معنديش مبدأ،
معنديش مبدأ، فاجئني أحد أصدقائي ذات يوم وقالها لي (أنت معندكش مبدأ) فكرت قليلا فوجدت أنه فعلا محق فأنا ليس لدي مبدأ يمكن أن أتخذ قرارا وبعدها بدقيقتين أغير رأيي . في حياتي ليس لدي هدف غير أني أصبح غني مثل أي شخص.
غالبا ما أجلس وحدي وأجلس في الحمام كثيرا وأحب أيضا أن أنظر لنفسي في المرآة كثيرا. ويمكنني تصور وجه أحد أصدقائي في خيالي لكن لا يمكنني أن أرى أو أتصور وجهي أنا. أنا أشرب سجاير... وبشرب حشيش.. وعندي استعداد لشرب الخمرة.
مش فاكر حاجة من طفولتي إلا أني كنت بتكسف ولم يكن أبي موجودا بل كان يسافر إلى دول أخرى. أنا لا أعرف كيف يمكنك مساعدتي ولكن كان لازم أتكلم. حتى أنا عندي طقمين مختلفين تماما عن بعض فلكل منهما استايل خاص وليس له علاقة بالآخر. يعني مبعرفش اختار لبسي وده مش تقصير في الفلوس ولا حاجه. أبي وأمي من نفس البلدة ولهذا أنا نادرا ما أخرج من هذه البلدة حتى كليتي لا أذهب إليها إلا في أيام الامتحانات بالإضافة إلى أنها قريبه جدا من البلدة.
أيضا وفي هذه الكلية امتحاناتي متأخرة دائما عن امتحانات باقي الطلبة من زملائي. أنا دائما هكذا حتى في الإعدادي والثانوي فكانت امتحاناتي متأخرة عن باقي زملائي في نفس السن. حتى عملي الذي أعمل فيه مع والدي فليس له علاقة بأي مجال من مجالات الحياة، فأنا استهدف في عملي أقل فئة من فئات المجتمع وفي نفس الوقت فإن أصدقائي المقربين هم أعلى طبقة في مجتمعي.
منذ سنوات كنت أجلس مع أصدقائي المقربين وأسألهم عن عيوبي فكانوا دائما يركزون على أني مستهتر . بينما في العمل يصفني الناس باني جاد عن والدي بالرغم أيضا من أني مهمل ولست منتظم. بالإضافة إلى ذلك فلدي إحساس باني متكلم غير جيد.
في النهاية شكرا لإدارة الموقع على المجهود الرائع اللي عاملينه شو هدا الجمال
29/03/2012
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أهلا وسهلا بك يا "جنادي" وأشكر لك إعجابك بعمل موقعنا، راجية ألا يتأثر هذا الإعجاب بتأخري غير المقصود بالرد عليك.
تغيير رأيك ليس مؤشر لانعدام المبادئ بل لوجود خلل في عملية اتخاذ القرارات. نتبع لاتخاذ القرار الصحيح خطوات محددة مهما كان حجم القرار وهي ما قد تقرأ عنه تحت مسمى حل المشكلات. تبدأ بتحديد المشكلة أو الموضوع الذي نحتاج لاتخاذ قرار حوله ثم دراسة البدائل المناسبة لحله واختيار من بينها ما يناسب ظروفنا وقدراتنا ورغباتنا ثم نعود لتقييم ذلك الاختيار فإن حقق أهدافنا كان قرارا صائبا نمضي به وإن وجدنا أنه لا يساعدنا في تحقيق أهدافنا نعود مرة أخرى لدراسة البدائل لاختيار ما يناسبنا أكثر.
هكذا ترى أن تغيير الرأي قد يكون الشيء الصحيح أحيانا مثلما تكون حالة المدمن الذي يقرر التوقف عن التعاطي أو تارك الصلاة الذي يقرر الالتزام بها وترك المعاصي فليس تغيير الرأي دائما بالأمر السلبي.
وليس صحيحا بأنك تعيش بلا مبدأ فمبدئك في الحياة قد يرى كل شيء ممكن ومقبول ويسمى هذا المبدأ المرونة وهو أمر جيد بل ومرغوب، عيبه الوحيد في حالتك أنك جعلته واسع بدرجة كبيرة بحيث شمل أمور يجتمع الناس على رفضها مثل تعاطي الحشيش.
إن تغيير رأيك إن لم يكن نتيجة التأثر بالمغيبات مثل الحشيش والخمر هو مبدأ يرى أن لا شيء في الحياة يستحق أن يختلف عليه الناس، فالدنيا وما فيها وصفها رب العالمين بأنها لا تساوي جناح بعوضة، لماذا يتشاجر ويغضب ويقلق الناس وقد علموا أن رزقهم قد قضاه عليهم رب العالمين وما عليهم سوى السعي والقبول مهما كانت النتيجة، هكذا ترى أن هناك فرق بين الاستهتار والتوكل على الله.
يتميز الناس المرنين عادة بسمات التسامح واللطف ولهذا يكونون مقربين ومحبوبين من الناس كما هي حالتك وما سؤالك للأصدقاء عن عيوبك سوى رغبة في تجنب ما يزعج المقربين منك بالإضافة لرغبتك بالحصول على تقديرهم.
لا أرى بأسا في مبدئك هذا على أن تجعل له حدود وهي شرع الله فتقبل كل ما هو حلال وتوقف وترفض كل ما هو حرام وهو إطار واضح وبسيط فكما يقول عليه الصلاة والسلام إن الحلال بين والحرام بين.