السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعتذر لأني أرسلت الرسالة مرة أخرى فقد أضفت إليها بعض الكلام
أشكر لكم جهودكم الطيبة وأتمنى أن تساعدوني في حل مشاكلي التي أضحت مغارات تبدأ لا تنتهي!! لا أستطيع القول بأن مشكلتي كذا وكذا فحياتي كلها مشاكل. كلها خطأ. كلها رأسا على عقب بدأت هذه المشاكل منذ الصف الثاني ثانوي أكاد أجن من التفكير بالمستقبل..
أخاف من كل شي خصوصا ترقب المستقبل لأني أفشل في كل شيء أخوض فيه فمثلا دراستي تخرجت من الثانوية العام الماضي ولم أكن أتوقع أن مصيري سيكون البيت (قبر الحياة) مع العلم أني تخرجت بمعدل عالٍ ربما هذه الصدمة العنيفة هي التي قلبت مجرى حياتي فأصبحت أمشي ولا أعرف ما هي نهاية الطريق أنا من الصعب أن أستسلم لكن واقعي يحتم علي ذلك، أريد الدراسة بالخارج وبذلت أقصى جهدي لإقناع والدي بالفكرة لكنه رفض وليس أبي وحسب وإنما جميع أفراد عائلتي طلب مني والدي أن أتزوج لأذهب مع زوجي وليطمئن هو علي لكني أرفض وبشدة أن أتزوج قبل أن أدرس المهم قررت أن أدرس أي شي ليس من أجل الطموح وإنما لأهرب من البيت والملل القاتل لأني يأست من أن أحقق حلمي...... الفراغ أخذ مني مأخذه.
أعيش الآن أسوأ أيام حياتي كل ما ذكرته لكم كان صدمة وبشق الأنفس استطعت أن أساير واقعي المر وأتعايش معه لكن ما لم يكن في الحسبان هو وقوعي في الحب فأنا أحببت شاب عن طريق النت وهو كذلك يحبني وقررنا أن نتزوج بعد أن ينهي دراسته وأمامنا مشوار طويل وربما لا أستطيع الانتظار طبعا سنتزوج في حال أنه كون نفسه أما إذا فشل فلن نتزوج وهذا رأيه هو... إذن ربما يكون الانتظار مجازفة ربما أخسر كل شيء بعد عدة سنوات لا أدري حقا؟؟!! أرشدوني في هذه المشكلة بالذات لكن بما أني أحب فلا يمكن أن أتزوج.
حتى لو أجبرتني الظروف على ترك من أحب لا أستطيع الزواج بغيره فأنا من الأشخاص الذين يحبون مرة واحدة لا أحد يعلم بحبي هذا.. سأخبر أهلي عندما يتقدم هذا الشاب لخطبتي أما الآن فلا أستطيع إخبار أحد، وهذا ما يقلقني تقدم لخطبتي أشخاص كفؤ لكني رفضتهم وهذا يزعج اهلي فهم يستعجلوني بالزواج.. وأمي دائما تقول لم لا تتزوجي انظري إلى أصدقائك انظري إلى فلانة كلهم تزوجوا وتقول لي أن العمر يمضي ولن يتقدم أحد لخطبتك بعد عدة سنوات وأنك ستكونين كذا وكذا وكلام كثير يسبب لي اكتئاب رهيب لدرجة أني أكره نفسي.. هل صحيح ما أفعل وأن أرفض كل من يتقدم لي على أمل أن أتزوج بمن أحب أم هذا خطأ؟
وهل تنصحونني بأن أقطع علاقتي بهذا الشاب إلى أن يتقدم لي فأنا أتواصل معه عبر المسنجر فقط ؟ وأيضا أقول أن الحب الصامت يذبل المشاعر فأخاف إذا قطعت علاقتي به أن قلبي لن يعد يميل له أو العكس أنه يمل مني ويغير رأيه هذه المشكلة بالذات تقلقني فأرجو أن تجدوا لها حلا.
أيضا أنا أمل بسرعة فأصدقائي مثلا إذا مللت منهم أتركهم دون أن أحاول أو أعرف ما سبب شعوري تجاههم هكذا زملائي. أهلي والكثيرون بمجرد أن أمل منهم أتركهم وأخاف أن أمل من فارس أحلامي أيضا أو أخاف أن أتزوجه وأمل منه لا أستطيع الحفاظ على علاقاتي فكلها تفشل لا أعرف ما هي مشكلتي تماما لكن أريد منكم مساعدتي.
التفكير بالمستقبل يقتلني يوما بعد آخر أرجو أن تجدوا لي حلا حتى أقضي أسبوع على الأقل بدون معاناة!! عمري 18 سنة ولم أنجز أي شيء لم أحقق أي شيء من أحلامي وطموحاتي هل ما أفعله صحيح أم لا؟ عدم توقع إخفاقي هو من جعلني أخاف من المستقبل لا أستطيع التخطيط لفشل دائما أقول بأني سأنجح وما أن أفشل حتى تضيق بي الدنيا ربما اصبت بردة فعل جعلتني أخاف الخوض في ميادين الحياة وأنفر من كل شيء ومع ذلك فأنا أقول عن نفسي بأني مجازفة.. متهورة.. ولربما مجنونة أيضا ربما تجدوا تناقضا في كلامي والسبب أني نفسي لا زلت لا أفهمها. أحس بأني فقدت ذاتي وفقدت كل شيء ممتع قبل تعرضي لهذه المشاكل إلى الصف الأول ثانوي بالتحديد كنت أستمتع بأسخف وأغبى وأبسط الأشياء كنت أرى الدنيا جميلة وحلوة كانت أكبر همومي أغراضي.. هداياي وأشياء بسيطة كنت أبكي على أبسط الأشياء لكن ما أن دخلت الصف الثاني ثانوي حتى قلبت حياتي لم أعد أجد طعما لأي شيء أشعر بحزن كبير ما عدت أطيق شيئا خسرت حتى ذاتي وهذا ما يحزنني خسرت طموحاتي وأحلامي هل سأستطيع أن أعود كما كنت؟
أستميحكم عذرا على الإطالة آملة أن تجدوا حلا لمشاكلي
وجزاكم الله كل خير...
28/05/2010
رد المستشار
حضرة الأخت "سمية" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ما زلتِ حديثة السن، فإن الثمانية عشر ربيعاً من عمرك لم تكن كافية لكي تستطيعي أن تستخلصي العبر من هذه الحياة. يحق لكِ طبعاً أن تسألي مَن هم أكبر منكِ سناً وأوسع معرفة في عالم النفس والاجتماع. ولكن إذا ما سألنا؛ عندها يجب علينا الالتزام بما يشيره علينا المستشارون. وأن لا يكون سؤالنا مضيعة للوقت، وبحثاً عن جواب يلائم رغباتنا وإلا فنلقي به في سلة المهملات.
سمية: لطالما تحدثنا عن الحب على النت، أو الحب الإلكتروني، فهو وهم جميل يتجاذبه الخيال المتعطش لكلمات الحب والحنان، وعندما نصطدم بالحقيقة لطالما يتحطم الأنام أمام حائط الواقع المغاير، وتندثر الآمال. فتكون الصدمة كبيرة وخيبة الأمل أشمل وأوسع. نحن لا نستطيع أن نتخيل المتحدث معنا إلا مثالياً، وكم من رجل حقيقي يأتي لخطبتنا في هذه الأوقات فنصرفه بحجة التمسك بالحبيب الإلكتروني، أو الوهم الكهربائي، فنخسر هذا وذاك، ويكون العمر قد ولّى والسنون معه، ولا يبقى عندنا سوى كلمات العزاء والدعاء بأن يعوّض الله بسلامتك على ما فاتكِ في أحلام اليقظة.
نحن أيضاً نحب العلم، ولكن ضمن إطار مشيئة العائلة وإرادتها. فلا بأس في أن تتسجلي في إحدى الجامعات الممكنة وتقلعي عن التفكير بالجامعات المستحيلة، ففي ذلك راحة لكِ وهناءة لبالك.
أما بالنسبة للزواج؛ فإننا ننصحك بأن تفتحي ذراعيكِ لمَن يكون مناسباً، ذو خُلُق ودين، فإذا ما رددناه نكون والعياذ بالله ممن يرضى الفتنة في الأرض.
نتمنى لكِ في هذا الصيف، والذي هو موسم الخطاب أن يكون نصيبك مع أوسمهم وأفضلهم ذكاءً وديناً وخُلُقاً ومالاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرئي أيضاً:
نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love