هاجس الإبداع .............أحلام مشروعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ الحقيقة كل الشكر لهذا الموقع الذي يخفف كثيرا من المشاكل والهموم لدى الناس, كنت أود أن أتحدث باللهجة العامية (السعودية) لكي أكون أكثر أريحيه لكن ترددت خوفا بأن كلامي لن يفهم، أنا شاب عمري 22 عاما, حاليا موظف ولم أكمل دراستي في الجامعة, واكتفيت بدورة معهد حاسب ولاحقا سوف أقرر إن كنت سآخذ دورات إضافية أو لا, مشكلتي ولا أعلم إن كان يناسبها مصطلح مشكلة, بأنني كنت في القريب أحب الحياة ومتفائل بها وأشعر بسعادة عظيمة رغم وضعي المتوسط, تحديدا في عام 2009 - 2010 , وعندما كنت أحزن أعلم بأن الحزن لحظات ويزول, باختصار كان داخلي أمل كبير، حاليا والحمد لله لست محبطا لكن قل ذلك الشعور ربما لبعض الصدمات التي تعرضت لها وبالفعل كانت صدمات قويه جداً لا يتحملها أحد, والمعذرة منكم أشعر بأن أفكاري في الاستشارة ليست منظمة.
مشكلتي أنني قبل فترة وهي نفس الفترة التي كنت أشعر فيها بسعادة, كنت مشارك في منتديات, وأنا شاب أعشق كرة القدم لحد الجنون وأعشق كل ما يتعلق بها لذلك كنت دائما أطرح مواضيع إبداعية بحتة من إنشائي فيما يخص المباريات وكانت بشكل شبه يومي, كنت أنسق الموضوع الواحد لمدة لا تقل عن الساعتين دون أن أشعر بملل, وكان الجميع يشيد بي ويمدح في كل موضوع أطرحه حتى الجنس اللطيف رغم عدم متابعتهم للكرة إلا أنهم كانوا يتابعوا مواضيعي أول بأول, بالإضافة إلى إبداعات قلمي في المجالات الأخرى وفي عدة منتديات والتي كنت دائما ما أحصل على (الفايف ستارز) لكل موضوع, لكن تم إغلاق هذا المنتدى وتوقفت حاليا عن الكتابة.
وحقيقة هناك أمر يضحكني على نفسي ههههه أحيانا بأنني عندما أتخيل مباريات كرة القدم وأتخيل سيناريو المباراة أشعر بأنني أريد أن أفعل حركة لكي أكون المتسبب بإحراز الهدف, دائما أدعو الله بأنني لا أكون مجرد إنسان عابر في هذه الحياة, أحيانا أنظر إلى السماء وأشعر بالأمل لا أعلم لماذا, لدرجة أنني أحيانا (أتريق على نفسي) أحيانا أسمع موسيقى معينه أشعر بأن عيناي سوف تدمع لأنها تلامس شيئا في قلبي, وأحيانا أسمع الأغاني والموسيقى ليس للطرب ولكن لأتخيل مع إيقاعاتها بأنه يتم تكريمي عالميا أو بأنني أحتفل عندما أحرز هدفا في مباراة ما, ودائما أتمنى بأن أذهب خارج الشرق الأوسط وأكمل حياتي في أوروبا وأعيش معهم الحياة الراقية.
عندما يتكلم معي أحد فيما يخص الزواج أتضايق قليلا لأنني أشعر بأن هناك شيئا لابد أن أفعله قبل أن أدخل هذه المرحلة المقيدة, فنظرتي للزواج نوعا ما بأنه شيء مقيد بالفعل أنظر له وكأنه نهاية الإبداع, وأنني إن تزوجت سوف أترك حريتي وأبدا بملاحقة حياتي وملاحقة هموم أطفالي, الكثير من الشباب قد يكون همهم المستقبل وأنهم كيف يؤمنون لهم وظيفة ويتيسر لهم زواجهم ويكونوا أصحاب أموال وتجارة, لكن أنا لا يهمني ذلك الشيء بقدر ما أتمنى بأن أكون بارز أو أن أعيش على إبداعي فروتين الحياة نظرتي له بأنه ممل إذا عشت كأي إنسان عابر (الحمد لله على كل حال).
دائما أتساءل في دورة الحياة (مولود _ طفل _ يبدأ التفكير بالتعليم _ الكد والعمل لغرض الزواج _ هموم الأطفال والتربية _ الشيخوخة ومن ثم الوفاة) استغفر الله ما الفائدة من ذلك, قد يقول البعض بأنني من عائله ثرية وكل شي بالنسبة للمستقبل مضمون ولكن العكس تماما فلا أحد يستطيع أن يفعل لي شيئا بخصوص المستقبل إذا لم أجتهد لأننا (على قد الحال) ولا أخفيكم بأنني لم أجلس في بيتي منتظراً تلك الأحلام بأن تتساقط علي من السماء, فبعد أن أكملت الثانوية تعاملت مع الظروف بواقعيه لأن المادة وقتها لم تكن تسمح لعائلتي بأن أكمل دراستي الجامعية, لذلك توظفت مبدئيا وقررت أن أجمع لنفسي المال والتحقت بمعهد والحمد لله تخرجت منه وبحثت عن وظيفة والحمد لله توظفت بما كنت أريد خصوصا أنني بعيد عن دوام المحلات المقيد, وفترة العطالة كانت شهر واحد فقط, لكن ما أفكر به من أحلام وأمنيات أحيانا يضعف همتي, وخوفي من أن أكون شخص عابر يسبب لي قلق فأنا لا أعلم ما الطريق الصحيح.
أحب أن أسمع الناس يقولوا عني (شاب لسه في بداية عمره _ لسه صغير في السن _ لا يزال المستقبل أمامك) لا أريد أن أقضي فترة عمري هذه بالوضع الروتيني ولا أعلم ماذا يفعله الإنسان عندما يكون في سن الـ22 عاما, وأحيانا ابحث في النت عن كيف يقضي الإنسان حياته في سن ال22 عاما, أريد أن أستمتع بأغلب لحظات حياتي لأنها سوف تكون ذكريات بالنسبة لي, أتمنى من الله أن يجعلني ذات إبداع لآخر لحظات حياتي حتى لفترة الشيخوخة, دائما أدعو الله (اللهم اجعلني أفضل لاعب عالميا, وفي مرحلة الشيخوخة أفضل مدرب عالمي وفي آخر حياتي اجعلني أموت شهيداً) مع العلم بأنني أوصف من قبل الناس (بالكسول شويه).
أنا لم أفصح لأحد بأحلامي هذه لأنني أعرف ردة فعل الناس حتى أعز أصدقائي وحتى حبيبتي التي تكبرني بثلاث سنوات، لم أتكلم معهم في هذا الشأن, لجأت إليكم بعد الله والكلام يطول في موضوعي هذا لكن أتمنى بأنني وضحت لكم ما أشعر به داخليا, وأرجوكم لا تقولوا لي الناس همهم في وادي وأنت في وادي آخر, أعلم بأن الحياة أصبحت صعبة وأن جيلنا قد يعاني وأعلم أنني في المملكة عايش في أمان ولله الحمد وليس كحال بعض الدول العربية من مشاكل ورعب أسئل الله أن يفرج عنهم عاجلا, لكن ليس بالضروري أن أرتبط بظروف غيري وأنا لست معهم, وكما قلت بأنني عايش بواقعية وموظف وأساعد أهلي ماديا, لكن لدي أمنية الإبداع
وأسأل الله أن يصل إبداعي أياً كان هذا الإبداع لمشارق الأرض ومغاربها,
ومعذرة على لخبطة الأفكار شكراً لكم
15/03/2012
رد المستشار
أخي العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
ليس هناك في حديثك ما يشير بأنك إنسان غير طبيعي. على العكس من ذلك طموحك وأحلامك وتطلعاتك للمستقبل كلها مشروعة. لكل إنسان مجال واحد وأكثر للإبداع وعسى الله أن يوفقك وتسنح لك الفرصة المناسبة للعطاء.
في رسالتك إشارة إلى عشقك للعبة كرة القدم وقد أبدعت في هذا المجال عبر فضاء الإنترنت. ليس هناك ما يمنع أن تحاول الاتصال ببعض الصحف لكتابة مقال للنشر. ربما يجب أن تحاول أن ترسل لهم رسالة حول موضوع نشر في صحيفتهم تعبر فيها عن رأيك. بعد ذلك ستسنح لك الفرصة بعد الأخرى للإبداع ولا تستسلم لليأس أبداً.
ليس هناك ما يضحك حول الخيال العاطفي والشعوري الذي تتحدث عنه. على العكس من ذلك إن من لطف الله بعباده أن يكون لهم بعد عاطفي في شخصيتهم وهذا واضح عند الحديث عن تفاعلك مع الموسيقى وخيالك حول مباريات كرة القدم. هذا الخيال موجود عند الكثيرين ولا عيب فيه. الحياة بدون أحلام وخيال قد تكون في غاية القسوة.
أما مسألة الارتباط العائلي فليس هناك في حديثك ما يشير بأنك إنسان غير طبيعي. آرائك حول الزواج وفلسفة الحياة لا تختلف أبداً عن آراء الكثيرين من الطلبة الجامعيين في الغرب. رغم أن هناك اختلافا في الآراء ولكنك لا تزال في مقتبل العمر، وإن كنت غير مقتنع بالزواج الآن فلا ترضخ لضغوط الأهل الآن. في مرحلة ما من حياتك ستجد المرأة التي تحبها وتتزوجها ولا يوجد عندي شك بأنك ستسعدها.
جميع أحلامك أيها الأخ العزيز أحلام مشروعة. حاول أن تحقق ما تستطيع من تحقيقه ضمن الظروف والواقع، وستجد فرصتك للإبداع يوماً ما بدون شك، فإن هناك الكثير من الصفات الإيجابية والقوية في شخصيتك.
ومن الله التوفيق