ذي مشكلتي هل لها حل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا عمري 28سنة ومتزوجة منذ 3 سنوات ولديّ طفل عمره سنتان تزوجت زوجي جواز عادي وليس عن حب وكنت قبل الزواج مررت بقصة حب وصدمت منها جدا وبعدها على طول تزوجت، زوجي طيب ويحبني ولا يحرمنا من شيء وعايشة معة عيشة طيبة يحسدني عليها كثير من الذين يعيشون حوالي وأحيانا يحسدونني عليه.
المشكلة أني حبة حبة بدأت أبقى عصبية جدا مع زوجي تحديدا أو فقط عندما أراه يأتي من عمله يصيبني عصبية جامدة وأتعارك على أتفه الأسباب معه، أو بدون سبب، والمشكلة ذي بدأت منذ ولادتي لابني وكبرت معي والآن أصبحت في قمة العصبية مع زوجى فقط. ومن كثر عصبيتي ابني أصبح مثلي وذي مشكلة كبرى لدي مع ابني العصبية، المشكلة الأكبر أني عصبيتي ذي انتقلت لعلاقتنا الزوجية فأصبحت لا أحبها ولا أشعر بشيء أثناء ممارستها أصبح باردة تماما.
أنا مخنوقة جدا حياتي مع زوجي أصبحت جحيما عصبية وعراك وهو بذل الأول مجهودا علشان أهدأ وأبطل عصبية وبرضه برجع ثانى معرفش ليه وبدون سبب لدرجة أنه بقى يسيبني أهاتي ولا يسأل فيّ، أرجوك أعمل إيه هل ذا حسد ولامرض ولا إيه؟؟؟؟
14 /2/2012
رد المستشار
أختي العزيزة؛
شكراً على استعمالك الموقع. لا أنكر أن سيرتك الشخصية غير واضحة في الرسالة ولكن رغم ذلك سأجيب على أسئلتك.
الحالة كما تصفينها أنك لم تكوني مقتنعة بهذا الزواج وكان إلى حد ما رد فغل لتجربة حب كانت نهايتها مؤلمة. رغم ذلك كنت مقتنعة بزوجك وأنجبت منه طفلاً تجاوز العامين. تغير سلوكك تدريجياً مع نفسك ومع من حولك وانعكس ذلك على علاقتك الزوجية وأصبح الزوج لا يطيقك. بعبارة أخرى أصبح سلوكك مدمراً لذاتك ولبيتك. والمأساة تأثير هذا السلوك على الطفل. على ضوء ذلك لابد من اليقظة والعمل لإصلاح ما جرى.
ما تمرين به ليس بغير المألوف بعد الولادة وهو إلى حد ما اكتئاب طفيف مزمن Dysthymia تبدأ أعراضه بالظهور تدريجياً بعد عدة أشهر من الولادة. هناك من الأمهات من تغلب عليهن أعراض القلق والاكتئاب مع الوسواس القهري ويستجيبن للعلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب ويتحسن خلال أسابيع. أما البعض الآخر فيغلب عليهن سوء المزاج Dysphoria وهي حالة عاطفية من مزيج من الاكتئاب والغضب والقلق.
تستجيب الحالة الأخيرة أيضاً للعلاج ولكن تستوجب كذلك دراسة العوامل الاجتماعية والعلاقة الزوجية. المجموعتان تشتركان بصفة واحدة وهي طغيان انعدام التلذذ Anhedonia والتي تفسر ضعف العلاقة الجنسية وهذه بدورها تؤدي إلى تأزم العلاقة الزوجية.
هناك عدة نماذج يمكن تطبيقها لدراسة حالتك رغم غياب سيرة شخصية مفصلة وهي:
1- من منظار النموذج الاجتماعي تنتقل الأم من مرحلة اجتماعية إلى أخرى. المرأة العاملة تتوقف عن العمل لفترة ما وتشعر بالقلق من احتمال فقدان الوظيفة التي تحمل معها ليس الفائدة المادية وحسب وإنما الاتصال الاجتماعي. كذلك الحال مع الأم ربة البيت فإن جدول أعمالها اليومية واتصالها الاجتماعي يتغير تماما ويصبح الطفل نقطة ارتكاز حياتها.
إن مرحلة الأمومة هي أمنية كل امرأة ولكنها ليست مرحلة تسلية وأعبائها المادية والشخصية لا حدود لها وتكون مليئة بالتحديات التي تستوجب اتفاق الأم والأب على العمل كوحدة متماسكة. في نهاية المطاف تتقبل كل امرأة هذه المرحلة الجديدة في الحياة وتشعر بالسعادة فيها.
2- من منظار نموذج نفسي فهناك بعض الملاحظات التي تستوجب الشرح في حالتك وإن كانت لا تخلو من الانتقاد ولكنه انتقاد إيجابي وليس سلبيا.
بدأت وسائل الدفاع النفسية غير الشعورية المرضية تطفي على شخصيتك. تصرفك أصبح عدوانياً إلى حد ما تجاه زوجك ويصاف إلى ذلك أنك بدأت تعللين تأثير سلوكك على الطفل أيضاً. إن هذا التصرف يعلله البعض بأنك تتصرفين بدافع تبرير غضبك من الحالة التي أنت فيها بسبب علاقة عاطفية فاشلة سابقة وبدأت تلقين اللوم على زوجك وكل من حولك. يتقبل البعض هذا التفسير والبعض يراه غير مقبولاً ولكن الأهم من ذلك هو أن تنتبهي على توجيه مشاعر غضب دفينة نحو الآخرين.
هناك أيضا من النساء من ترى جسدها الذي تفتخر به قد تغير بعد الولادة رغم كل النصائح والاحتياطات أثناء الحمل. كذلك العناية بالطفل لا تفسح مجالاً للمرأة بالعناية بجسدها. لكن هذه المرحلة دوماً وقتية وتتجاوزها معظم النساء بل البعض منهن ترى نفسها أكثر جمالاً وجاذبية بعد الولادة والسبب في ذلك هو الشعور بالنضوج و الأنوثة التي أثبتت نفسها بالأمومة.
الأهم من ذلك هو ذكريات التجربة الماضية. يميل كل إنسان للشعور بالفشل والخيبة والهزيمة والخديعة بعد تجربة عاطفية لم تنتهي النهاية التي يحلم بها كل حبيب وحبيبة. ورغم كل الألم الذي يشعر به الإنسان بعد تجربة عاطفية فاشلة إلا أنه في معظم الأحيان يتجاوزها خلال ثلاثة أشهر. البعض يضع جانباً الجزء المؤلم من العلاقة ويحمل معه الذكريات الجميلة. أما البعض الآخر فيلقي بالذكريات الحلوة والأليمة في نهر الماضي ولا يفكر بالمسير في اتجاه تيار النهر.
لا أنكر أن هناك بعض التجارب العاطفية التي قد يصاحبها اعتداء وفعل ضد رغبة المعتدى عليه. بالطبع ليس من السهل فتح ملفات الماضي في عالمنا الشرقي الذي لا يتردد أحياناً بانتقاد المعتدى عليها بدلاً من مساندتها، عند ذاك لا سبيل إلا بالحديث عن الأمر مع من هو ثقة تماما وتأكدي أن هناك الكثير من الثقاة من حولنا.
3- من المنظار السلوكي لا بد ان الانتباه الى تأثير تصرفاتك على الطفل ولا سبيل الى ذلك الا بالاتفاق مع زوجك لتجاوز المشاكل الزوجية ولو مؤقتاً لضمان صحة الطفل النفسية. كذلك فأن تعلق الطفل بك قد يصبح متردد Ambivalent وهذا له عواقبه في المستقبل.
أما سلوك العلاقة الجنسية فهو ايضاً امر لا يمكن التغاضي عنه. لا بد من الحديث في هذا الامر مع زوجك حول عدم قابليتك للشعور بالتلذذ. قد يكون الامر غريباً ولكن في مثل هذه الحالات ارى النصائح التالية في هذه المرحلة أكثر عملية:
0 الاتفاق على يوم معين لممارسة الجنس.
0 الاتفاق إن أمكن على عدم ممارسة الجنس المخترق Penetrative Sex لفترة معينة.
0 مناقشة صريحة حول العمل الجنسي وما تحبين أن يعمله زوجك وما يعجبه أن تعمليه بجسدك ومعه.
0 بعبارة أخرى عليك أن تسترجعي موقعك ليس كأم وزوجة ولكن كامرأة وعشيقة لزوجك.
4- أما النموذج الأخير فهو الطبي ولا شك أن هناك عملية انهيار معنوي قد حدثت ولابد من استشارة طبيب نفسي إن أمكن لفحص الحالة النفسية. بصراحة لم أكن سأتردد في وصف عقار مضاد للاكتئاب لك وسيكون عقاري المفضل لك هو لوفيبرامين Lofepramine 70 مغم ليلاً وزيادتها تدريجياً إلى 210 مغم تحت الإشراف الطبي. إذا لم يتوفر هذا العقار فأنصح بعقار الـسيرترالين Sertraline بجرعة 50 مغم يومياً مع الانتباه إلى أنك ستشعرين ببعض من النرفزة لفترة ما. بعدها يمكن زيادة الجرعة إلى 100 مغم. لا تتوقعي تغير حالتك قبل أقل من 2 – 4 أسابيع. قد ينصحك البعض بعقاقير أخرى ولا بأس بذلك ولكني اختياري يعود إلى أن العقارين أعلاه يتميزان بقلة تأثيرهما السلبي على الفعالية الجنسية مقارنة بغيرهم.
أما النصائح العامة في الأمر:
1- الاعتناء بالتغذية المنتظمة والصحية.
2- الاتفاق مع الزوج على تخصيص ساعة من الوقت يومياً للكلام الصريح بكل ما يشعر به وما تشعرين به.
3- ما أجمل أن تودعي زوجك صباحاً بقبلة على الوجه ومسك يده بحنان.
4- الاتفاق على الخروج معاً مرة في الأسبوع كعائلة ولكن دون زيارة الأهل.
5- تذكري بأن العائلة يجب أن تكون وحدة متماسكة وأنت سيدة الموقف.
6- أما الماضي القريب والبعيد فعليك الآن أن تتجاوزيه. الكثير من الناس تمر بتجارب قاسية وهي أشبه بكتاب قد انتهيت من كتابته وقراءته. بعد زمن ما علينا أن نبدأ بكتابة كتاب جديد لحياتنا ولا نعيد إعادة كتابة الكتاب القديم. هذا ما يفعله الأديب الناجح والسعيد وهذا ما يجب أن يفعله كل إنسان فكل يوم وكل سنة وكل مرحلة كتاب جديد وحديث وجميل.
ومن الله التوفيق.