأحاول تذكر إن كنت أديت الفريضة السابقة أم لا؟ وأيضاً في أي شهر نحن؟ وأحاول تذكر هذه الأشياء وأشياء أخرى. كيف أتغلب على هذا النسيان؟.
6- لقد زاد وزني في العامين الماضيين حوالي 10 كجم، وبدأت أتبع حمية لتخفيضه من حوالي شهرين، لكن وزني لا ينقص بالمرة على الرغم من اتباعي لحمية قاسية جداً، فهل يدفع الأنافرانيل المريض ليأكل كثيراً وبالتالي يسبب السمنة؟ أم أنه يغيّر في الهرمونات مما يؤدي إلى السمنة حتى لو لم يزد المريض من أكله؟
هل الأنافرانيل هو السبب في عدم استجابة الجسم للحمية وعدم انخفاض الوزن؟.
09/04/2010
رد المستشار
أهلاً بالأخت الكريمة؛
إليك ومباشرة أجوبة أسئلتك:
1- ما اسم مرضي هل هو وسواس قهري أم اكتئاب؟
الجواب: نعم هو الوسواس القهري؛ لكن الوسواس هو جزء من شخصيتك، فأنت تملكين ما يدعى الشخصية القلقة الوسواسية، ونتيجة لهذه الشخصية وما تملك من آليات محاكمة وتفكير، تتعرض للضغوطات والوسواس والاكتئاب بالنتيجة.
2- لقد عشت طوال عمري أخشى أن يأتي يوم لا أستطيع فيه التفريق بين الحقيقة والخيال وأقول لنفسي أنا في هذه السن الصغيرة وهذا وضعي فماذا سيحدث عندما أصل الأربعين؟ عندها ستكون نهايتي مستشفى الأمراض العقلية، وأشعر أن هذه هي نهايتي (مستشفى الأمراض العقلية). هل بالفعل من الممكن ألا أستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال وكيف أتجنب الوصول إلى ذلك؟.
الجواب: لديك مخيلة وافتراضات عن الواقع مخالفة له، ومعايير كمالية لكل شيء بعيدة عنه، وهي جزء من شخصيتك الوسواسية، وتدعى الكمالية أو قانون فكري ((الكل أو اللاشيء)). أنت من الناس الذين يحيون فاقدين للمتعة لكل شيء بسبب هذا القانون الثنائي الطيف.
ومسألة ذهابك أو عدم ذهابك لمشفى الأمراض العقلية مسألة غير قابلة للمناقشة الآن، لأهم هو مناقشة قوانينك الفكرية الخاطئة وفهمك للحياة ولنفسك وللآخرين من خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي.
3- ما هي الأسباب التي تؤدي بالمريض إلى عدم التفريق بين خياله والأحداث الحقيقية؟.
الجواب: فيما سبق ذكره في السؤال الثاني.
4- لقد كنت آخذ التفرانيل في أوقات الحمل والرضاعة، فهل لهذا تأثير على عقل أطفالي وحالتهم النفسية؟ خاصة وأن مستوى ذكاء أولادي متوسط، فهل ذاك هو السبب؟.
الجواب: الأهم من التوفرانيل خلال الحمل وهو من الماضي، هو حالة القلق الحالية الذي يعيشونها خلال حياتهم وتأثيرها على دراستهم وتعليمهم وشخصيتهم. والإجابة الدقيقة لسؤالك تكون عبر تقييمهم المباشر الشخصي.
5- أعاني الآن من النسيان؛ فانا أنسى أسماء الأشخاص، وأنسى الصلاة وأحاول تذكر إن كنت أديت الفريضة السابقة أم لا؟ وأيضاً في أي شهر نحن؟ وأحاول تذكر هذه الأشياء وأشياء أخرى. كيف أتغلب على هذا النسيان؟.
الجواب: سبب النسيان هو عدم التركيز الناجم عن القلق، والحل بالتخلص من القلق واستعمال مساعدات ومذكرات لأعمالك اليومية.
6- لقد زاد وزني في العامين الماضيين حوالي 10 كجم، وبدأت أتبع حمية لتخفيضه من حوالي شهرين، لكن وزني لا ينقص بالمرة على الرغم من اتباعي لحمية قاسية جداً، فهل يدفع الأنافرانيل المريض ليأكل كثيراً وبالتالي يسبب السمنة؟ أم أنه يغيّر في الهرمونات مما يؤدي إلى السمنة حتى لو لم يزد المريض من أكله؟ هل الأنافرانيل هو السبب في عدم استجابة الجسم للحمية وعدم انخفاض الوزن؟.
الجواب: للأنافرانيل علاقة، وبالإمكان مناقشة ذلك مع طبيبك النفسي للانتقال لدواء لا يسبب السمنة ومضاد للقلق من زمرة الأدوية الحديثة.
ادخلي على الروابط التالية:
البدانة بسبب العقاقير النفسية
البدانة بسبب العقاقير مشاركة
وسواس + ثناقطبي + عقاقير + بدانة
أتمنى لك التوفيق واتباع خطة علاجية مطوّلة تستهدف شخصيتك وآليات تفكيرك والصبر مع طبيبك عليها.