استمناءٌ فاستمناءٌ
السلام عليكم أنا شاب أمارس العادة منذ زمن كبير وكانت إدمان لي وأفعلها بكثرة في اليوم ولكن من فترة سنتين بدأت أهتم بنفسي وأبتعد عن الإدمان هذا قليلاً, وفعلاً جعلت فعل العادة قليلا بسبب أني أمارس الرياضة وبسبب أنها ضارة لى صحياً وجسديأ ونفسياً.
ولكن لم أقدر البعد عنها بشكل دائم وجربت العديد من التجارب وقرأت الكثير من المقالات عن العادة وأنا مثقف دينياً وطبياً بخصوص هذة العادة السيئة ولكن شهوتي قوية ولا أقدر على جمحها بشكل دائم.
وهنا يأتي سؤالي:
لكي أبتعد عن العادة منذ فترة 6 شهور تقريباً, كنت أقول بالحلفان أني لن أقوم بفعل العادة أو لن أدخل إلى المواقع الإباحية وأثير نفسي لمدة أسبوع، وهكذا.. ولكن للأسف كان الشيطان يغويني ويقلل إرادتي وعزيمتي وأقع في فعل العادة أو أدخل إلى هذه المواقع السيئة, وهكذا أكون كسرت الحلفان أمام الله.
وبالطبع كنت أندم كثيراً وأستغفر الله وأتوب إليه, ولكن عندما ترجع شهوتي وتقوى مرة ثانية ومن أجل أن لا أفعل العادة أو أضر نفسي, أقوم بالحلفان مرة ثانية وأحياناً لا أفعل العادة وحلفاني يكون صحيح وأحياناً كثيرة أيضاً أكسر حلفاني... وحاولت أن لا أحلف أبدا على العادة أو على الأشياء الأباحية, ولكن وجدت نفسي أزيد من العادة وأرجع مدمنا لها مرة أخرى, وبالطبع عندما أكون مدمنا لها تأثر على حياتي الرياضية والنفسية وعلى حياتي عموماً.. فلهذا كنت أحلف لأن الحلفان يجعلني أبتعد عنها.
ولكن طفح الكيل اليوم قبل كتابة هذا الموضوع كنت حالف ومتعهد أني لن أقوم بفعل العادة هذا الأسبوع لأني أحسست أن نفسيتي وإرادتي قوية وأنا أريد أن أقلل من العادة وأجعلها مرة أسبوعياً أو مرتين ولكنني ضعفت اليوم أيضاً وفعلت العادة وكسرت حلفاني أمام الله، وندمت كثيراً اليوم على كل الحلفانات التي كسرتها بسبب العادة وبسبب شيء لا يستحق أن أجعل شكلي قبيحا أمام الله عز وجل.
ولكن ماذا أفعل هذا الشيء حدث وانتهى وأصبح ماضي فأريد أن أعــرف ما حكم هذه الحلفانات المكسورة ومع العلم أني لا أعلم عددها؟ ورأيت سابقأ إحدى الفتاوى في المواقع الإسلامية تقول أن الحلفان على عدم فعل شيء خاطئ لا يكون مثل الحلفان الكاذب بمعنى أن الاثنين مختلفين في التكفير.. فماذا أفعل لكي أكفر على هذه الحلفانات؟
وأصبح الحلفان شيء أساسي إذا لم أحلف أقع في العادة والشيطان لا يتركني مع العلم أني مهتم بالصلاة وأسمع القرآن وأحاول أن أكون قريبا من الله لأني كنت بعيدا عنه كثيراً لمدة طويلة ولكن الآن أنا إنسان جيد ولا أفعل الأخطاء إلا هذا الخطأ الذي لا يتركني فماذا أفعل؟؟
23/04/2010
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، بداية أعتذر لتأخرنا في الرد عليك فقد قدَّر الله -مباشرة بعد إرسالك الاستشارة وإعدادها لتوزع على مستشار- أن تطلب أ. رفيف الصباغ إجازة من مجانين وموسوسي مجانين مدة شهرين لظروف انشغالها بأبحاث الدكتوراه نسأل الله لها التوفيق والسداد..... وبالتالي أصبحت أنا المنوط بالرد عليك.
بحثت في الاستشارات السابقة يا ولدي فوجدت ردا بعنوان: حلف يمينا فهل تقبل صلاته متابعة يقول المستشار الفقهي ردا على مسألة كمسألتك: (.....هذه اليمين التي حلفتها يمين مكفرة وليست لغوا ولا غموسا، وكفارة اليمين هي كما قال الله تعالى: (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ([المائدة: 89]).
ثم يستكمل المستشار شارحا: (والواجب عليك أن تكفر عن يمينك بأن تطعم عشرة مساكين بمقدار وجبتين لكل مسكين من جنس طعامك الذي تأكله أو تكسوهم كما يجوز لك أن تخرج قيمة الـ 20 وجبة فتوزعها على الفقراء. ولا يجوز لك أن تنتقل إلى الصيام ما دمت قادرا على أن تطعم، والذي يجب عليه الصيام في كفارة اليمين هو الذي ليس معه مال يطعم به لا في العاجل ولا في المستقبل فمن كان هذا حاله فإنه يكفر عن يمينه بالصيام).
ويستطرد أيضًا موضحا: (وإذا كنت لا تجد الآن ما تطعم به ولكن تتوقع أن يأتيك مالا في المستقبل فلا يجوز لك أن تنتقل إلى الصيام......).
وأضيف لك: إذن عليك أن تكفر عن أيمانك كيفما سبق، وأما كم يمينا ستكفر عنه وأنت لا تتذكر فأقول لك بحسب ما تتذكر يا "محمد" ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها...... والمهم هو أن تكف عن الوسوسة التي أنت فيها حيث تفترض افتراضات خاطئة مثل أنك لن تستطيع الكف عن الإسراف في الاستمناء إلا إذا حلفت بالله ومن هذا النقيض إلى عكسه فتفترض أنك ستستطيع منع الاستمناء منعا تاما –إلا أن يعصم ربي- في هذه الأيام وبعدما جربته بل أدمنته حسب وصفك ودون زواج! فهذا أيضًا افتراض خاطئ يفوق طاقة البشر العاديين يا "محمد"..... ثم أنك تبني على تلك الافتراضات أولا أنك تضطرُ للحلف عندما تأخذك الحمية وترغب في الإقلاع عن الاستمناء..... هذا الربط بدايات وسوسة وأنت كما أستشعر من نص استشارتك أصبحت على مشارف الوسوسة فكف عن ما تفعل يا "محمد".
المهم إذن هو أن تمتنع تماما عن الحلف فيما يتعلق بالاستمناء، وأن تتخلص من افتراض مثل: (أصبح الحلفان شيء أساسي إذا لم أحلف أقع في العادة والشيطان لا يتركني).... ما رأيك أن نستبدل الحلف بالاستعاذة أليست الاستعاذة تطرد الشيطان يا "محمد" والاستعاذة ليست يمينا تتحمل مسئوليتها بل هي حسنة تضاف إلى حسناتك ورادع للشيطان هي وليس اليمين!
وأخيرا أنبهك إلى ضرورة الكف عن الحلف لكي لا تصل لابك الحالة ما وصلته مع من سمى نفسه "حقير" :
وسواس الأيمان المنعقدة.. متابعة رد أخر
ونسأل الله تعالى أن يرزقك الصدق والنصح في التوبة وأن يحفظ عليك دينك وإيمانك أنت وكل المجانين اللهم آمين.ويتبع>>>>>>>>>>>>> استمناءٌ فاستمناءٌ فَيَمِينٌ فاستمناءْ! مشاركة1