المكتئب..المعغترب..!؟
كل مشاكلي سببها الاغتراب كما أظن إن لم أجد ما أفعله وهذا دائما أكتئب وأبدأ في البكاء دون سبب أحس أنني أكره أي شخص ألتقي به، يحبني الناس بس ما أختلط فيهم بسرعة ولا أندمج بسهولة يلقبوني بالبياع عادي أي صديق كونته بعد هذه الفترة الممتدة من 2009 إلى الآن لم أعد مهتما به إلا 3 أو 4 أصدقاء فقط الأقرباء والأهل يحبونني لكن لا أرغب بهم كثيرا..
أحب تكوين صداقات مع الأولاد رغم أنها قصيرة الأمد، أكره الفتيات بشدة سبب ذلك قصة مع قريبة لي أحببتها بصدق ولم أخبرها وعندما أخبرتها لم تدم علاقتنا أكثر من 3 أشهر بالرغم من علامات حبها الظاهرة منذ أكثر من ثلاث سنوات كتبتها في رسالة وأنكرتها لكنني لم أعذرها..
قريبة أخرى زرتهم لأول مرة في المنزل أحسست برابط بيننا وتوضح ذلك لي عندما اعتذرت وأخبرتهم بأنني مشغول وأنني سأعود مرة أخرى قالت بكل بساطة ولم نلتق قبل ذلك اليوم: (لا تكن كاذبا كباقي أفراد العائلة تقول أنك ستأتي ولا تعود) لم أهتم بها ولم أزرهم منذ ستة أشهر تقريبا أنا والحمد لله الله أعطاني جمال الخلق والخلقة جميع من سألتهم بنينا وبنات أخبروني بأنني (عسل مصفى).
أرجو إفادتي والداي يقولان لي دعك من أوهامك ولم يذهبوا بي إلى طبيب نفسي رغم ملاحظتهم الشديدة لحالتي التي لا تخفى على أحد أنني أنفر من العائلة لكن ماذا أقول فعلاقتي بهما أيضا سيئة ولا أرتضي منهما معروفاً أو باطلاً..
أنتظر ردكم
وشكرا لكم....
17/09/2011
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك معنا وأهلاً باستشارتك في صفحة استشارات مجانين...
أتدري يا مصعب؟ إنني لما قرأت استشارتك فاضت مشاعري ورق قلبي ففي كلماتك رقة وعاطفة حاولت إخفاءهما من خلال ادعائك أنك تكره الفتيات وغلفتهما الجملة الافتتاحية التي قلت فيها أنك مكتئب...
بحسب ما فهمت من رسالتك المقتضبة، أنت متغرب عن السودان مع أهلك في السعودية ولك فيها أقارب, إن كان فهمي صحيحاً فأنت في واقع الأمر في غربة عن الوطن لكنك مع الأهل وبعض الأقارب والحمد لله على ذلك حيث أن وجود الإنسان بين أهله ولو كان يشعر بغربة عنهم (وسنتحدث عن ذلك لاحقا في هذه الرسالة) ووجوده في بلد له فيها أهل يجعل غربته أهون وفيها بعض النواحي الإيجابية التي تسهل الأمر. والحقيقة أن الإنسان يتعرض لمواقف تُفرض عليه ولكن هو دوماً يملك أن يختار واحداً من خيارين إما أن يتأقلم مع الوضع ويحاول إيجاد أجمل الطرق لعيشه ويسعد بذلك أو أن يرفضه ويمضي الوقت يتحسر على ما هو فيه ويُحزن نفسه ومن حوله...
ويمر الإنسان يا صديقي أيضاً بمرحلة حساسة من عمره تفيض فيها مشاعره ولا يدري أين يوجهها ولأنه على مفترق طرق فإن المستقبل لا يكون واضحاً أمامه مما يجعله يعيش في قلق ويؤدي به في بعض الأحيان إلى ما يشبه الاكتئاب. وهو أيضاً يؤمن بالقيم ويود أن تكون الأمور على أمثل وجه ولذلك فهو يشعر بالغربة عمن حوله وبالذات الأهل الذين عرفوا الكثير عن الدنيا وعن متناقضاتها مما يؤدي به إلى أن يرفض آراءهم بالكلية...
أرجو أن تكون كلماتي قد وضحت لك زاوية أخرى من الواقع الذي أنت فيه...
إنك يا مصعب تعيش في نعم كثيرة فأنت (عسل مصفى) يحسدك على ذلك العديد من الأقران. وأنت أيضاً محبوب وتترك انطباعاً أولاً إيجابياً وجميلاً بدليل انطباعات قريباتك عنك. تحتاج إلى بعض المعرفة بطرق التواصل مع الفتيات بحيث لا تحرج إحداهن بمواجهتها بما تشعر به من مشاعرها تجاهك فتضطر إلى إنكار ذلك لحفظ كبريائها. ومن الطبيعي أن يختار الإنسان بعضاً ممن يتعرف عليهم من الأصدقاء ليكونوا مقربين ويستمر معهم وليس من الطبيعي أن يحتفظ بالجميع كأصدقاء مقربين فلا تقلق من ذلك.
إنك أيضاً بين والدين لديهما وعي كاف بتقدير حالتك على ما بدا لي وأحب أن أذكر ياً مصعب دوما أن أمك وأباك هما شخصان ينفردان ويتمتعان بميزة لا ولن يتمتع بها أحد ممن ستقابلهمً في حياتك وهي أنهم يودون لك الخير كله سواء ما اختبروه وجربوه أو ما لم يحصلوا عليه أبداً. إنهم يتمنون أن تكون أحسن الناس حتى لو كنت أحسن منهم. ولن تجد أبدا من يكن لك نفس المستوى من الحب والمشاعر. قد تتقبل بعضاً من كلامي وترفض بعضه وقد تتقبله كله لكنني أوقن أن سنوات قليلة ستمر وستصبح متقبلاً لهذا الكلام كله وستنظر إلى هذه الفترة وتبتسم لأنها مرت وتجاوزتها بنجاح وأدركت ما أنت فيه من خير...
تذكر يا بني أن الله معنا وهو قريب مجيب الدعاء وتذكر أيضاً أن مجانين موقع الجميع ونحن معك دائماً لنسمع أخبارك ونتشارك الرأي...