وسواس الطلاق والتحاشي والاكتئاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب في وسواس يضايقني، حيث عندما أتكلم عن أي شيء مثلا (مؤنث) فإن الوسواس يأتي لي ويقول لي أنت تقصد (أهلك) والعياذ بالله، المقصود من (أهلي) زوجتي بارك الله فيها، مثلا لو فيه لعبة وقلت مثلا (مش حلوة) من غير كلمة (لعبة) تحدث الوسوسة مثلا لو تكلمت على امرأة (زميلة في العمل مثلا) وقلت ذي (مجتش انهاردة) تحدث الوسوسة، أتمنى تكون فهمت الوسواس ده يا دكتور وتقول لي (أنا فهمت الوسواس) ومن خلال خبرتكم العملية هل شفت وسواس زي ده، الواحد لما بيشوف حد غيره عانى من نفس المشكلة بيحس أنه مش هو بس اللي ابتلى يعني أنا لما كنت أعاني من الوساوس في العقيدة وقرأت أن في ناس كتير عانوا من الموضوع ده فكنت أهدأ (أسأل الله الشفاء للجميع)، أنا بحثت على النت فمحتوى الوساوس ده مشفتوش مفيش غير شخص كان بيسأل في استشارة وكان الوسواس اللي عنده مشابه للوسواس اللي عندي يقول صاحب المشكلة (وعندما أجلس مع الأصدقاء لنتحدث أتخيل أن الكلام على خطيبتي، وقد أصبحت حياتي جحيما بسبب عدم استطاعتي التفكير في أي شيء، وبسبب عدم استطاعتي أن أمارس حياتي بشكل طبيعي).
أريد أن أعيش حياة هنيئة بدون وساوس، أنا تعافيت بفضل الله بنسبة كبيرة من الوسواس القهري ومن الاكتئاب، أنا مستمر على الولبترين 150 مرتين صباحا، فافرين 100 مرتين مساء، دوجماتيل 200 نصف قرص مساء،
جزاكم الله خيرا
27/10/2011
رد المستشار
عجبا لك أيها الأخ الفاضل "Mohamed"، إذا كنت بكل هذه الوسوسة تصف نفسك بأنك (تعافيت بفضل الله بنسبة كبيرة من الوسواس القهري) فكيف إذن كنت بالله عليك قبل أن تتعافى؟.... هل كنت توسوس أكثر مما تتنفس؟ أنت توسوس منذ بداية إفادتك هذه وطوال سطورها توسوس ثم تختمها بطلب طمأنة Reassurance Seeking بشأن العقاقير رغم أننا قلنا في ردنا السابق وبالحرف الواحد: (العلاج الدوائي الذي تتناوله أُحسن اختياره غالبا... والدواء والله ما قصر....)، كما قلنا أكثر من مرات ومرات أننا لا نستطيع لا وصف ولا الحكم على صلاحية عقار بعينه ولا توليفة عقاقير لحالة لم نوقع الكشف الطبي عليها.
شفت نعم -وغيري من الزملاء- مثل هذا الوسواس وأشد وأغرب بمراحل شتى ولا أظنك تتنظر مني سردا لذلك،.... والعلاج المعرفي السلوكي لمثل هذه النوعية من الوساوس المزعجة هو نفسه العلاج المعرفي السلوكي لغيرها يحتاج إلى طرفين هما معالج متمرس ومهتم ومتعالج جاد وملتزم وعازم على الخلاص من وسوسته لا معجبا بها من جهة وكارها لها من جهة.... فتجده يتمسك بها فلا تتركه أبدا.
وكي لا أطيل فإن المعجبين بوسوستهم أصناف يا "Mohamed" منهم من يعجب بوساوسه لأنه يراها حقا وصحيحة ومهمة لكنه يود الخلاص منها لأنها تزعجه أو تحرجه أو تعرقل أيا من مناحي حياته، ومنهم من يعجب بها لأنها متماشية مع شخصيته القسرية ومنهم من يعجب بها لذاتها أو للطريقة الوسواسية المتعمقة الدقيقة التي يفكر بها... وأخاف أنك تنتمي لهذا الصنف الأخير... أعانك الله يا "Mohamed" على الخلاص من الإعجاب بوسوستك لأنها تعرقل العلاج المعرفي السلوكي.... بينما تجعل نتيجة التحسن بالعلاج العقاري كما في حالتك.... -وأرجو ألا يصدمك كلامي هنا- فالذي هو واضح هنا وفي رسالتك الماضية أن التحسن الذي تصفه أنت هو أن الوساوس والأفكار التي كانت تزعجك خفت أو اختفت بينما الوساوس التي تسليك أو لا تزعجك بشكل قاتل باقية ومستمرة بل ومثمرة.... أرجو أن تنتبه أن تغيير طريقة تفكيرك أحد أهم شروط التعافي من الوسوسة...
وأهلا بك دائما على مجانين.