اكتئاب وخوف من المستقبل وظهور الماضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
شكرا جزيلا لكم على هذا الموقع الرائع وجزاكم الله كل خير فيما تفعلونه وجعله في ميزان حسناتكم
في البداية أود أن أعرف بنفسي أنا فتاة في 26 سنة من أسرة محترمة نشأت والحمد لله نشأة عادية بمعنى ليس هنا أي عقد في العائلة فأنا الصغيرة في العائلة وعشت والحمد الله مدللة وكل ما أطلبه يتحقق لي ودرست والحمد الله نجحت في دراستي وتخرجت وتحصلت على شهادة الماجستير والحمد الله.
لم يكن لي علاقة مع أي شاب كنت دائما أرفض أن تكون لي علاقة مع الشبان وذلك لخوفي الشديد من أنهم سوف يلعبون بي ويرمونني فأنا لست بالفتاة القوية التي يمكن أن تواجه أي مشكلة تقع فيها كنت أهرب من المشاكل حتى لا أقع فيها، وبعد دخولي للجامعة أصبحت لديّ رغبة في أن أتزوج وأكمل نصف ديني لكن لم يشأ القدر أن يكون لي نصيب ربما في المستقبل أو لأمر آخر فهذا في حكم القدر والله يعلم لما هذا التأخر لكن كل ما انتقلت لصف تاني زاد شعوري وأصبحت أقلق كثير على نفسي لأني لم يأتي أحد لخطبتي بعد خاصة وأنا لدي أخت أكبر مني تبلغ من العمر الآن 30سنة وهذا ما زاد قلقي وشعوري بالاكتئاب والوسواس بأنني لن أتزوج.
بعد حصولي على شهادة الليسانس أتى شخص لخطبتي لكن لم أرتح له ومع ذلك لم أرفض وقالت لي أمي اقبلي ما كتبه لك الله لكن هو جاء وأهله ورأوني ومن ثم لم يرجع وهذا ما زاد قلقي رغم أنني جميلة ولا ينقصني شيء والحمد الله وملتزمة وأصلي وأصوم وصلاتي دائما أصليها وكذلك أقرأ الأذكار، ثم رجعت للجامعة لأتمم دراستي العليا للحصول على شهادة أكبر والحمد الله وفقت في دراستي إلى هنا كل ما كان في حياتي سوى القلق والخوف من العنوسة لكن ليأتي اليوم الذي قلت فيه لا يمكنني أن أتزوج بهذه الطريقة فكل صديقاتي تزوجن عن طريق الحب
وقررت أن أسمح لشخص أن يدخل حياتي تعرفت عليه عبر الهاتف وعند ملاقاتي به لأول مرة حدث أن قبلني ولكني عند عودتي إلى المنزل شعرت بالحزن والندم فقطعت علاقتي به على الفور رغم أنه أصر على الاستمرار ووعدني أنه سيتزوج بي لكن أصررت على موقفي وقطعت علاقتي به وغيرت رقمي حتى لا يتصل بي انتهت قصتي معه؛
ولكن جاء آخر لكنه من الأقارب وقلت في نفسي لا يمكنه أن يخونني أو يغدر بي فهو من أقاربي رغم نصحي صديقتي لي بأن لا أقع في حبه وحاولت مرارا معي وكنت عنيدة واستمريت معه وكنت أتحدث معه عبر الهاتف وعلى الإنترنت وحدث في أحد الأيام أن تكلمنا عن الجنس فطلب مني أن أبعث له صورة لي وأنا عارية رفضت ولكن مع حبي له وضغطه لي أعماني حبه فرضخت لأمره وبعثت له بالصورة عبر النت ثم طلب مني أن يراني على النت وأنا عارية رفضت لكن ضعفت وفعلت ما طلب مني إلى أن يأتي اليوم الذي أكتشف أن لديه حبيبة أخرى وكلمتني على النت وأخبرتني أن التي تفرط في نفسها يقال عنها فاسقة وكلام جارح آخر فصدمت مما قالت لي وعندما واجهته سكت ولم يبرر ولم يشرح لي شيء!
قطعت علاقتي به ولكنه عندما كانت حبيبته تدرس لنيل شهادة البكالوريا أصبحت لا تكمله كثيرا فاتصل بي وقال لي أعتذر منك أن ذلك لا وجود له من الأصل فصدقته قال لي ما فات مات خلينا نبدأ صفحة جديدة وافقت لحبي الشديد له ومرت الأيام وبقينا نتحدث على الهاتف فقط فهو لم يرني سوى مرتين فقط ولم يحدث بيننا شيء إلى أن أتى اليوم الذي ستعلق فيها نتائج البكالوريا ليتصل بي ويقول لي أرجوك تصفحي موقع الناجحين وأخبريني إن كان هذا الرقم قد نجح قلت له لمن قال إنه لخطيبة صديقي لكن كان لدي شعور أنها حبيبته فقمت بتصفح الموقع سهرت على معرفة إن كان هذا الرقم نجح أم لا في تلك الليلة لم أستطع أن أعرف لوجود ضغط على الموقع.
وفي الصباح الباكر أيقظني رنين الهاتف فإذا به يوقظني هو ويخبرني أن أبحث عن النتيجة فقلت له وكان هذا الرقم لحبيبتك وليس لخطيبة صديقك ولكن أنكر الموضوع وعندما حصلت على النتيجة أخبرته أنها نجحت قلت له حبيبتك نجحت بعثتها له عبر مساج لكنه لم يتصل بي وقبل كان يتصل مرة في الأسبوع!
وأنا الآن قررت أن أنسحب من حياته نهائيا لكني أشعر بالندم والاحتقار لنفسي وأصبحت لا أطيق سماع الهاتف يرن أصبحت أخاف إن رن الهاتف حتى الأغاني أو التلفاز أصبحت لا أطيق سماع أصواتهم كل الذي أسمعه هو القرآن ذلك فقط ما يريحني أصبحت أجلس أسمع القرآن لعلي أجد الراحة والطمانينة، ولكن خوفي من أن يفضحني رغم أنه أكد لي أنه لن يفعل لي شيئا حتى لو تفرقنا لأن ذلك ليس من تربيته إلا أنني أشعر بالخوف فلم تعد لدي الثقة في أحد حتى نفسي والخوف من الفضيحة ليس على نفسي ولكن على أهلي فليس عليهم أن يتحملوا ما فعلته.
لا تتصورن كيف هي نفسيتي محطمة كليا أصبحت جثة بلا روح لذا أتمنى أن أجد الحل عندكم وجزاكم الله كل خير وعذرا على إطالتي عليكم.
10/7/2011
رد المستشار
كم من الماّسى ترتكب باسمك أيها الحب؛
أحيانا يصبح الخوف من الفشل وكثرة التفكير به يصبح تنبؤا بحدوثه، وكم من العلماء الذين تكلموا عن طاقة الروح السلبية،... هل تساءلت يوما لم أرى شخصا ومن أول نظرة أحبه أو شخصا لا أستطيع حبه مهما حاولت؟؟ إنه بسبب تلك الطاقة التي أحدثك عنها، ولعلك تتساءلين ما علاقة ذلك بمشكلتك؟؟ سأشرح لك
أرأيت سخرية القدر في الجملة التي قلتها؟ "كنت أتجنب العلاقات لخوفي أن يلعبوا بي ويرمونني؟" أي سخرية تلك أن يصبح هذا بالضبط ما حدث؟؟ أصدفة هي؟؟ لا يا صديقتي، لا توجد صدف في هذه الدنيا، بل إن أحد العلماء اكتشف معادلة للفوضى، أي أن حتى الفوضى لها قانون يحكمها.
صديقتي أحذرك وسامحيني أنك قد تجدين ردي قاسيا قليلا، وليس لأني لا أشعر بمعاناتك ولكن لأني شعرت بها جدا، لقد توحدت مع ألمك، وهذا لأنه حال كثيرات من الفتيات في هذه الأيام لدرجة مؤلمة.
كثيرات من الفتيات يأتونني والألم يقتلهن، والدموع تنهمر من عين الواحدة وهي تتساءل "أكانت كل غلطتي أني أحببته؟؟" وهي تقصد بذلك أنها من كثرة ثقتها به وبوعوده قد سلمت له كل/أو بعض الأشياء، إنها قد أصبحت مشكلة مجتمع... الشباب (يصاحبون) الفتيات لصعوبة الزواج، ويعدون بكل شيء فور أن تنصلح الظروف، أو فور أن أنتهي من دراستي، أو عندما أقنع أهلي، وتمتد العلاقة سنة اثنتين أو حتى ستة سنوات، وعندما تنصلح الظروف فعلا أو ينتهي من دراسته، يقول "عذرا صديقتي أنا لا أستطيع الزواج من واحدة (مشيت) معاها.. أو ما فعلته معي ممكن أن تفعليه مع أي شخص آخر، من تفرط في نفسها لا أمان لها"، هل توجد استثناءات؟؟ أي هل يتزوج الشاب من فتاة صاحبها أو مشى معاها؟؟ نعم.... ولكنها الاستثناءات التي تؤكد القاعدة وليست التي تنفيها.
نعم، هذا هو الفصام النفسي للرجل العربي، قد يكون درس في أكبر الجامعات وتربى في أرقى الأماكن، ولكن عندما يريد الزواج فإنه يتزوج بعقلية الفلاح الشرقي (وهذه ليست سبة) ولكنها الحقيقة إنه يريد أن يتزوج من فتاة بلا ماضي، فتاة لم تغادر خدر أبويها ولا عرفت شبابا قبلا.. (والسخرية أنه حتى عندما يتزوج من تلك الفتاة وبعد معاناته في إيجادها بعد أن مشى مع نصف فتيات البلد، فإنه يشكو من قلة خبرتها في الفراش وأنها لا تثيره بما يكفي..)
إنها مأساة مجتمع يا صديقتي.. هل آلمتك؟؟ هل زدت من حيرتك؟؟ سامحيني.. ولكني حزينة على حال فتياتن، الحائرات بين الرغبة في الحب وبين ما يجب أن يكون والحلال والحرام.
صديقتي نصيحتي لك التالي، إن حيرتك مع الرجل تأتي من كونك حائرة بين وعود الرجل وأفعاله، صمي أذنيك عن الكلام وصدقي الأفعال، حتى وإن ابتعد عنك لأنك لا تثقين فيه على حد قوله، فأي علاقة قوامها الجنس فهي ليست إلا علاقة جنسية مهما زينا من حولها الكلمات..... والسلام.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> في البيوت قانتات على النت عاريات م
التعليق: بالفعل حالنا محزن لأننا نعيش في مجتمع أعور.
ولكن نصيحتي لك يا صديقتي ألا تعيشي في دور الضحية, لقد أذنبت ما في ذلك شك وعليك أن تندمي وتتألمي من الذنب الذي ارتكبته ولكن الأشد من ذلك أن يعيش الانسان دور الضحية المخدوعة الموهومة بالحب. بكل بساطة أنت وجميع الفتيات "المخدوعات" في سن الزواج, عندما لا يتوفر هذا الخيار نلجأ نحن الفتيات بشكل طبيعي إلى بدائل غير مناسبة حالنا حال الشباب الذين ندعي أنهم يخدعوننا.
أتمنى أن يخفف تعليقي من حزنك لأن المعلوم أن الشعور بالخديعة والغدر شعور صعب مؤلم أصعب بكثير من الشعور بالذنب