السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم لوضع هذا الموقع المميز أنا فتاة من الله علي بالهداية والتزمت حديثا، ولكنني أواجه مشكلة مع نفسي من ناحية الوساوس المزعجة وكثرة الأسئلة الغريبة عن الغيبيات والتي لا أجد لها جوابا ولا أستريح منها.
حاولت جاهدة أن أتخلص منها لوحدي ولكن دون جدوى والآن أحس أن نفسي عدوة لي فما الحل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا؟
مع العلم أني أجاهد نفسي مجاهدة شديدة.
20/2/2012
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، زادك الله هداية وأنعم عليك بالخلاص من معاناتك في القريب إن شاء الله، ما أستطيع استخلاصه من رسالتك التي لم تفصلي فيها على غير عادة الموسوسين، وهذه علامة على أن نوع الوساوس التي تشتكين منها هو مما لا تحبين الحديث عنه لأنه غالبا يمسُّ ما تؤمنين به، ولكن إفادتكم المقتضبة توحي بأن وساوسك هي من نوع الاجترار الوسواسي Obsessive Ruminations؛
وفي الطب النفسي نسمي هذا النوع من الوساوس أفكارا تسلطية Obsessions، وتوصفُ فكرة ما بأنها تسلطيةٌ إذا توفرَّتْ لها عِـدَّةُ شروط:
-1- أن يشعرَ المريضُ بأن الفكرَةَ تَحْشُرُ نفسها في وعْيِـهِ وَتفرضُ نفسها على تفكيرهِ رغماً عنه لكنها تنشأُ من رأسِهِ هو وليست بفعلِ مؤثِّرٍ خارجي.
-2- أن يوقِـنَ المريضُ تفاهَـةَ أو لا معقوليَّـةَ الفكْرةِ وَعَـدَمَ صِحَّـتِها وعدم جدارتها بالاهتمامْ.
-3- محاولة المريض المستمرة لمقاومة الفكرة وَعدم الاستسلام لها.
-4- إحساس المريض بسيطرةِ هذه الفكرة وقوتها القهريةِ عليه فكلما قاومها كلما زادَتْ إلحاحًا عليه، فيقعُ في دوامةٍ من التكرار الذي لا ينتهي.
وهذه الأفكار التسلطية التي تراودك وتعذبك يمكنُ أن تراود كل إنسان ولكنها لا تصبح تسلطية إلا إذا كان لدى الشخص استعدادا بنيويا في تركيبة الدماغ تجعله عرضة للوسوسة، وهي لا تدل على قلة الإيمان بل بالعكس على قوته، وقد روي أن أحد الصحابة قال للرسول صلى الله عليه وسلم: "إني لأجد في صدري ما تكاد أن تنشق له الأرض، وتخر له الجبال هدًّا"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوجدتموه في قلوبكم، ذلك صريح الإيمان"، ثم قال: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"، رواه مسلم وأبو داود وأحمد عن أَبي هريرة رضي الله عنه.
معنى هذا أن عليك مراجعة أقرب طبيب نفساني من محل إقامتك ليصف لك العلاج اللازم معرفيا وسلوكيا وربما عقاريا أيضًا، واقرئي الروابط التالية لأن فيها ما يفيدك ويسري عنك إن شاء الله:
وساوس كفرية تأتيني! أريد الخلاص مشاركة
الأفكار الكفرية: ذلك صريح الإيمان
وساوس كفرية قهرية: اطلب العلاج
علاج الأفكار الوسواسية
إذن، عليك أن تصارحي أحدا من أهلك بمعاناتك، وتوجهي للطبيب النفساني وتابعينا بالأخبار.
ويتبع >>>>>>: وسواس قهري بعد الالتزام الديني م