خوف من المرض والموت
منذ ما يقرب الشهر بدأت عندي حالة خوف من المرض والموت وبدأت أتردد على الأطباء لمعرفة إذا كنت مريض أم لا والحمد لله أثبتت كل الفحوصات سلامتي، كنت خلال تلك الفترة أشعر بحزن شديد وتأتيني نوبات رعب أشعر فيها أني مريض وسوف أموت الآن وكنت لا أرغب في الخروج من المنزل وكلما خرجت أشعر باختناق وأعود سريعا، ولكن أحيانا أكون طبيعي جدا كما أنه في الليل تقل النوبات وأصبح طبيعيا، قررت الذهاب لطبيب نفسي ولكني قبل الذهاب إليه بيومين كنت بدأت أتحسن ولكن أصريت على الذهاب وعندما ذهبت له وتكلمت معه شعرت بارتياح شديد وقد كتب لي دواء أسبوعي يسمى ديروزاك.
المشكلة أني أشعر أن ما مررت به مجرد ظرف طارئ نظرا لفراغي وتركي لعملي السابق، كذلك وفاة زوج خالتي أمام عيني، أنا أخذت حبة واحدة فقط من الدواء ولا أرغب في الاستمرار عليه، وأشعر أن مشكلتي بسيطة يمكن السيطرة عليها بالإرادة والعلاج السلوكي.
وبالنسبة للسيروتونين إذا كان به نقص فممكن زيادته بالغذاء أنا حاليا بدأت الدواء من يومين وأنا بحالة جيدة حتى قبل بداياته وأعتقد أن تأثيره لا يكون في يومين، فأرجو الإفادة أنا لا أرغب في الدواء حيث أشعر أن المشكلة بسيطة وقادر على السيطرة عليها بإذن الله.
28/05/2010
رد المستشار
إذا كان الموت أمراً حتمياً فإنه من المستحيل الهروب من حقيقة الخوف منه.... خصوصاً إذا علمت أن الخوف من الموت يحدث لكثير من الناس رغم اختلاف ثقافاتهم.. فمعظم الناس ينفرون من الحديث عن الموت لأنه ينهي أي فرصة لهم للاستمرار في متع ومباهج الحياة.
أما بالنسبة للإنسان المؤمن فالموت لا يمثل له ذلك المجهول الذي يرهبه ويرعبه ولكنه قضاء الله وحكمته وكما أن للحياة حكمة كذلك فإن للموت حكمة وغاية.
إن اتجاهنا نحو الموت اتجاه متناقض ذلك لأننا نسلم به ولا ننكره ولكننا نكرهه ونتوقعه ونود أن يتأخر. نعترف به ولكن ننساه، ومن الجدير بالذكر أيضاً أننا جميعاً نخشى الموت ولكن بدرجات متفاوتة... فالخوف من الموت بدرجة منخفضة أمر سوي وعادي، بل ومطلوب طالما دَفَع إلى الاستعداد له بالعمل الصالح وعدم الاغترار بالدنيا.
والخوف من الموت بدرجة مرتفعة والتفكير في ذلك ليل نهار.. بدون القدرة على وقف هذا التفكير أمر غير سوي أي أنه علامة مرضية تدل على اضطراب انفعالي شديد، خصوصاً إذا أدى إلى اليأس وترك العمل بل وأحياناً ترك الواجب كمن يضيع من يقوت أو يفقد الرجاء في رحمة الله.
إن المشكلة الحقيقية هي ليست الخوف من الموت بل من الحياة، بل لعلي لا أبالغ إذا قلت لك أن الموت أحياناً يكون نعمة من الله ومهربا من الألم والكرب المستمر والجروح والقروح والاعتماد على الناس والشكوى لهم بلا حول ولا قوة.
واجه همومك وخوفك من الموت بتغيير اهتماماتك وتوجهاتك في الحياة، ولابد أيضا من ذكر أن كل المخاوف تعتبر من أمراض القلق التي يفيد فيها العلاج الدوائي في تحسين كيفية العيش بطريقة أفضل. وبلا جدال في حالتك لم تعط الدواء فرصة كافية لأداء المطلوب منه وهو خفض كمية القلق حتى تستطيع أداء العلاج السلوكي للمخاوف التي تعانى منها والتي لا يجب اعتبارها دليلا على نقص الإيمان إلا إذا استطعنا اعتبار مرض السكر دليلا على الانحراف الأخلاقي أو ضعف الأيمان.
ولذلك نصيحتي لك هي متابعة طبيبك النفساني حتى نستطيع سبر أغوار الخوف الذي ينتابك, لأنك حتى لو استطعت التغلب على ذلك الخوف سيظهر لك القلق في صورة أخرى, لأن طاقة القلق لا تزال حرة لم يتم التصرف معها وتوزيعها بشكل إيجابي, وأنت تعلم أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث ولكن تتغير من شكل لآخر.
واقرأ على مجانين:
الخوف من الموت: بين الطبيعي والمرض
من نوبة هلع إلى وسواس الموت
أشعر أن الموت سوف يأتي في أي لحظة
وسواس الموت
...... والسلام.