طلقت لهذه الأسباب..هل هي مقنعة..!؟
السلام عليكم؛ أنا سيدة عمري 25 سنة أعمل مدرسة، جميلة وخلوقة والحمد لله، مطلقة من زواج دام 3 شهور و10 أيام فقط، حاليا ما زلت في العدة، تزوجت زوجي زواجا تقليديا رغم عدم اقتناعي بفكرة الزواج التقليدي ولكنني كنت على أبواب ال25 ومللت من استقبال العرسان السيئين ووجدت في طليقي صفات جيدة وتنازلت عن أشياء كثيرة من باب التسهيل على شباب المسلمين، مرت الخطبة كئيبة وقصيرة ومليئة بسوء الفهم نتيجة عدم اتصاله وسؤاله عني ككل الخاطبين، ولكنني لم أجد في ذلك سببا كافيا لطلب الفسخ وسمعت كلاما كثيرا أنه سيتغير بعد الزواج.
تزوجنا بحفل لا يرقى إلى مستوى حلمي بتاتا ومع ذلك قلت لا بأس ومن أكثر الأشياء التي تنازلت عندها وندمت أشد الندم هو سكني مع أهله في بيت واحد ورغم أنهم كانوا طيبين جدا ويحبونني إلا أن الخصوصية والاستقلالية كانت معدومة تماما، فما حدث أبدا أن جلسنا وحدنا كعرسان أو حتى خرجنا إضافة لقدوم إخوته وزوجاتهم وأطفالهم باستمرار ويناموا عندنا لدرجة كنت أحترق غيظا وقهرا. إضافة لبخله الشديد فلم يصرف علي قرشا واحدا وكنت أخجل أن أطلب مالا منه وكان دائما ما يفسر كلامي حسب أهوائه وينتقدني لأنني على وصفه سكوتة ولست مثل "الفلفلة"، لم يراع حزني وصدمتي بطريقة حياتهم وبخلهم من ناحية الطعام والشراب بطريقة مريعة لم يراع شوقي لأهلي وكوني عروس فقط بالاسم ولا دخل لي بحياة العرائس، أيضا اكتشفت أن إحدى أخواته مطلقة وهذا معناه أنها ستبقى طول العمر معنا ولم يخبرني بذلك قبل الزواج فزاد حنقي وغضبي.
أهلي عندما علموا بذلك نصحوني بالصبر لأن دوام الحال من المحال سيدي أنا لم أقتنع بشخصية زوجي فقد كان غريب الأطوار نوعا ما، كثير السرحان والسكوت يضحك ويمشي بطريقة مضحكة ولكن مع ذلك أحببته من قلبي لأنه زوجي وحلالي وأجبرت نفسي على حبه ويبدو أن المودة والرحمة زرعهما الله بقلبي دون أن أشعر، طليقي لم يكن مثقفا جنسيا صدقني لقد تفاجأت بذلك وكنت أفوقه علما وثقافة بذلك، لكنني لم أشعره بشيء من ذلك كان لا يعرف المداعبة ولم يحدث أن وصلت معه لمرحلة أذوب فيها ولذلك كنت لا شعوريا أدير دفة العلاقة بنفسي وأٌمثل كثيرا حتى كأنني صدقت نفسي وبدأت أستمتع بشدة.
اكتشفت أنه يفتح مواقع تشرح العلاقة ولا أخفيك سررت لأنه يتثقف وبعد فترة أصبح واضحا تماما أنه يتطور سيدي.... برغم كل سوء الاختلاف بيننا وبرغم عدم اقتناعي بشخصه ومنطقه إلا أن لحظات الحب كانت بنظري الأجمل والمكان الذي حقا نجد فيه التوافق، طليقي كشكل خارجي جذاب جدا وأنا أعشق الجاذبية وأعترف بضعفي أمامها ولذلك مجرد أن يستلقي بجانبي كنت أشتهي الحب معه، وصفاته الجسدية نفس التي كنت أحلم بها من بشرة سمراء وطول وخشونة رويدا رويدا، بدأ يطيل الجلوس على النت ويفتح الكاميرا الخاصة بالمسنجر وأحسست بقلب الأنثى أن هناك خطبا ما، لأنه كان يثور بي إن دخلت عنده؛
ثم أصبح يطالبني بأن أغير من جسدي وأن أنحف وأمتلئ من أماكن محددة وكان إن وجد بعض الشعر على جسدي وهو شعر صغير جدا لا يذكر، يغضب ويرفض معاشرتي وكم جرحني ذلك، ثم هجرني أسبوعا كاملا لا يحادثني وينام بالصالون أمام عيون أهله المستغربين، لكنهم يخافونه ولا يجرؤون على سؤاله لماذا. وبعد هذا الأسبوع جاء ليخبرني أنه لا يقدر على الحياة معي وأنه شاب بأول عمره لا يريد أن يحرم نفسه من شيء لم أفهم قصده وإذا به يخبرني أنه لا يتحمل صغر حجم حلمات ثديي!!!
صعقت يا سيدي وأيضا لا يتحمل الشعر وأي أنثى لا ينبت عليها الشعر؟؟؟ وصرخ بي أن هذا عيب خلقي وأنني غششته أنا وأهلي البقية معروفة فقد طردني من البيت وكبرت المشكلة وجن جنون أهله فقد كانوا يحبونني وقام بفك سريرنا إلى أن حملت أمتعتي وعدت لبيت أهلي وأصرّ أن يأخذوني إلى لجنة تفحص عيوبي المذكورة كما قال، فرفضت وتنازلت عن نصف مؤخري ليتم الطلاق، نفسيتي سيئة وأنا حزينة لما جرى لي 3 أشهر وأصبح مطلقة هل هذا منطق؟؟
أتذكره مراراًَ وأشعر بالأسى لماذا فعل ما فعل، برغم حبي وتفانيّ معه وتقصيره بالمقابل، سيدي أعلم أن الله خبأ لي الخير ولكن لا أٌخفيك ما زلت أشتهيه ولا أنسى لحظات الحب بل حين أتذكر بعض الليالي التي تفننت فيها بالحب أشعر بحزن عميق وأود لو أبكي فلا أقدر..
مجرد تفكيري أن كل ما قدمته لم يكن كافيا عنده أشعر بالحزن والنقص.
لا أشعر بمشاعر اشتهاء لأي رجل عداه رغم أنه الآن محرم علي فكيف أغير من طريقة تفكيري وأنسى؟
26/05/2011
رد المستشار
كفاك يا ابنتي حرقةً ودموعاً واستغراباً، ألا تفكرين بعقلك أبداَ، لقد نحيته منذ رأيت جاذبيته وقامته وخشونته التي تهوينهم دون الوقوف على "المضمون" والخلق للدرجة التي جعلتك تتخيلين مع نفسك مشاعر وجنس سطحي ومزيف معه وتشاركينه في تصوراتك فقط، ولقد قلت بنفسك أنك غصبت نفسك غصباَ للشعور عمداَ بالمتعة!، وحينما فرض العقل عليك وجوده تمكنت من رؤية كل شيء حقيقي دون زيف؛ فهو شخص بخيل، له تصرفات غير طبيعية، يخافه أهله حتى أنهم لا يجرؤون أن يحدثوه في أخطائه، يفتقر للذوق وكيفية التعامل مع أنثى، أدمن المواقع الإباحية أو صادق فتاة من على الإنترنت وباعك بأرخص الثمن، وظل يتفوه بأسباب لا تستحق النظر فيها لأنها ببساطة شديدة لا علاقة لها بجودة العلاقة الخاصة بين الزوجين، ولا يتفوه بها حبيب يحب ويريد زوجته لتشاركه حياته بحلوها ومرّها، بل ارتضى أن يقول ذلك على الملأ ورضي لك أن تتعرضي لمن يكشفون جسدك ليتأكدوا من هزله!
والآن تتركين كل الحقائق ولا تفكرين إلا في وسامته التي صارت قبحاً، وطوله الذي لم يزده إلا دناءة، وسمرته التي عكست سواد سريرته، فلتفيقي يا ابنتي من جذوة الجنس الذي يجعلك تعمين عن الحقائق التي لن تتغير عنه أو عن أهله والتي لن تري منها بعد مرور الأيام أي أمر جيد؛ فسيكون بيتك مولد دوماَ، ولن تهنئي بزوجك إلا في الفراش الذي تبذلين فيه أنت الجهد الأكبر دوماً، والحياة الزوجية ليست فراشاَ، ولا مجرد لقاء أجساد؛
الزواج شراكة ورسالة بين زوجين يتبادلان الود والرحمة يحلمان معاَ، ويتقاسمان تحديات الحياة سوياَ، فيُعينا بعضهما البعض، ويدعمان بعضهما البعض، ويسعد كل منهما الآخر قدر الإمكان، وأنت فعلاَ لم تتزوجي، وكان الخطأ الأكبر في تلك الزيجة عدم مراعاتك لجوانب مهمة وفاصلة في قرار الزواج مثل "التكافؤ" بين الطرفين نفسياَ، واجتماعياَ، ودينياَ، وثقافياَ، وفكرياَ،.. الخ، وكذلك التعرف الجيد على الطرف الآخر؛ فأين كان البخل قبل الزواج؟، وأين كانت تصرفاته الغير طبيعية قبل الزواج؟، إما لم تكتشفيها؛ لأنك خدعت نفسك بفكرة التأخر في الزواج-فهل التريث في الزواج أفضل أم تجربة زواج فاشلة-، أو رأيتها وخدعت نفسك أكثر بأنك لا ترينها، أو خدعت نفسك أكثر بوهم تغييره بعد الزواج؛ وكأن الزواج مصباح علاء الدين يغير عفريته كل مالا يعجبنا!
فالآن أطلب منك أن تتماسكي وتفكري بهدوء فيما قلت، وكيف كانت ستؤول حياتك معه، وكيف كانت ستؤول أحوال أبنائك في ظل علاقة مزمنة أو مشوّهة بين زوجين؟ وأرجو أن تتذكري: أنك ستمرين علمياَ بعدة مراحل؛ أولها مرحلة الإنكار أو الصدمة وهي المرحلة التي يرفض فيها الشخص تصديق ما حدث وينكره، ثم مرحلة التخبط والمشاعر النفسية وفيها تكون المشاعر السلبية كثيرة؛ كاللوم للنفس أو كره الطرف الثاني، الرغبة في الانتقام منه، الشعور بالظلم، الحزن، البكاء، الاكتئاب، ثم مرحلة الاستعداد للاستقرار وفيها يبدأ الشخص في بداية التعافي وبدء مناقشة الوضع بهدوء والتقييم للتجربة والتأكد من حدوث ما حدث وبداية الرضا بالواقع، وأخيراَ مرحلة التكيف أو البعض يسميها النسيان، وتتوقف مدة كل مرحلة على طبيعة الشخص والبيئة المحيطة به وقدرته على الاستيعاب وقوته النفسية، أتمنى أن تكوني ممن تعافين سريعاَ وممن يُقيِمن تجاربهن بحكمة ليضعن أيديهن على أخطاء الماضي بموضوعية لتفاديه مستقبلاَ، فلو كل منا أسر نفسه في تجربة مؤلمة مر بها فلن تقوم لبشر قائمة.
ويتبع>>>> : مصباح علاء الدين م