السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله الخير الكثير وجعل حياتكم هانئة وسعيدة.
أنا متزوجة منذ خمس سنوات وبمرور السنين يزيد التنافر بيني وبين زوجي، تنافر غريب وأحسه أحيانا كره دفين أو كلا الطرفين يلوم الآخر على أشياء في داخله، أنا لا أعرف كيف أصف علاقتنا لكن على الرغم من أننا تمر علينا لحظات طمأنينة وهدوء لكن في مواقف كثيرة لا تستطيع أن تصف علاقتنا إلا بالكره أو ليس هو الكره بل شيء آخر يجعلني أرى زوجي في مواقف حاجتي له يبعد عني ولا يريد تحمل مسؤولية مرضي أو شكواي وأنا كذلك لا أشعر بالقرب منه في مواقف مرضه غير أني أخدمه كأي زوجة تسعى لراحة زوجها لكن أحس وقتها أنه لا يستحق عنايتي لأنه سرعان ما ينكر كل رعايتي له وتعبي من أجل راحة الأسرة.
أنا لن أجعل الخطأ عليه بل أرى أننا نحن الاثنين عندنا نفس الأساليب الخاطئة نحو بعضنا البعض وكثيرا ما أقول له ذلك، أننا جيدين مع الآخرين ومتعاونين لكن مع بعضنا يظهر الجانب الأناني والسلبي، وكثيرا ما ننتقد بعضنا البعض. زوجي لا يفهم حواري معه ومناقشة رغباتي بالحنان والرومانسية، ومطالبتي العطف والتقرب منه كانت دائما نهايتها الفشل، بل تصبح مشكلة عنده ويصدني بقوله أنني لدي عيوب تكفي فلأنظر في عيوبي أفضل وأنه لن يتغير وإذا لم أقبل يهددني ببيت أهلي أو أنه سوف يجد البديلة التي تريحه من مطالبي الزوجية وشكواي من تصرفاته نحوي وأنني ما عدت أطاق.
وعندما تحدث مشكلة معي من الذين حولي دائما يؤنبني وأنني لا أحسن التصرف بل ممكن في وقت آخر يعايرني بموقف قد كنت صارحته به أو شكوت به ضايقني فأندم أنني تقربت منه وجعلت منه الرفيق الذي تمنيت، فبصراحة أفتقد أحاسيس كثيرة أتمناها في زوجي وأولها الأمان فأنا علاقتي بأهله ليست جيدة، كثيرا ما حاولوا خلق المشاكل بيننا بل ساعدوا في تكبير مشكلة حدثت بيننا في بداية السنة الأولى من زواجنا بمحاولة تزويجه مرة أخرى لكن أراد الله نصري.
أنا لا أعرف هو كثيرا ما يحسسني أن لي فترة أقضيها معه وبعدها سيبحث عن أخرى يرضون بها أهله؟ لا أستطيع القول أن سبب نفورنا أهله بل أنا وزوجي لا نتفق في أشياء كثيرة، ففي بداية زواجي أصبح عندي شخصية مهزوزة لا أعرف الخطأ من الصواب من كثرة انتقاده لي وانتقاد أهله من تصرفاتي، حاولت التقرب من أهله لكن أجد في أتفه الأمور بل أحيانا تكون من مخيلتهم وسوء فهم منهم يلومونني ويشكونني لزوجي، وطبعا بالتالي يغضب زوجي مني ويفتعل المشاكل معي.
أصبحت حياتي معه جحيم، لكني تثبت وأدركت أن ما يفعلونه ليس طبيعيا وأنني يجب أن أثبت، فالطلاق ليس بحل وخصوصا أني أنجبت من أول سنة زواج، ذهبت في آخر السنوات لطبيب نفسي وصف لي الحبوب المهدئة لأني أصبحت عصبية وأنهار من مواقف زوجي المجحفة في حقي، وظهر زوجي بصورة الرجل العاقل أمام الطبيب لكن أدرك الطبيب أنني أعاني من صعوبة التكيف مع ظروفي الصعبة وأن زوجي يزيدها صعوبة على نفسيتي وأنه لا يساندني في تحمل مشاكل الحياة، لكن لم تدم هذه الجلسات لأني سافرت لبلد آخر لدراسة زوجي، والآن أصبح الأمر واضحا تباعد علاقتي بزوجي في بلد غريب عني وأنا محتاجة شخص بجانبي عاطفيا ونفسيا ولا أجد أهلي حولي أو صداقاتي التي كنت أهرب بها من ألم فشل علاقتي الزوجية.
أصبحت صحتي متدهورة ومناعتي ضعفت، أريد أن أقوى لأجل أطفالي وأتمنى أن تصلح علاقتي بزوجي، هو يكون سعيدا مني فقط عندما ألبي رغباته الزوجية وحاجات بيته وأسرته وعلي أن لا أشكو الحال ولا أن أطلب منه التغير في سلوكه الذي يؤثر علينا وإهماله لي واللامبالاة أو مطالبتي بالحنان أو رغباتي العادية من زوجي الذي كنت أتمنى أن يكون الحب بيننا والتفاهم والاستقرار
وشكرا وأنا فعلا أتأسف على الإطالة وعلى أسلوبي الركيك،
فأنا مشوشة الأفكار ولا أعرف ماذا أفعل؟
1/3/2012
رد المستشار
الأخت الفاضلة صاحبة الرسالة أهلا وسهلا بك، لم يكن أسلوبك ركيكا كما ظننت عندما كتبت هذه الرسالة وإنما كنت مشحونة المشاعر مشغولة البال سيئة المزاج نوعا... هداك الله وخفف عنك معاناتك.
أسباب التنافر لا أستطيع التكهن بها لكنني أبدأ من حيث انتهى طبيبك النفساني الذي بدأ معك مشوار العلاج والذي أدرك ما ذكرت أنك تعانين "من صعوبة التكيف مع ظروفك الصعبة، وأن زوجك يزيدها صعوبة على نفسيتك وأنه لا يساندك في تحمل مشاكل الحياة" وأقول لك فليكن.... وهو في ذلك حاله حال معظم الرجال في مجتمعاتنا المعاصرة واقرئي الأب .... حَبّة اللقاح وفكري ماذا أنت يا ابنتي فاعلة؟؟ وكثيرات غيرك أيضًا؟؟
تحتاجين بلا شك إلى علاج نفسي تدعيمي Supportive Psychotherapy وفيه يقوم المعالج بطمأنة المريض، وتوجيهه، وإرشاده، وتوضيح مختلف الأمور له مع ضرورةِ أن يكون المعالج عارفا بنفسية المريض ومنظومة دفاعاته وطرق تكيفه لكي يدعم الدفاعات النافعة والبناءة ويقلل من استخدام المريض للدفاعات الهدامة، وربما احتجتما أنتما الاثنان معا لنوع من العلاج النفسي نسميه العلاج الزواجي السلوكي Marital Counseling، لكن هذا مشروط باعترافه هو شخصيا بحاجتكما لذلك ولعل الطبيب النفساني إذا أتيح يستطيع إقناعه.
وربما تحتاجين أيضًا إلى أحد عقاقير علاج الاكتئاب مثلا من مجموعة الماسا؟ وليس مهدئات مثلما تحسبين، وإنما تقلل مثل هذه العقاقير من حدة الانفعالات وتقلل من ثورة الغضب وليست الأدوية النفسية مجرد مسكنات ومنومات.
أنت تقولين: (هو يكون سعيدا مني فقط عندما ألبي رغباته الزوجية وحاجات بيته وأسرته، وعلي أن لا أشكو الحال ولا أن أطلب منه التغير في سلوكه الذي يؤثر علينا وإهماله لي واللامبالاة أو مطالبتي بالحنان أو رغباتي العادية من زوجي الذي كنت أتمنى أن يكون الحب بيننا والتفاهم والاستقرار) وأجد نفسي هنا مضطرا لفك الالتباس الكامن خلف مفاهيمك عن الزواج في الإسلام فليس الحبُّ شرطا من شروط نجاح الزواج وإنما يتعاشر الناس بالأنساب وبالإسلام كما يقول الفاروق عمر رضي الله عنه واقرئي كيف أدت المواد الإعلامية من أفلام وتمثيليات ومسرحيات إلى خلط المفاهيم حتى أصبح عندنا في مجتمعنا الإسلامي.حالة طلاق كل 6 دقائق.
الأصل في علاقة الزوجة بزوجها أن يؤدي كلٌّ منهما واجباته تجاه الآخر، وقد يكونُ زوجك مقصرا، لكنك لو أحسنت التعامل معه واستخدمت دهاءك الأنثوي لكان إصلاحه ممكنا وذلك بدلا من الشكوى...
وأنصحك بأن تقرئي ما تأخذك إليه الروابط التالية: صمت الأزواج.. طلقات في جسد الزوجات
أسباب فشل الحياة الزوجية
وصفة ذهبية للسعادة الزوجية
سر الخلافات الزوجية المتكررة
رسالة إلى الزوجات: قلب زوجك (2)
في الحياة الزوجية.. هكذا يخطئ الرجال
أتمنى أن أكون وفقت في تغيير نظرتك وتقييمك للموقف، لا أقول أن التوافق أمر سهل لكنني أقول لك أن تقصير أحد الطرفين ليس مبررا لتقصير الآخر، وما دمتما في الغربة وليس العلاج النفسي متاحا فيها فإنني أوصيك بالصبر والتروي وببذل أقصى ما تستطيعين، وتأكدي أن الطرف الذي ملكه الله القوامة هو الطرف الأعسر حسابا يوم القيامة
وتأكدي أننا معك فتابعينا وطمئنينا.