شبح الماضي يلاحقني
السلام عليكم ورحمة الله، أدعى ندى أنا في السابعة والعشرين من العمر، أحمد الله لدي عائلة كبيرة ومتآلفة تزوجت من قريبي وفشلت حياتنا بشكل مريع كان إنسان لا مبال مستهتر لا مسئول لن أسهب في مشاكل زوجية مملة لأني لم أكن أفضل منه بكل الأحوال عاملته بنفس اللامسئولية وتركته يفعل ما يريد، عشنا كأغراب تحت سقف واحد... لا يهتم بي ولا أهتم به، يأكل لوحده ولا أشاركه حتى الأعياد يقضيها عند أهله وأقضي وقتي أمام تلفازي الكبير هكذا....
لكن انقلب حالي بإنجابي طفلي الوحيد ولد الصغير بحالة : Bilateral cleft lip and palate أي الشفة والحنك المشقوقين على الجانبين... التشوه كان مريعا ولم يحذرنا طبيبي النسائية ولم يلحظ حتى هذه المشكلة، طفلي هو الطفل الذكر الوحيد في عائلة زوجي منذ ما يزيد على 15 سنة وكانت الصدمة هائلة. نسكن في مدينة ساحلية بعيدة عن العاصمة ومستشفياتها المتطورة.
بعد الصدمة الشديدة أردت فحص طفلي والتوجه لطبيب متخصص على الأقل يعلمنا كيف نرضعه بالزجاجات الخاصة لهكذا أطفال، اعترض الجميع وخاصة والدته لا داع لتكليف أنفسنا هذا طفل مريض وفي النهاية سيموت، بنهاية اليوم أخرجوه حتى من الخداج ولم يرضع شيئا. لم يكن لوالده حتى موقف من طفله وما سيفعل، حضرت والدتي طبعا من العاصمة طلبت منها أخذ الصغير والتوجه به للعاصمة لقد مضى يومان منذ ولادته ولم يرضع سوى نقاط من الحليب بالملعقة لم يكن حتى يبكي من شدة الإعياء ووالده غير قادر حتى على استئذان والدته لعلاج طفله.
لم أقوى على اللحاق بطفلي إذ أنجبت طفلي بقيصرية. أمي أخذت طفلي لمستشفى متخصص زودونا برضاعات خاصة وبجهاز نضعه في فم الصغير يعمل كسقف للحلق ليقدر على الرضاعة... عندما لحقت بطفلي أخبرني طبيبه كان ولدك قاب قوسين من الموت يعاني من جفاف، كيف يترك لأيام دون علاج أو.......؟ تحسنت الأمور بالنسبة للصغير وبدأنا بحجز مواعيد لعمليات جراحية ترميمية للصغير.
جاء الزوج الحكيم: أريدك أن ترجعي لبيتك ما من داع لإجراء عمليات وتكليف أنفسنا سيموت بالنهاية، يا رجل ماذا تقول؟ مع العمليات ومع بعض الرعاية سيتحسن الحال، وافق على مضض. وهجر البيت تماما، كلمنا زارنا أحد من أهله لم يمتلك أي منهم حتى اللباقة في الحديث ليقولوا لي أنجبت مسخا، أنجبت بلغتنا (مسخوط وملعون) لا يستحق حتى زجاجة الحليب ماذا فعلت في هذه الدنيا لتنجبي طفل كهذا.....، في لحظة ما خيرني رب البيت، رجل البيت بين الطفل المريض وبينه؟
لا نريد علاج لن نتعب أنفسنا ونستهلك نقودنا في مسخ، هذا كلام أبيه، وطبعا هذا ما تريده والدة زوجي سابقا وعائلته اختاري، بقلب الأم اخترت طفلي الوحيد، اخترت من لا حول له ولا قوة، اخترت من ليس له جريرة وذنب سوى أنه مولود بتشوه خلقي وقابل للعلاج، رجعت لبيت أهلي مطلقة أحمل طفلي مثقلة بالهموم. لكني تجلدت واجتهدت، عملت وأعلت نفسي وصغيري. عمره الآن 4 سنين، أجري له جراحة التجميل 4 عمليات تجميل. لا أبالغ إن قلت التجميل يصنع المعجزات تحسن شكله كثير، واظبنا على جلسات نطق بمعدل 3 جلسات أسبوعيا منذ كان عمره سنة ونصف.
بدأنا حديثا بجلسات للتربية الخاصة، الآن الصغير يتحدث بطريقة واضحة، يحفظ سور من القرآن، يخط حروفه الأولى، لديه مهارة كبيرة في استخدام الحاسوب، باختصار أحرز تقدم هائل بفضل الله تعالى. والده تزوج مرة أخرى ولم ينجب أطفال.... بعد كل التعب المضني وحجم المسؤولية التي ألقيت علي لوحدي وقلقي أثناء عملياته التي أجريت له والخوف الذي تحملته لوحدي جاء الوقح ليطالبني بطفلي الوحيد. بدأت معاركنا القانونية الشرسة، سمح له القانون بأخذه لأربع ساعات فقط وإرجاعه وإذا أخل بالموعد يتعرض للسجن ويواجه تهمة الخطف، وضعت شروط صعبة من كفالات مالية ضخمة وكفلاء لرؤية ولده لإيماني بأن ذلك المستهتر لا يصلح للأبوة. لم يشكرني حتى على ما صنعت لطفل يحمل اسمه لكن أقسم أن يأخذ الطفل ويسلبني مصدر سعادتي، كل شهر أو شهرين يأتيني أخصائيين من حماية الأسرة لأن والده يدعي علي بالإهمال....
آخر مرة أجريت له عملية تجميل، حضر أخصائي اجتماعي ونفسي وطلب الصغير للفحص عند الطبيب الشرعي لشكوى طارئة مقدمة من والد الطفل بأن الصغير سقط نتيجة لإهمالي واضطر الأطباء لعمل عملية له وهذا كلام مغاير للحقيقة العملية التي أجريت لترميم وجه الصغير وليس لوقوعه أو نتيجة لإهمال مني. لولا تقرير الطبيب الطبي لسجنت ربما......
هنا تكمن المشكلة تخطيت موضوع الطلاق وتخطيت صدمة إنجاب طفل لديه تشوهات، ناضلت لتوفير الأفضل له وأخشى ما أخشاه انتقام ذلك الرجل، مهددة بأي لحظة منه، المشكلة توسعت، المشكلة لأننا من عائلتين قريبتين والكل يرى أن الطفل من حقه كوني من تركت البيت، أخاف أن أضعه في الروضة، قللت من خروجنا، ألغيت الكثير من الدروس التي يأخذها، لكن المدرسة قادمة لن أحرمه التعليم أيضا، ألمح طليقي أحيانا يراقبنا -الأسوأ قادم- نقل عمله للعاصمة، كيف أتعامل مع هذا الموقف؟
أردت الخلاص من الماضي لكن الماضي لن يتركني؟ نوبات القلق والفزع، أستيقظ أحيانا فزعة وأبحث عن طفلي تسيطر على حياتي هذه الفكرة، لا أنام إلا إذا نام طفلي بين يدي، لا يهدأ قلبي إلا إذا أحسست بدقات قلبه قربي، لو سلبني طفلي لا أعلم ما قد يحدث لي؟؟؟ هددني؟
مستعد ليسجن فقط ليأخذ طفلي وليقهرني؟
لديه المال والنفوذ لتخطي السجن وليس هناك مجال للتفاهم كأم وأب لهذا الطفل أريد بعض الراحة النفسية؟
14/07/2011
رد المستشار
ما أخبث الخوف حين يطيح بالإرادة والإنجاز، فلقد ناضلت بقوة وإرادة ومسئولية مأساة زواجك من هذا الشخص بتفاصيل الحياة معه والتي يندى لها الجبين من تخاذله وضعف شخصيته ورعونة تقديراته، وناضلت أكثر وأكثر حين تحديت مشاكلك لتقفي بجانب ولدك الذي لولا حبك وإحساسك العالي بالمسئولية ما كان -طبعاً بعد إرادة الله سبحانه-، فلا تتركي خوفك يهدم كل ما ناضلت وحققت فيه أشياء تكاد تصل لدرجة المعجزات، فالله عز وجل الذي وقف بجانبك في الشدة لن يخذلك أبداً، فلتهدئي وتنعمي بأمومتك ومسئوليتك وتحسن ولدك يوماً بعد يوم؛
ورغم أن استشارتك تحتاج لجانب قانوني أكثر ورغم أني لا أعلم هل قانونكم مثل قانوننا أم لا إلا أنني مطمئنة جداً وأرجو أن تطمئني أنت كذلك، فكل ما ستعانين منه مع هذا الشخص هو مجرد الشكاوى التي ستدحض كل مرة، لكن على المستوى القانوني فهو لن يتمكن أبداً مهما وصل نفوذه أن يأخذ الطفل منك ما دامت شكواه في غير محلها، فهو لن يخطفه ولن يقدر حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية، وكذلك لن يحصل عليه حين يبلغ ولدك سن الرابعة عشر من عمره أي حين يصل للسن القانوني الذي يسمح للأب بطلب حضانة الولد لأن في هذا السن يتم تخير الطفل للطرف الذي يريد أن يبقى معه وبالطبع لن يطلب أباه الذي لا يعرف عنه غير لقاءات سطحية لا تغني ولا تسمن من جوع، لذلك دعيني أذكرك بالتالي:
* الله سبحانه موجود ويعين الحق والمجتهد فهو معك لا محالة فلا تيأسي.
* كل ما سيقوم به هذا الرجل مجرد مناوشات ليحصل على حضانته ولن يحصل عليها، فلا داعي إطلاقاً للخوف ولا تقليل الدروس التي تفيد ولدك ولا للهلع الذي يصيبك بأمراض نفسية تؤثر عليك وتؤثر على نفسية ولدك، فلا تسجني نفسك وولدك بلا مبرر حقيقي، فهذا الرجل يتشبث بالولد لأنه لم ينجب لا أكثر وبمجرد أن ينجب سينساك وينسى طفلك فالمسألة مسألة وقت، فانتبهي لصحتك وانتبهي لتكملة الطريق مع ولدك دون خوف غير مبرر، فلتعتبري أنك في مناوشات قد تكون طويلة الأجل لكنك أنت دوماً الفائزة.
* عودي لمحاميك واستعلمي جيدا عن الحالات التي تمكن الأب من حضانة الطفل بشكل تفصيلي لتطمئني أكثر وتتصرفي على بينة دون أن تتركي الخوف يقتلك وينغص عليك حياتك وحياة ولدك دون داع حقيقي.
* أرجو أن تكوني أنت بخصالك الطيبة وخلقك الرفيع، فرغم سطحية وتخاذل هذا الرجل إلا أنه أبوه، فلتدعيه يرى ابنه كما حدد له القانون ولا تشوهي صورته في عيني ولدك، ولا تجعليه يكرهه أو يعرف ما قاله أبوه يوم ولد أو حين كاد يموت، لأن معرفته بذلك ستحزن قلبه وتشعره أنه لم يكن له قيمة وسيربط الأحداث ببعضها وسيعلم أن أبوه يبحث عنه بعد أن صار طبيعياً وعلم أنه لن ينجب من زوجته تلك، فأبوه لا يستحق إلا ما يستحقه كل أب مستهتر سطحي جبان ولكنني أحدثك هذا الحديث لولدك، فيكفيه حين ينتبه لنفسه أنه يعاني ما يعانيه من عمليات واجتهاد شديد ليتمكن من الحديث الطبيعي والشكل الطبيعي فسيتأثر بذلك أكثر حين يعي، فلا تجعليه يأخذ الخنجر في ظهره لو علم ما فعله أبوه وأهل أبوه، وكلما أسرعت في القيام بالمزيد من عمليات التحسين لولدك سواء الجراحية أو السلوكية كلما قصرت عليه طريق المعاناة النفسية، فهل رأيت كم أنت محتاجة أن تحافظي على سلامة نفسيتك من أجل ولدك الحبيب ومن أجل أن تتمي مشوار تربيتك وأمومتك على خير؟.
* لا أعلم كيف ستتقبلين كلامي عن التفاهم مع هذا الرجل بالطرق السلمية لتكسبا معاً ولكنني سأقول رغم شعوري بمشاعرك ولكن الحقيقة أن التفاهم السلمي بينكما سيجعل الكل يكسب، ستكسبين راحة بالك واطمئنانك، وسيكسب ولدك وجود أب ولو صوري له في الحياة فمن يعلم، وستكسبين مرة أخرى هناءة ولدك حين يفكر والده مثلاً في مساعدته المالية للقيام بالمزيد من العمليات أو التخاطب أو غيره، وستكسبين كف أبيه عن ملاحقتك، فلماذا لا تفكرين في الحديث معه حديث المنطق والدبلوماسية حتى لا تخسري كل هذا؟؛
فتحدثينه حديثاً هادئاً خالياً من آثار الماضي واللوم والاحتقار، فتذكريه أنكما منفصلين كزوجين ولكنكما ستظلان طول العمر أما وأبا لولدكما الوحيد، وبدلاً من ضياع العمر في التهم وساحات المحاكم فلنتفق ألا نفشل في الوالدية كما فشلنا في الزواج وليعطي كل منكما ولده الوحيد كل الحب والرعاية التي يستحقها منكما، ويظل معك لأنه كل حياتك، ولأنه له حياة بديلة يستطيع أن يحياها وسيرى ولده كلما أراد، أكرر أني أعلم صعوبة ما أقول ولكن حبك لولدك وحبك للراحة يجعلني أطمع في تفكيرك الناضج الذي مارسته طول الوقت الفائت، وستجدين غداً أفضل، أو بالمصري بكرة أحلى.
ويتبع>>>> : بكره أحلى م
التعليق: السلام عليكم
لا أبالغ ان قلت لك أنك أم مثالية ..
ندى بارك الله فيك وحفظ لك ابنك وجعله ابنا بارا بك من الابناء الصالحين باذن الله ..
كما قالت لك الدكتوره لا تحافي ولا تحزني فالله معك وكوني كما كنت قوية صلبة واسألي الله أن يبعد عنك شر هذا الرجل الغريب هو وأهله
.. وأقول لك انت يجب ان تفخري بنفسك وتطمئني بالله الذي رعى لك ابنك ..
في الآخر أدعو لك الله بأن يبعد عنك وابنك كل شر ويحفظك وعليك بالأذكار والدعاء