أرى نفسي فتاه قبيحه!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أود أن أتكلم عن مشكلة تؤرقني وأتمنى المساعدة من شخصك الكريم، أعاني من أفكار سلبية وقله ثقة بالنفس كبيرررة جدا بدأت تؤثر على حياتي بشكل عام، وعلى مستواي الدراسي وعلى علاقاتي الاجتماعية بالآخرين.
وأنا بسن صغيرة كنت أعاني من قباحة شكلي الخارجي كنت أتعرض لتعليقات من الأهل والمعلمات وأشاهد قريناتي الجميلات وأعتبر نفسي أعاني من نقص، وأنا أقل من الناس من ناحية الشكل وكانت تصرفات خالاتي تثبت ذلك عندما يقارنن بيني وبين أختي الكبرى التي الله منحها جانب جيد من الجمال الشكلي، وكان الجميع يشبهونني بأني أشبه الصبيان وكثيرا ما كنت أسمع كلمة: (كنت أظنها صبي) فأصبحت حركاتي لا إرادية أتصرف كما الصبيان، وعلى هذا الحال حتى المراهقة : دخلت سن المراهقة مع التعليقات والاستهزاء وظننتها صبي حتى أردت أن أعبر عن شعوري وازدرائي من هذه الكلمات.
أصبحت أرتدي ملابس الذكور وقصصت شعري مثل الذكور حتى إن سمعت هذه الكلمات أجد المبرر لها!! وبسن المراهقة مررت بمرحلة أقنعت نفسي بأني لست من الفتيات... وعندما يتكلمون عن الجمال الأنوثة النعومة، الزواج، الإنجاب....إلخ. هذه المواضيع ليس لي علاقه بها!! حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية، ذهبت إلى الجامعة بالملابس الرجالية وبالشعر غير الممشط لا أنكر بأني كنت واثقة من نفسي وأنا على هذه الهيئة!! ولا زلت إن كنت أرتدي الملابس الرجالية أحس بثقة أكبر، ولا أدري لماذا؟؟!!!
سمعت أنواعا وأنواعا من التعليقات والاستهزاء ونظرات الاحتقار والتساؤل هل هذه بنت أو شاب؟ هذه الكلمات لا أنكر بأنها أوجعتني وكانت جارحة كثيرا بالنسبة لي وحتى الآن أسمع بعض هذه التعليقات مثل هذه مصارع.... هذه ليست بنت، ليس لديها أنوثة، لا يوجد رجل طبيعي سوف يتزوجها...الخ.
راجعت نفسي لماذا كل هذه التعليقات؟؟؟
أرسلت رسالة إلى استشاري نفسي، ولكني لم أجني منها سوى المزيد من اليأس بقوله: اقتنعي بشكلك الذي لا يمكن تغييره، وقال لي بأنه يجب أن أغير ملابسي الرجالية. اقتنعت بهذه الفكرة، أصبحت ألبس الملابس البناتية، وتخلصت من ملابسي الرجالية، لا أنكر بأني لاحظت بأن التعليقات قلت بشكل كبير، ولكني لا أزال أسمع منها... لدرجة أني عندما أريد الذهاب إلى الجامعة بالصباح.... أدعو الله أن لا أسمع تعليقات لهذا اليوم!!!
وحصل لي موقف أحسست بسببه وضعي وحالتي زادت سوءا لدرجة كبيرة جدا، جاء شاب يريد التعرف عليّ وأنه معجب بي ولكني رفضته وذلك للأسباب، لأني أعرف بأن هذا الشيء خطأ، والبنت الوحيدة التي تجني الخسارة، والسبب الحقيقي وراء رفضي له: لماذا تريد أن تكلمني ألا ترى شكلي؟؟؟!!!
قمت بالاستهزاء بالشاب وإهانته لأني كنت أرى طلبه لي مهينا وأنه يستهزئ بي حتى قال لي: أنت بشعة ولديك صفات ذكورية، كانت هذه الجملة بمثابة صاعقة لي، شعرت بأن شيئا بداخلي انكسر ومن المستحيل أن يرجع كما كان، ولا أنكر بأني لا زلت أرى هذه الجملة بكل لحظة من لحظات يومي، وفي كل ثانية وساعة قبل أن أنام أو بعد أن أصحو، وأصبحت لدي قناعة تامة بأني بشعة ،أصبحت بحالة لا يوجد سوى الله يعلم بها، أبكي في اليوم 4 أو 5مرات أقف أمام المرآة أنظر إلى شكلي وأقول لماذا أنا الذي خلقت بهذه البشاعة...؟!!
شككت بعدل الله، وكرهت العالم، أصبحت أكره كل فتاه جميلة أراها، لأن رؤيتها تذكرني بمرضي المزمن!!
أصبحت أجلس على المسنجر أكلم الناس وأشكو لهم عن مشكلتي، حتى أصبحت كلمة بشعة موجودة بكل مكان، في وجوه الناس، في الإنترنت، في محادثات المسنجر...!!
عاودت الكره، أرسلت إلى استشاري نفسي وقال لي طوري من مهاراتك وشخصيتك، وأثري نفسك بالمعرفة والعلم، هذا هو الحل لمشكلتك، ولكن السؤال: أي علم وأي معرفة، وأنا أثقلت فكري بكلمة بشعة؟؟!!!
تراجع مستواي الدراسي، أصبحت كل فصل أسقط مساق أو أعيده، تقديري مقبول دائما، أصبحت لا أدري ماذا أفعل بشكلي ،أصبغ شعري بفترات متقاربة، أرتدي الملابس القصيرة حتى لا أسمع كلمة: لا يوجد لديها أنوثة!! ولا زلت أسمع هذه التعليقات...
أصبحت أخاف من أن أكره نفسي أو أن أؤذي نفسي، وهذا التفكير أكسبني بعض العادات السيئة، أصبحت أكلم شاب على الهاتف، ولكني تركته بحمد الله، وأصبحت أخاف من العنوسة والوحدة لأنه لا يوجد رجل طبيعي يريد الارتباط بفتاة بشعة.
أصبح أي مدح أو إطراء على شكلي أراه مهينا وجارحا
أصبح أسلوبي بالتعامل همجيا يعتمد على رمي الكلام الجارح للناس مما أدى إلى كثره الخلافات مع الناس، وأعاود مراجعة نفسي وأرى نفسي أنا التي بدأت الخطأ، وأعتذر، وأخطئ وأعتذر، وفي كل مرة أخطئ وأعتذر
أصبح الوضع مهينا بالنسبة لي!!! وأصبحت أفقد احترامي لذاتي!!
ولا أقول سوى الحمد لله على كل شيء.... أتمنى منك مساعدتي، وهل تنصحني بأن أزور استشاري نفسي بالعيادة؟؟؟
4/2/2012
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية لنتفق ما هي الأنوثة؟ فلتتحقق من مفهوم لابد من تحديده. الأنوثة كمفهوم اجتماعي ترى ويكيبيديا أنها منفصلة عن الحالة البيولوجية وأنها تراكيب من الصفات والسلوكيات والأدوار التي يربطها المجتمع بنوع وهكذا يمكن للرجال أن يتصفوا بصفات أنثوية ويمكن أيضا للنساء أن يتصفن بصفات ذكورية وهو أمر مرفوض في مجتمعاتنا بحكم الدين والثقافة.
هناك فرق بين أن تكوني غير جميلة وأن تكوني ذكورية الملبس والسلوك وفي حين أنك لا تملكين شيئا بشأن الجانب الأول فسبحان الخالق ولكنك بالتأكيد مسئولة عن طريقتك في الملبس والسلوك، فإن كنت لا تردين أن توصفي بالخشونة فلا تختاريها أسلوب للتفاعل، وتذكري أن الجمال أمر نسبي وليس أمرا موضوعيا مجردا بل هو شيء في عين الناظر وسبحان من خلقنا مختلفين في رغباتنا وآرائنا.
شعورك بالثقة عند ارتدائك للملابس الذكورية أمر طبيعي إذ يريحك من دخول منافسة مقتنعة داخليا أنك غير قادرة على الفوز بها، وتقييمك الذاتي لنفسك بأنك أقل أنوثة يدفعك لأن تتصرفي بخشونة وجفاف مع من يحاول التقرب منك كوسيلة دفاع خوفا من فشل التصرف بالطريقة المتوقعة من الإناث، وتجنبا للإحباط إن لم تسر الأمور حسب هواك.
اعلمي بأن الأنوثة سلوك اجتماعي أهم صفاته الرقة ولن أنكر عليك أن مجتمعاتنا ما زالت تضع الكثير من الأعباء على النساء وما هو متوقع منهن فإن كانت لطيفة تتهم بالميوعة وإن كانت جادة تتهم بالخشونة ولذا لا يجب الاعتماد في تقييمك لذاتك وسلوكك فقط على رأي الآخرين بل يجب أن يكون سلوكك قائم على قناعتك الشخصية.
تجنبي استخدام ألفاظ سلبية في وصف ذاتك كي لا توجه تفكيرك وسلوكك لينسجم معها بل على العكس ابحثي عن نقاط تميزك وما من مخلوق خالي منها، ولو كان الزواج والإنجاب مقصور على الجميلات لماذا نجد بين البشر من هم أقل جمالا، الجمال الخارجي واحد فقط من عدة عوامل تساعد في تحقيق هدف الزواج أو الحصول على القبول الاجتماعي، ضعي أمامك قول عليه الصلاة والسلام تخطب المرأة لأربع لجمالها ومالها ونسبها ودينها، وإن كان الحصول على اثنان منهما خارج قدرات معظمنا يبقى المال والدين أمران متوفران بسهولة، تعرفين بالتأكيد سبل التدين أما المال فدراستك وعملك طريق سهل ومتوفر للحصول عليها فلا تهملي دراستك مهما كان الأمر، ذكري نفسك بأن تحقيق الأهداف يحتاج إلى وسائل عدة فإن حرمت بعضها لا تتخلي عن الباقي طواعية.
مهما كان اختيارك إياك وسياسة اللحم المكشوف لإثبات أنوثتك فاللحم المكشوف لا يجذب سوى الحشرات، وليس كل تواصل معك هدفه علاقة عاطفية فهناك زمالة فلا تدافعي عن نفسك قبل التأكد من نية العبث من الطرف الآخر.
في رسالتك الأخرى أشرت لبحثك عن هذا الشخص الذي حاول التقرب منك وصددته وشعورك بالميل نحوه ورغبتك في التعبير عن مشاعرك نحوه رغم إيذائه لمشاعرك بأوصاف لا تنم عن حسن خلق من جانبه فلذا لا أنصحك بالانشغال به، احذفيه من صفحتك وتناسي أمره ورأيه فما هو سوى خبرة تعلمي منها.
قد يفيدك تواصلك مع مختص نفسي في تزويدك بالدعم الذي قد تحتاجينه ولكنه ليس ضرورة إن كانت لديك القدرة على وضع أهداف معقولة وحشد لإرادتك لتنفيذها.
التعليق: الجمال يبدأ من الداخل هذه حقيقة. وبينعكس علي ملامح الوجه وعلي الحركات وعلي التعاملات وعلي الأخلاق .
أنا أتذكر في حياتي زميلات بنات كثيرة سر جمالهن هو جمال الروح . والعكس صحيح :فيه بنات شكلهم جميل لكن الناس بتنفر منهم من رائحة أخلاقهن ومن أنانيتهن. وجمال الروح لا يأتي إلا بعد التصالح مع النفس والبعد عن الصراعات الوهمية اللي إنت معيشة نفسك فيها.
أنا حابب أتكلم بطريقة عملية أكتر..
مارسي الرياضة بانتظام فليها أثر في الصحة العامة والراحة وله أثر جميل علي الوجه وعلي الجسم .
مارسي هواية بتحبيها فعلا و عيشي فيها حياتك واستطعمي اللذة فيها.
مارسي الأعمال التطوعية وخدمة الفقراء واليتامي والمستضفين .حتشوفي مناظر حتعرفك أن الحياة أكبر من كده بكتير.. وأنك في نعمة كبيرة.
حبي نفسك واحتفلي بيها.. وكافئيها في كل انتصار بتعمليه.
عيشي في سلام .. وتصالح مع نفسك . ابعدي عن الصراعات اللي مالهاش حل ... ولكن أضيفي جمالك روحك وأخلاقك واقتنعي أن فيه الكثير اللي بيقدر الجمال الحقيقي وأخيرا.. خليك علي قناعة أن ربنا مقسم الأرزاق بالعدل... فلو أنت فاكرة أن ربنا أخد منك حاجة فخليك متأكدة أنك رزقك باللي أحسن من د