خوف من الموت وسواس واكتئاب أدى بي إلى تدهور الحياة العامة..!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد من أين أبدأ؟؟
أنا عمري 21 سنة أعاني من قلق وتوتر وخوف، أفكر كثيراً في الموت وما الذي سيحدث معي في يوم التاسع من ذي الحجة أي ليلة عيد الأضحى وبعد الإفطار من صيام يوم عرفة وبعد صلاة العشاء، ذهبت لأخلد إلى النوم وما إن وضعت رأسي على الوسادة بدأت أفكر في الموت ثم فجأة بدأ قلبي بالخفقان وأحسست بعصرة في قلبي وغثيان ورغبة في التقيؤ وخوف شديد وعدم التحكم في النفس وأحسست بأني لا أستطيع أن أسيطر على نفسي وأن روحي ستخرج ثم ذهبت مباشرة فتوضأت وصليت ركعتين فهدأت قليلا وحاولت الخلود للنوم وأنا في حيرة من أمري بسبب ما حصل لي وما هو تفسيره، هل هو اقتراب الموت وهذا هو نذيره أم نوبة قلبية أو أو........ من التفسيرات التي صاحبتني قبل النوم..
ونمت بفضل الله ثم أفقت في الصباح وتفكيري منصب بما حدث لي البارحة، فتوضأت وذهبت لصلاة العيد فما إن دخلت المسجد حتى نال مني تعب شديد وإرهاق وإنهاك لم أعهده فقلت في نفسي إنه الموت لا محالة وأتم الناس التسبيح والتهليل وخطب الإمام وصلينا وأنا تحسنت قليلا من الإرهاق ثم ذهبنا إلى ذبح الأضحية وفكري شغال بماذا يحدث لي!
المهم أن الأعراض المذكورة صاحبتني طوال 7 أشهر، وفقدت الشهية في الطعام وخسرت 8 كلغ من وزني وتدنى مستواي الدراسي وهنا وفي هذا الوقت كانت هذه الحالة تعود إلي من أسبوعين إلى ثلاثة حتى شهر حيث تدوم من 10 دقائق إلى 15/20 دقيقة وبعدها أبدأ في التفكير بالموت ولا شيء سوى الموت وأظن بأنه لا تفوتني دقيقة بدون أن أفكر بالموت..
الحالة تطورت معي إلى أبعد من ذلك هو أنني أربط كل شيء، كل ما أرى وكل ما أسمع وكل ما يخطر ببالي بالموت وأن هذا علامة على اقتراب الأجل كما نسمع من عند البعض بأن الميت يحس لاقتراب أجله، وتطورت حالتي إلى وسواس بالموت حتى الإمام إذا صلى أو خطب عن الموت أقول خلاص انتهيت وهذه إشارة لي، والغريب أن هذه الأمور زادت لا أدري هل عندما تفكر بشيء ما تتنبه إليه تلقائيا أم ماذا؟؟
وتطورت الحالة إلى اكتئاب شديد وأصبحت لا طعم لي في هذه الحياة لا في أكلها ولا شربها ولا حلوها ولا مرها، لا أدري كيف أشرح لك -لا طعم للحياة- أصبحت لا أستطيع التفكير في المستقبل لا القريب ولا المستقبل البعيد بسبب هذا الاكتئاب وبسبب الوسواس الذي يقول لي بأنني سأموت، فلما تفكر بالمستقبل وعندما أحاول أن أبطل الوسواس الذي فكرته خاطئة وأنا متأكد من ذلك تأتيني فكرة أخرى وترجعني للوسوسة، وهي فكرة خاطئة أيضا مثال: بأن الموت علم الغيب ولو أن الله أشعر كل إنسان بموته لمات الناس كلهم مؤمنين طاهرين تأتيني فكرة وتقول لي والذين سمعنا عنهم ألم يشعروا به؟؟
وأيضا جاءني خوف ووسواس الأمراض كالسيدا والسرطان وما إلى ذلك، المصيبة هي الأيام القادمة فبعد ما وقع لي الحالة دخلت في نقاشات في نفسي بأن ما حدث لي هو اقتراب وإنذار بالموت وبأن الميت يشعر بالموت قبل موته وبدنو أجله كما يشاع عندنا، وأحب أن أنوه لشيء هنا هو أنني وعلى ما أظن أني في وفات جدتي -وقد توفيت فوق يدي- وكنت في ال18 من العمر وهي أول حالة وفاة أحضرها في حياتي بكل تفاصيلها وقد أثرت في نفسيتي، ذلك الوقت وكنت أحضر الجنازات من قبل في صغري ولعملية الدفن وأشارك حتى فيها وأتفرج على أفلام الرعب وأستمع إلى قصص الجن وأفكر كثيرا في الغيبيات وأسأل عنها وقبل حدوث حالتي هذه مررت بضغط نفسي رهيب حول موضوع لي مع الوالد لدرجة أنني بكيت فيه وعادة أنا لا أبكي إلا نادرا جدا وضغط في الدراسة أيضا هذه بعض العوامل التي أظن أن لها علاقة بما حدث لي..
أحب أن ألفتكم بأني عملت تحاليل وقياس ضغط الدم وكل شيء تمام والحمد لله والله تعبت وتأثرت حياتي الدراسية والإنتاجية بصفة عامة..
07/11/2011
رد المستشار
الأخ الكريم، مرحباً بك على شبكتنا، وشكراً لتواصلك وثقتك بنا، وقد أسهبت في الحديث عن مشكلتك بشكل مفيد لنا، بحيث نستطيع أن ندرك طبيعة ما يحدث معك بشكل واضح، ومن الجلي أخي الكريم أن مشكلتك هي المعاناة بداية من اضطراب القلق، والذي رافقه القلق من الموت والخوف منه، مع ظهور بعض الوساوس المرضية بداية والتي أصبحت تتضافر مع القلق بشكل ملح يعيد إلى بالك التفكير بالموت مراراً وتكراراً، وما قد وصفته هو المسار الطبيعي للمعاناة من اضطراب القلق، حيث يظهر بداية على شكل أعراض جسدية مزعجة ومن ثم تزيد الأعراض، ويرافقها شكل من القلق على الصحة بسبب عدم الوصول لتفسير لسبب الأعراض الجسدية، والتي تكون بالأصل عبارة عن أعراض القلق، ويتطور الأمر لشكل من الوسوسة على الصحة والموت؛
وفي شدة هذه الحالات يصبح القلق مرتفعاً لدرجة التسبب "بنوبات فزع أو هلع"، وهي ما وصفتها حين قلت "وضعت رأسي على الوسادة بدأت أفكر في الموت ثم فجأة بدأ قلبي بالخفقان وأحسست بعصرة في قلبي وغثيان ورغبة في التقيؤ وخوف شديد وعدم التحكم في النفس وأحسست بأني لا أستطيع أن أسيطر على نفسي وأن روحي ستخرج" وهذه تصف بدقة بداية المعاناة من نوبة فزع بشكل واضح، ومع تقدم الوقت ومرافقة المعاناة للإنسان فالمتوقع أن يتحول المزاج لشكل من الكآبة لطول المعاناة والإحباط واليأس..
وأريد أخي الكريم أن أنصحك بقراءة الاستشارات المشابهة لاستشارتك على شبكتنا، وأن تقرأ عن نوبات الفزع، كما يوجد كتاب بعنوان "مرض القلق" من سلسلة عالم المعرفة الكويتية يمكنك أن تحمله من على الإنترنت مجاناً وهو من أكثر الكتب المفيدة عن القلق، أما بالنسبة للوسواس فكتاب الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي "الوسواس القهري" من نفس السلسلة به النفع لك، وما يحدث معك مزعج جداً لك، وهذا أكيد، لكنه لا يتعدى كونه قلق لا يوجد به أثر فعلاً ولكن الخوف منه يكون كبير والأثر النفسي مزعج.
أما بالنسبة للموت كفكرة ملحة على بالك تسبب لك الخوف، ففكر للحظة كم خطرت على بالك هذه الفكرة واعتقدت أن الموت قادم، ولكن لم يحدث أي شيء؟، ولو كان صحيحاً أن الناس تشعر بأنها سوف تموت لماذا لم يمنعوا الوسيلة التي كانت مقدرة لإنهاء الأجل مثل حادث سير أو سقوط من مكان؟
أرجو من حضرتك أن تقرأ ما قد أشرت إليه سابقاً من كتب، مع أهمية محاولتك اللجوء إلى أحد المعالجين النفسانيين المتخصصين باضطراب القلق تحديداً، ولا تنسى أن تتواصل معنا، داعين الله عز وجل لك الشفاء والتوفيق.
واقرأ على مجانين:
نفسي عصابي: اضطراب هلع Panic Disorder
بشير بين القلق والاكتئاب ورائحة نوبات الهلع
نوبات هلع ثم وسوسة وتفكير في الموت
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة مشاركة
من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت متابعة
التعليق: السلام عليكم وبعد:-
أحب أن أشارك ببعض المفاهيم العلمية والآراء العلاجية لمثل هذا النوع من المشاكل فأولاً لو اتفقنا على أن مثل هذة المشكلة عبارة عن اضطراب القلق ثم تطورت الحالة إلى وساوس وأفكار قهرية هل مثل هذة الحالات لا تحتاج إلى تغيير فى محتوى الأفكار فكل فكرة أى كانت قوتها فهي من صنع العقل وبالتالى يمكن تعديلها وتغييرها وهذا ما تنادي به طرق العلاج الحديثة في الطب النفسي وأهم هذة العلاجات cbt أي العلاج المعرفى السلوكي وبعد اطلاعي على هذة المشكلة التي تؤرق الأخ المشارك يتضح أنه ليس في حاجة إلى قراءة كتب ومجلدات حول القلق والوسواس أكثر من كونة في حاجة إلى أن يعرف أن أفكاره ليس لها أساس من الصحة وأيضاً أن ما يعاني منه هو نتيجة أفكاره الهدامة.
وشكراً