هكذا يتصورن أنفسهن: هشة، وهبلة، وأمورة!!
عندي أكثر من مشكلة, أولا ماليش هدف في الحياة, بدرس عمارة, بس أنا أحس أني أقل من كل زمايلي, مابيبقاش عندي دافع لأني أبذل مجهود وعلي طول في حرب نفسية بسبب إن القسم بتاعنا كله شغل وتسليمات والدفعة دحاحة جدا, وأنا حاسة إني ببذل مجهود كبير بس مش كافي لأني أتميز ومعنديش دافع بس ده بيجبلي إحباط,
أنا جبانة جدا وبخاف والقسم عاوز جرأة عشان الإبداع وكده, وأنا دايما مش واثقة من اللي بعمله, مابقتش بركز في المحاضرات مع إن أنا كنت في إعدادي وأولى تركيزي حلو أوي وبتواصل فكريا مع الدكتور أو المعيد اللي بيشرح كويس...
بحس بالتعب والملل بسرعة وقسمنا عاوز صبر وكتير بدخل في حالات اكتئاب لأن الدراسة مسيطرة عليّ وبتوقع دايما أني هسقط أو هشيل مواد بس بجيب جيد, وبقول أني كنت أستحق أخش تجارة أو آداب,
في مشكله فظيييييييعة وهي لما بيكون عندنا مناقشة أو بريزنتيشن بكون متوترة جدا جدا وبجد ببقى في حالة صعبة وبخاف أغلط قدام صحابي وبتلعثم في الكلام ومش بكمل المناقشة, ازاي أرفع من ثقتي في نفسي؟؟؟؟
عندي مشكلة كمان إني أنا والحمد لله قمورة جدا بس بحس إن كل الناس بتعاملني علي حسب شكلي بس أنا بيعرفوني كويس بيفقدوا الاهتمام أو بيكرهوني حتى, ماعنديش ثقة في حد وتقريبا ماعنديش غير صاحبة واحدة وساعات بشك فيها وفي نيتها وأنها بتغير مني, كنت صاحبة بنت كويسة ومؤدبة بس ماستحملتش إنها أحسن مني في حاجات أو تقريبا أنا باجي علي الطيبين واتخانقت معاها وقاطعتها من غير سبب مقنع, مجرد شك في نيتها وإحساس أنها مش بتحبني وإحساسي بالفشل في أني أعمل علاقة قوية بحد,
طبعا ولاد كتير جدا بيقعدوا يسبلوا لي وأنا بحس إن أنا بنسبالهم شكل جميل, في ناس فعلا قالوا لي أنهم بيحبوني بس أنا ماحبتش حد وبحس أنهم لو عرفوني وقربوا مني الحب ده هيروح تقريبا عشان كده مش بخلي حد يقرب لي غير إن أنا أصلا مشاعري باردة تجاه كل الناس, وساعات أعجب بشباب وكثير كمان بس الإعجاب بيفتر بعد فترة قليلة...
اكتر حاجة تعباني بجد أني مفتقدة الحب في حياتي بحس إني بضيع فرص كويسة جدا وناس محترمين وكويسين, وأني هفضل طول عمري من غير حب, الموضوع ده قاتلني بجد, علاقتي بربنا بقيت هشه أوي أنا أحاول أحافظ علي فروض الصلاة عشان ماحسش بالذنب, بس ساعات بحس أن مافيش أي تواصل بيني وبين ربنا, أنا تحجبت من سنة تقريبا ودلوقتي شاكة في الحجاب وفرضيته لأن مافيش في القرآن آية محددة بتوصف زي البنت بالتفصيل فالموضوع نسبي أو إن الشعر لازم يتغطي.
حاسة أني بقيت أقرب للفسوق من الإيمان... بجد نفسي ألاقي نفسي وأحس بسلام داخلي, شخصيتي تقريبا مافيش وبحس أني هبلة جدا, ورخمة وعصبية وكتير متناقضة ومزاجي وحش,
يا رب تساعدوني مع إن أنا حاسة أن مافيش أمل, أنا بعت قبل كده ورديتم مشكورين بس بصراحة ماقدرتش أحدد المغزى من الرد هل لأني غبية مش عارفة, بس مافهمتش هو تحليل ولا تشجيع ولا إشارة لأن ده قدري في الحياة.
أنا طولت أوي أرجو أن يتسع صدر حضرتكم لرسالتي وأن تساعدونني لله لعل الله يجعلكم سببا في هدايتي أو إزالة الغشاوة الكئيبة من على عيني أو إرشادي إلى طريق الصواب الذي انحرفت عنه.
شكرا
29/03/2012
رد المستشار
الابنة المسترشدة:
لم أعثر على رسالتك السابقة، وكان مهما أن تدلينا عليها لأعرف كيف تصفين، وتتصورين حياتك، وماذا تعتقدينه مشكلاتك؟!!
أبدأ بالمقطع الأول من رسالتك:
تتحدثين عن خليط من عدم الثقة، أو ضعف الثقة بالنفس لدرجة قد تصل إلى الرهاب الاجتماعي، وأعتقد أن لدينا إجابات، وربما مقالات تعرضت، لموضوع الرهاب الاجتماعي:
نفسي عصابي رهاب اجتماعي Social Phobia
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
وهذه المسألة قد تحتاج إلى مراجعة طبيب متخصص إذا لم تستطيعي التغلب عليها بكثرة التعرض والاحتكاك، وتكرار التدريب على مواجهة الناس، ويمكن عمل هذا بأشكال مختلفة حسب الأنشطة التي تمارسينها، وإن كان لا يبدو من رسالتك أنك تمارسين أية أنشطة؟! وهي آفة شائعة جدا!!!
شعورك بالملل والتعب والخمول، وما تسمينه حالات اكتئاب، ربما يكون بسبب عدم فهمك لبعض ما تدرسين، وهو ناتج منطقي لعدم تركيزك أثناء المحاضرات، وربما عدم بذل مجهود كافي في تحصيل المراد تحصيله من مواد دراسية!!!
غياب الهدف والدافع أيضا هو ناتج عن ضعف الخبرة والاحتكاك، والحركة في دروب الحياة، وأنشطتها سواءا المتعلقة بالتخصص، أو خارج التخصص!!!
في المقطعين التاليين انتقلت إلى مسألة الشكل الذي يبدو أنه يشغلك عن أشياء أخرى أهم!!!
فبدلا من التركيز في نضجك الشخصي، ونموك النفسي والروحي والاجتماعي، وهو ما يحصل نتيجة القبول بالجديد من التجارب والنشطة والمشاعر والأفكار، يبدو أنك تدورين كثيرا في متاهة (أنا أمورة)، ويا ترى الناس بيحبوني عشان شكلي؟!! ولا أدري كيف يعرف أحد أحدا إلا عبر التفاعل الاجتماعي المشترك في فعاليات، وحوارات، وأعمال في الدراسة، وخارجها!!!
وإذا كانت الدراسة عندك متعثرة.. كيف سيعرفك أحد على حقيقتك، أو كيف يتجاوز من يتعامل معك عتبة الشكل الخارجي، ولا أحد يرى منك غيره؟!!! إنه نفس الفخ الذي تقع فيه كثيرات بالعزلة عن الحركة الاجتماعية ولا أدري أيضا كيف يمكن أن يصادف الإنسان الحب الذي تفتقدينه؟!!
هل يقع الحب من السماء؟! أم يخرج من شقوق الجدران، أو من الأرض مثل الزرع؟!! في الحقيقة.. الحب الحقيقي هو شيء يأتي بعد، ويترتب على تعارف وتواصل واحتكاك في أعمال أو أنشطة...إلخ!!!
هذا فضلا عما حاولت شرحه في استشارة حديثة، ومعذرة أنني لا أحب التكرار!! وبالمختصر تحتاجين أيضا مثل الملايين منا إلى فهم حقيقة أن الحب أصلا هو شيء داخلي يتحرك بداخلنا، خلقه الله فينا، ولكن الأغلبية الساحقة عطلت محركات ومنابع الحب الداخلي، والنتيجة هي محاولات البحث عنه مثل استجداء العقاقير أو المخدرات، وحتى في هذا السبيل أذكرك أنك تعيشين داخل غلاف علبة البسكويت، وتنتظرين الحب... إزاي؟! معرفشي!!!
تحتاجين إلى إعادة تشغيل محركات الحب المعطلة بداخلك، ولا يتسع المقام هنا حتى أشرح لك.. كيف؟!!
أبتسم الآن، وأنا أتأمل سطوركم التي تصلنا تصف كلمة من هنا، ولقطة من هناك، ولا أدري ما هو المطلوب منا بالضبط، حين أجد مثلا أن حياتك تحتاج إلى صياغة، ومراجعة، وتشغيل بعد تعطيل، هل متوقع أن أكتب لك خلاصة "إصلاح الحياة" في إجابة؟!!
من حسن حظك أنك ما تزالين صغيرة السن نسبيا، وربما تكونين أيضا حرة الحركة، وسيكون ممكنا أن تبحثي عن حياة إنسانية أفضل من ملل الشكل، وانعدام الثقة بالنفس، وبخاصة إن تخصصك شديد الجمال والثراء، وأنا شخصيا مهتم بالعمارة جدا، وكنت أتمنى أن أدرس عنها أكثر، وأحيانا أتصور أن معمار الفراغ هو تركيب، أو صياغة مركبة تحتاج إلى فن وإبداع مثل معمار النفوس، والأرواح، والعلاقة بينهما كبيرة، وعميقة للغاية!!!
هل أقول شيئا نافعا إذا نصحتك بالتعامل مع الدراسة على أنها رحلة شيقة وممتعة؟!! تمنيت أن تتابعي مثلا ما يتناثر هنا وهناك عن "العمارة الخضراء"، وعن "عمارة الفقراء"، وعن مشكلات كثيرة نعيشها بسبب العمارة، وحلول مبتكرة كثيرة تقدمها العمارة!!! تمنيت ألا تتركي كلمة واحدة تقابلك "دون فهم"!!!
اسألي وناقشي... احضري مؤتمرات، وأنشطة عن العمارة، اشتركي في مبادرات المعماريين من أجل وطن أفضل، وابحثي على اليوتيوب وغيره عن مقاطع تجعل من التعلم متعة، وساهمي في ترتيب مناسبات ولقاءات تساعد غيرك على هذا، وكثيرا من الهيئات يمكنها دعم هذا، لو حصل منك، وصدقيني: حين تكونين إنسانا حيا بحق، وحين تبذلين جهدا، ووقتا في البحث عن المعرفة، والانفتاح للجديد، والتواصل مع الكون... حينئذ ستجدين الله حقا، أو ستكتشفين أن نوره وحبه، وسلامه...بداخلك!!
التعليق: تذكرت بهذه الاستشارة سؤال طالبة بالصف الثاني الثانوي حضرت بالمسجد لأنها تحب الحديث معي فقالت:
"إيه رأيك أشتغل بعد الجامعة ولا لأ؟؟" فقلت لها أنت في معهد أزهري فماذا تحبين من الكليات؟ فقالت لا أعرف!! فتناقشنا حتى تضع أقدامها على طريق كيف تفكر وتختار وحقيقة تفاجأت أن عليها أن تختار..وأخرى تصف لي نفسها بأنها ليست لها صداقات ولا بتروح لا بتيجي كأنها عائشة داخل صندوق "عشان محترمة طبعآ" فقلت لها ماذا ستفعلين إذا اقتحم الهواء الصندوق الزجاجي الذي تعيشين فيه فانكسر وفرضت عليك مواجهة الحياة؟؟
وصاحبة الأستشارة تقول ليس في القرآن وصف للحجاب!!! مما يشغلني الآن هو محاولتي جاهدة بسط معنى التدين بشكل أكثر صدقا ومرونة وواقعية وشمولا وأقول لصاحبة الإستشارة: إن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها هي التي جعلت الكفار يسجدون حينما سمعوا الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن، فأنا متأكدة أن فطرتك السليمة ستخضع لأوامر الشرع وتدلك على الصواب بشرط أن يتفاعل قلبك مع الله تعالى في صلاتك وسماعك للقرآن وتأملك فى خلقه سبحانه وتعالى.