الضغوط النفسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا أعمل مدرسة تربية فنية بإحدى المدارس الحكومية ليست هناك مشكلة ولكني لاحظت من مدة أن بي سمة بالشخصية دائما توصلني إلى طريق الضغط النفسي وهي الحساسية المفرطة أعلم أن تلك السمة بها مميزات وأيضا بها عيوب وأنا أعاني من عيوبها لأني أعاني من مرض عضوي "تشنجات كهربية بسيطة" وأحيانا قليلة تشدد علي فأنا أتمتع بسمة القلق وحساسية مفرطة مما يسبب لي التأثر بأي ضغط نفسي، فمثلا على سبيل المثال قبل البارحة علمت من وكيلة المدرسة أن هناك طالبتان تعانيان من مرض الصرع وإحداهما أتت لها النوبة البارحة بالثلاث الحصص الأولى وهي أخبرتني حتى لا أثير الفزع لها ليس أنا فحسب ولكن لباقي المدرسين من ارتفاع الصوت أو غيره لضبط الفصل ولم يهدأ لي بالٌ حتى أعطيت لها اسم طبيب مشهور في تلك الحالات وتليفونه ولكن برغم من هذا ما زلت متأثرة مم يؤثر علي.
وقبل البارحة أخذت أعاني من عدم قدرة التركيز وانتهت بنوبة من التشنج كان متوسط القوى والأمس كنت بالتوجيه لإكمال إجراءات بعملي فور الانتهاء منه أتتني نوبة التشنج ووقعت وأصبت بكدمات بالغة تحت العين، فمن السهل جدا أن أكون تحت ضغط نفسي وعصبي ولكن بالنهاية أنا أكون الجاني والمجني عليه بآن واحد، فماذا علي فعله لكي أقلل من تلك الحساسية والقلق وأيضا الخوف "من النار" فمن الممكن أن يأتي نوبة التشنج فور أي عامل من العوامل سابقة الذكر، ولكنني مدركة مدى الأثر السلبي في استمرار تلك العوامل القلق والحساسية المفرطة ولا أريد أن أكون على شفا حفرة من المرض النفسي.
R03;وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
29/09/2011
رد المستشار
حضرة الأخت "دعاء" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الإحساس هو الوسيلة اللاقطة لما يدور حولنا من عوامل خارجية، بيولوجية كونية أو اجتماعية. فيتحلّل هذا الإحساس داخل المخّ لكي يصدر أوامر تتعاطى مع كل منرفز بالشكل الملائم والمناسب. وأن نكون مرهفي الحسّ هذا شيء إيجابي في بعض الأحيان، وقد يكون سلبيا في أحيان أخرى.
نعم، لأن نفتح صندوق كَرَمنا المالي والعاطفي ونغدق على الآخرين؛ هذا شيء إيجابي، لا بل مرغوب. أما أن نقع في الكآبة أمام أي منرفز خارجي فهذا ما لا نستطيع تقبّله، وقد ينعكس سلباً على جهازنا العصبي كما هو الحال عندكِ. فالتشنّجات العضليّة وتَبِعاتها من العوارض التي تعانين منها؛ باتت مشكلة لهذه الحساسية المفرطة. وبالتالي علينا أن نسرع إلى التغيير: وهل يستطيع الإنسان أن يتغيّر بكبسة زرّ؟ طبعاً لا يمكن ذلك بل المطلوب إعادة برمجة ردّات الفعل والتفاعلات الإحساسية مع الأحداث المحيطة. فمثلاً:
1- التسامح: يمكن أن يساعدنا جداً لكي لا نتأثر بهجومٍ خارجي من قِبَل زميل أو قريب أطلقه نحونا بما لا يرضي كبرياءنا. فعندما نسهّل كلمة سامحه الله على ألسنتنا يكون بعدها التفاعل العصبي أقل حدّة.
2- كذلك الأمر، الإيمان بالقضاء والقدر أمام الكثير من الأمور التي تحدث حولنا. فبكلمة "لا حول ولا قوة إلا بالله" نستطيع أن نخفف كثيراً من تأثّرنا بمجريات الأمور، خاصة السلبية منها.
3- التسليم: والحديث القدسي يقول: "يا داوود تريد وأريد، فإذا سلّمتَ لما أريد، كفيتك ما تريد، وإن لم تسلّم لما أريد، أتعبتك في ما تريد، ولا يكون إلا ما أريد" وقد تأتي كلمة الإسلام من التسليم لقضاء الله وقدره، فعندها لا يكون عندنا اعتراض على ما نعتقده شرّاً لنا، وقد يكون في باطنه الرحمة، لكي لا نأسَى على ما فاتنا، لا نفرح في ما آتانا. لأن الله سبحانه مقدّر لكل شيء.
4- المعرفة بأننا لسنا سوى عبيد صغار، ولكل المخلوقات ربٌّ كريم يرعى شؤونهم. وعلنيا أن لا نكون ملكيين أكثر من الملك. فهو الإله سبحانه وعليه تدبير كل أمر، فإذا ما مرض أحدهم لا يكون ذلك إلا لمصلحته ونحن نجهل عواقب الأمور.
5- أخيراً، لا مانع من تناول بعض المهدئات العصبية لمساعدتنا على تحمّل وتقبّل كل الأمور السلبية من حولنا. طبعاً بعد استشارة الطبيب، وتحت إشرافه.
إننا ندعو لكِ با "دعاء" بالصحة والعافية وطول البال، والسعادة والقبول لما يقدّره الله لنا ولكل كائن في هذا الكون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.