الأدوية علاج الإكتئاب وآثارها ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع المفيد. مشكلتي هي مشكلة أخي الأكبر، هو شاب متزوج عمره 30عام ويعمل بوظيفة محترمة ومتخرج من كلية من كليات القمة وكان متفوق دراسيا حتى الكلية بعدها أصبح جيد وسيرزق بابن قريبا بإذن الله لأن زوجته حامل، وهو يحافظ على الصلاة وملتزم دينيا جدا لأننا تربينا في بيت ملتزم ونشأنا على الصلاة كروتين نؤديه الحمد لله دون أن نشعر، هذه ثاني مرة يتزوج فيها حيث أنه تزوج في سن 26 لكن زواجه لم يستمر أكثر من عام وأنجب طفلة لم يرها إلا مرات قليلة لأنه هو وطليقته كانا في قضايا بالمحكمة استمرت أكثر من عام ولا يطيقان بعضهما حتى الآن.
أثناء مشاكله السابقة مر بمرض الاكتئاب ويأتي له تخيلات أنه المهدي المنتظر ويجب أن يذهب للكعبة ويصبح لا يعرفنا لدقائق ثم يتذكرنا وهو لديه نفس الأفكار، المهم أخذ علاج لمدة حوالي أسبوعين وبطله وزعل من أبي وأمي لأنهم ودوه لطبيب نفسي وكان غير مقتنع بمرضه، ومرت حوالي عامان وهو كويس لكنه عصبي جدا جدا ولا تستطيع أن تناقشه في موضوع أو يتقبل فكرة منك، ثم تزوج مرة أخرى وكانا كويسين جدا حتى بدأت شكاوى زوجته منه وأنه بيتعصب عليها جدا لأسباب تافهة ثم تركت البيت غضبانة فوجئنا به أن نفس الحالة رجعت له تاني، بعدها بعدة أيام نفس الكلام والانفعال وأنه مش متذكرنا وكمان سألنا مرة هو أنا مسيحي؟
والله العظيم المشكلة ذي تتعبنا كلنا، المهم كان تشخيص الطبيب لحالته أنه حساس ومشكلته دي هي اللي قلبت عليه التعب وكمان ظروف جو الربيع ساعدت في ظهور المرض هو دلوقتي بيأخذ أدوية اكتئاب من أسبوع بتنيمه وبيتلخبط في الأيام.
سؤالي لكم هل أدوية الاكتئاب دي ستؤثر عليه بعد كده؟ وأيضا ما هي المدة اللازمة لتمام شفائه ويعود إنسان طبيعي لعمله وحياته؟ هل لو زوجته رجعت تاني هيتحسن ويكون أفضل، وإيه اللي أقدر أقوله لها علشان تنفع تتعامل معاه بسهولة ويكونوا كويسين، ولو بعد شويه رفض العلاج إزاي نقنعه أنه يكمل علاجه لأنه غير مقتنع تماما أنه تعبان ومقتنع إن أفكاره دي صح.
15/03/2012
رد المستشار
أختي العزيزة، أشكرك على استعمالك الموقع.
سأحاول الإجابة بقدر المعلومات المتوفرة في رسالتك عن حالة الأخ الكريم. في بداية الأمر لا بد من التمعن في حالة الأخ الكريم. كان إنساناً متوافقاً ولا يزال كذلك في مجال عمله. تغير سلوكه وانتهى زواجه الأول بالطلاق. بالطبع قضايا الأبوة والحضانة للطفل هي من أكثر القضايا الشخصية تعقيداً. تنتهي حضانة الطفل للأم في معظم أنحاء العالم ولكن ذلك لا يمنع من اتصال الأب بطفله أو بطفلته، ولكن رغم ذلك فإن العملية بحد ذاتها من الدخول إلى قاعة المحكمة وحتى سماع الحكم عملية متعبة يشعر فيها الإنسان بالإهانة أمام القضاة والقانون ويتصور بين الحين والآخر بأنه يؤكد للناس ومن حوله بأنه رجل فشل في رعاية زوجته وفي ضمان بيت يتربى فيه الطفل بصورة طبيعية. كذلك الأمر بالنسبة للأم إن نجحت أو فشلت في كسب الدعوى.
بعد هذه التجربة المؤلمة، والتي قلما يعترف الإنسان بتأثيرها النفسي عليه، أدركت من رسالتك بأن الأخ الكريم ينتظر مولودا جديدا وتجربته الزوجية الثانية تمر بأزمة لا تختلف كثيراً عن تجربته الأولى. السؤال الذي يطرح نفسه هو:
1- هل إن فشل الأخ في الاستقرار زوجياً من جراء عدم التوافق مع شريكة حياته هو السبب في تغير سلوكه واكتئابه؟.
2- أم أن الأخ الكريم أصيب بمرض اكتئاب مع أعراض ذهانية أثرت سلبياً على علاقته بزوجته وبالتالي على عائلته؟.
كان من المتوقع من الأخ الكريم على حل مشاكله الزوجية الأولى والثانية لأنه شخص كفء ومقتدر، وعلى ضوء ذلك أرجح بأن العامل الثاني هو الأهم في هذه المرحلة. يبدوا بأنه مصاب باكتئاب ومن وصفك لبعض الأعراض يبدو أن هناك اكتئابا وقلقا، اضطرابا في المزاج، تغييرا في السلوك، وأفكارا ذهانية. هذه الأعراض وفي هذا العمر بالذات تشير إلى احتمال إصابته بالاكتئاب الثناقطبي Bipolar Depression في جميع الأحوال ليس هناك بدٌ من علاج حالته النفسية بالعقاقير لمدة لا تقل عن عام.
قد يحدث وتتحسن حالته تدريجيا كما حدث في النوبة الأولى بدون العلاج لكن احتمال أصابته بنوبة أخرى مستقبلاً لا يقل عن 50%.
الأهم من ذلك هو أن عدم علاج هذه الحالات هو تأثير سلوكه أثناء المرض على من حوله من الناس وهذا ما حدث مع زوجتيه وما قد سيحدث مستقبلا في مجالات أخرى من الحياة.
لابد من هذه المرحلة علاج اضطراب المزاج ولا مفر من مراجعة طبيب نفساني للتدقيق في حالته الصحية. لا أحب أن أنصحك بالعلاج ولكن القواعد العامة هي:
1- لا بد من استعمال العقاقير التي تساعد على موازنة المزاج Mood Stabilizers أولاً.
2- لا يجوز إعطاء العقاقير المضادة للاكتئاب دون العقاقير الأولى.
تعاون المريض مع العلاج:
إن عدم قبول الأخ بالعلاج النفسي ليس بالأمر غير المألوف في الطب النفسي وخاصة في مجال الاضطراب الثناقطبي. من المهارات التي يتقنها الطبيب النفسي هو القدرة على إقناع المريض بتقبل العلاج وخاصة بعد أن يثق المريض بطبيبه المعالج.
بعد ذلك لا بد من الانتباه إلى العوامل الشخصية والأزمات النفسية التي مر بها الأخ الكريم. لا شك لدي بأن أزمة حضانة الطفل الأول تركت أثرها عليه، ولكن مثل هذا الأمر ليس بغير شائع وليس هناك أخصائي بالطب النفسي ليس له إلمام بهذا الأمر.
على ضوء ذلك يمكن أن الخص الحديث:
1- الاحتمال الأكثر هو أن الأخ مصاب باضطراب المزاج الثتاقطبي.
2- تدخلت عدة عوامل اجتماعية وشخصية في ظهور هذا الاضطراب.
3- لا بد من العلاج بالعقاقير حيث أن هناك أكثر من دليل على وجود أفكار ذهانية مطابقة للمزاج.
4- رغم أني لم أحب أن أتطرق إلى هذا الأمر ولكن اضطراب الثناقطبي في مثل ظروف الأخ لا يخلو من خطورة على عائلته ويا حبذا لو تمسكت زوجته بعدم الرجوع إلا إذا التزم بعلاج نفسي.
5- تتماثل مثل هذه الحالات أحياناً للشفاء التلقائي ولكن هناك أدلة قوية بأن عدم علاج مرض نفسي يتميز بأعراض ذهانية قد تكون نتائجه سلبية جداً على ضوء قاعدة أن حالة المرض تتناسب عكسياً مع مدة عدم العلاج Duration of Untreated Psychosis
ومن الله التوفيق.