رهاب اجتماعي، عادة سرية... معاناة
إخواني...، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أردت في البداية أن أعبر لكم عن شكري وإعجابي بالعمل الذي تقومون به في موقعكم وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم ويضاعفه لكم. سأسرد عليكم بعضاً من تفاصيل حياتي والمشاكل التي أعاني منها، وأرجو أن تقرؤها بصدر رحب وأن تفيدوني بمشيئة الله: عندما كنت صغيرا كنت أحب أن ألبس ثياب الأنثى، وأن تعذبني أنثى (تعذيب نفسي أكثر منه جسدي) وهذا كان في فترة متقدمة جدا (منذ أن كنت في الخامسة) ومن ثم حدثت لي تجارب لوطية استمرت من السن العاشرة حتى السن الرابعة عشر مع أحد أقاربي ثم نفرت عنه، إلا أن هذه الرغبة لم تزل تماما إلا في السن العشرين عندما بدأت أحافظ على الصلاة. وكنت دائما ما أشعر بالذنب، الندم والحسرة لفعل ذلك.
أما قصتي مع العادة الخبيثة فقد بدأت منذ السن العاشرة تقريبا ومازلت أعاني منها إلى اليوم خاصة في السنين الأخيرة حيث أصبحت أمارسها 3 مرات أسبوعيا على أقل تقدير. حاولت مرارا التخلص منها ولكن دون جدوى وفي كل مرة أمارسها تنتابني حالة ندم وحرقة شديدة أصل فيها إلى مقت نفسي، وأشعر بالقهر من نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان، وأشعر أن الخيار ليس بيدي وكأنني مكره على ذلك...
بالإضافة إلى ذلك فإنه لي توجهات جنسية شاذة جدا تتمثل في أني أريد أن تسيطر علي المرأة وأن أكون خادمها، حتى أني أصبحت لا أصل إلى اللذة إلا بمشاهدة هذا النوع من الأفلام. وما زاد الطين بلة هو أني مصاب بنوع من الرهاب الاجتماعي، حيث أني أجد أحيانا صعوبة في التحدث إلى بعض الأشخاص ولا أستطيع النظر إليهم في أعينهم عندما يتحدثون إلي وأحس بأنني ضعيف وسخيف وتافه أمامهم، كما أني أعاني من صعوبة في التعرف على أصدقاء جدد حيث أخاف أن يجدوني مملا, وأخاف الاحتكاك جدا ولا أعرف كيف أتعامل بحكمة ولكن بالرغم من هذا كله أشعر في بعض الأحيان مع بعض الأشخاص المعينين بثقة تامة في النفس وأجدهم يحبون صحبتي ولكن مع الوقت أصبحت المواقف التي أشعر فيها بثقة في نفسي تتراجع.
ويجدر أن أذكر أيضا أني أظن أن العادة السرية هي سبب رئيسي وراء ذلك كله وقد أشعر أحيانا بتحسن طفيف في شخصيتي عندما أبتعد عن العادة السرية لفترة (أسبوع أو أسبوعين على أقصى تقدير) إلا أني أحمد الله على شيء وهو أنه وهبني ضميراً حياً، إذ أني كثيرا ما أفكر في أمري وأحدث نفسي دائما بتوبة نصوح، وأتوب دائما ثم أعود، إلا أن هذا الرهاب الاجتماعي أرهقني كثيرا وأتعبني من الناحية النفسية وكرهت نظرة الناس إلي حينما أكون ضعيفا أمامهم، وأعلم أن في داخلي قوة لا أعرف كيف أصل إليها.
وفي الأشهر الأخيرة أصبحت دائما ما أفكر في أنه يجب علي أن انتفض انتفاضة واحدة أتخلص بها من الميول الجنسية الغريبة ومن العادة السرية، وكثيرا ما أصبحت أفكر في حالي وأنه حان الوقت لأمحو ما قد سلف لعل الله يغفر لي ولعل ذلك من شأنه أن يخفف من حالة الخوف الاجتماعي التي أعاني منها.
أفكاري مشتتة جدا ولكن أرجو أن يكون المقصود وصلكم،
وأرجو أن ترشدوني كي تعود ميولي الجنسية ميولا عادية وكي يزول عني الرهاب الاجتماعي وأستعيد قوتي وثقتي في نفسي.
19/04/2012
رد المستشار
أخي العزيز، أشكرك على استعمالك الموقع.
هناك إطار واحد يمكن أن أضع فيه مشكلتك وهو أنك ضحية من ضحايا الاعتداء الجنسي أو السلوك الجنسي المرضي في الطفولة. بدأت هذه التجارب الجنسية في سن العاشرة والتي هي أفعال اعتداء جنسية على الأطفال، وهي في حقيقة الأمر استمرار لانعدام رعاية عائلية وتفكك المجموعة البشرية التي كنت تعيش فيها من جراء الجهل الاجتماعي.
لا أظن أن لك أي ارتباط صحي بأي فرد مقرب من أفراد العائلة ولذلك بدأ السلوك غير الطبيعي منذ عمر الخامسة. لذلك عليك أن تضع شخصيتك وذاتك البشرية ضمن هذا الإطار فقط وليس بإطار مرضي سببه العادة السرية والرهاب الاجتماعي والتوجه الجنسي المثلي.
إن النقاط الثلاث الأخيرة هي ليست أعراض مرضية نفسية ويجب الحديث عنها في حالة مثل حالتك كظواهر نفسية سلوكية وتعبيرا لما يلي:
1- ارتباك الهوية الذي لم تسنح لك الفرصة لاكتشافه إلى اليوم ولا تزال تبحث عنه هنا وهناك.
2- عدم وجود معنى للحياة والوجود.
فما يجب تصحيحه هو ارتباك الهوية والبحث عن معنى الحياة والوجود بعد أن تدرك أن الفرصة لم تسنح لك إلى الآن لحمل هوية شخصية خاصة بك. متى ما وجدت الهوية يصبح اكتشاف معنى الوجود بسيط للغاية.
رغم الكلام أعلاه فإن الإنسان الذي هو ضحية جهل وفساد عائلي واجتماعي مبكر، طالما ينتبه ويستوعب السلوك الغير طبيعي في شخصيته ويبدأ بعملية تصحيح قد تستغرق سنوات. تبدأ عملية التصحيح هذه في أي عمر وبما أنك لا تزال في مقتبل العمر فإن فرصة التصحيح والتطور كبيرة وفي متناول اليد.
يتحدث علم النفس دوماً بان الذات البشرية تسعى دوماً لحماية نفسها من الغرائز وخاصة الغريزة الجنسية. غير أن الذات البشرية لها وظائف أخرى غير الوظائف الدفاعية تتعلق بتفاعلها مع المحيط الخارجي الخالي من الصراعات النفسية. بعبارة أخرى الذات البشرية لها:
1- وظيفة دفاعية ضد الغرائز إطارها ومحتواها صراعات نفسية وغياب الرعاية الصحية النفسية منذ الطفولة.
2- وظيفة غير دفاعية تتفاعل مع المحيط الخارجي الخالي من الصراعات.
على ضوء ذلك لا بد من الانتباه إلى الصراعات المدمرة التي تعبث بك بدون وعي منك. تحدثت أن الابتعاد عن العادة السرية يساعدك على الشعور بالارتياح ولكنه لم يحسم بعد ارتباك التوجه الجنسي والرهاب الاجتماعي.
الرهاب الاجتماعي سببه هو ارتباك التوجه الجنسي. انتبه إلى هذا الأمر الأخير وحاول أن توسع من شبكة اتصالاتك الاجتماعية دون دس الغريزة الجنسية فيها بين الحين والأخر. لا أنكر بأني لا أظن أن توجهك الجنسي مثلي تماماً وإلا ما كتبت هذه الرسالة وإنما هو ظاهرة للارتباك الشخصي الناتج عن انحراف واعتداء جنسي في الطفولة.
بعدها تنتبه إلى محيطك لتطوير وظائف الذات البشرية الغير دفاعية. الحديث عن هذه الوظائف لا نهاية له ولكن يمكن حصره بما يلي:
1- التفكير: ويشمل ذلك البحث عن توسيع ثقافتك في شتى الأمور.
2- التعليم: لا تزال في بداية العقد الثالث من العمر ويجب أن تحرص على مواصلة التعليم.
3- الانتباه إلى الاحتياجات الفردية الناقصة مثل: العناية الصحية، الرياضة، وتنظيم الإيقاع اليومي للحياة.
4- السيطرة على الاندفاعات بكل أنواعها.
5- دراسة واستيعاب التجارب الواقعية.
6- لديك توجه روحي ديني ربما سيعينك لو تمسكت به وبدون تطرف.
في نهاية الأمر يحتاج كل إنسان إلى دعم وربما الحديث والاستماع لإرشاد رجل وامرأة ثقة لا علاقة جنسية تربطك بهم سيساعدك على تجاوز الأزمة.
ومن الله التوفيق.