أفكار تليها أفكار
السلام عليكم؛ أنا طالب في طب أسنان أعاني من أفكار تسلطية منذ امتحانات الثانوية العامة، قبل امتحان الثانوية العامة بيومين أحسست بضغط وتوتر وانقلب إلى خوف شديد من قراءة أي كلمة لدرجة أني أحسست برهبة شديدة كلما أرى أي كلمة في كتاب أو يافطة أو أي كلمة في الشارع.
ذهبت إلى طبيب نفسي وقال لي أني مصاب بوسواس قهري أخذت العلاج ولكن لم يعطي لي فائدة وانقطعت عنه ثم قرأت عن علاج الوسواس سلوكيا واتبعت ذلك وتعرضت اكثر للقراءة وانتهى بالفعل الأفكار الوسواسية من عندي.
لكن للأسف رجعت لي أفكارا أخرى هذه الأيام بدأت بسفر صاحبي لأمريكا وبدأ طموحي أن أذاكر معادلة لكي أستقر هناك مع صاحبي وفجأة جاءت لي وساوس بأني سأكون منحلا وأعيش في بيئة منحلة وأن أولادي سيتربون تربية سيئة هنا وكلما أحاول أن لا أبالي بهذه الأفكار بأن أكلم صديقي عديد المرات تأتي إلى وسواس أني أهتم بالفكرة الوسواسية وعندما أمتنع عن الكلام معه تأتي فكرة لي بأني خائف أكلمه.
ثم انتقلت هذه الفكرة إلى الفكرة القديمة وهي الخوف من أي كلمة أقرؤها ثم وسواس بأني عديم الهدف فاشتريت كتاب عن التنمية البشرية جاء لي وسواس بأني أقاوم الفكرة وأحسست بقلق شديد، حدث خلط في ذهني شديد فحينما تأتي أفكار تسلطية وأتعرض للشيء الذي يقلقني هذا يعني أني أهتم بها.
ساعدوني أرجوكم
لأن الأفكار تتزاحم عندي ولا أجد مفرا
31/3/2012
رد المستشار
أخي العزيز، أشكرك على استعمالك الموقع.
من قراءة رسالتك يمكن الاستنتاج بأنك تعاني من أفكار محتواها القلق والخوف والاكتئاب. من الناحية الطبنفسية تكون مهمة الطبيب وضع هذه الأفكار في إطارها العلمي.
1- لا يمكن القول بأنها أفكار طبيعية متوازية مع ظروفك الاجتماعية وإلا ما اشتكيت منها.
2- أفكار مثل الهواجس أو الوسواس . قد يكون سبب هذه الأفكار ما يلي:
أولاً: القلق العام ويصاحب ذلك أعراض قلق متعددة مثل زيادة في عدد ضربات القلب، صداع، رعشة في اليدين وغير ذلك.
ثانياً: الاكتئاب: يصاحبه اضطراب في النوم، قلة الشهية، فقدان الوزن، واليأس.
ثالثاً: الوسواس القهري: يتميز بادراك المريض بتفاهة الأفكار، مقاومتها، والشعور بالقلق منها، وعدم مطابقتها لشخصية المريض. يصاحب ذلك انشغال المريض بأداء بعض الطقوس للتخلص منها.
3- أفكار ذهانية: وتتميز بأن المريض يؤمن بها بشدة وتتعارض مع ما هو مألوف اجتماعيا.
في حالتك الإطار الوحيد الذي يمكن وضع الأفكار التي تحدثت عنها هو الثاني. هناك فترة زمنية أظنها خمسة سنوات بين النوبة الأولى والثانية. في بداية الامر كان هناك الاختبارات والآن فراق صديق عزيز عليك. رغم أن الأفكار هي من الهواجس أو الوسواس أو إن شئت تسميها تسلطية ولكن مثل هذا التاريخ المرضي يشير إلى الاكتئاب يصاحبه أعراض من القلق والوسواس.
نصيحتي إليك ما يلي:
1- إن أمكن تراجع طبيبا نفسانيا ليشرف على العلاج.
2- أفضل استعمال عقار مضاد للاكتئاب في حالتك ولديك عدة اختيارات:
أولاً السيترالين Sertraline بجرعات من 50 – 200 مغم يومياً.
ثانياً: إذا كان القلق شديدا فلا بأس بالديازيبام Diazepam لمدة ستة أسابيع بجرعات من 2 – 5 مغم ثلاثة مرات في اليوم ولفترة لا تزيد على 8 أسابيع.
ثالثاً إذا كانت الأفكار شديدة في تأثيرها عليك فلا بأس من عقار مثل الأميسلبرايد Amisulipride بجرعة 50 -100 مغم يومياً.
3- العلاج النفسي: يعتمد ذلك على الحالة وبصراحة قد يلجأ إليه المريض ويفضله ضارباً عرض الحائط الاختيار الثاني. ليس هناك بد من استعمال العلاج المعرفي السلوكي. يمكنك تحميل برنامج لمثل هذا العلاج عبر مواقع إلكترونية مثل موقع معرفي www.cbtarabia.com ويمكنك أن تعمله بنفسك لمدة 40 دقيقة كل ثلاثة أيام. ترى هذه البرامج تشبه المفكرة وفيها ثلاثة حقول رئيسية:
1- حقل ما الذي حدث
2- العواطف
3- تحدي الأفكار.
يمكن أن تبحث عنها تحت اسم: CBT أو CBT Pad .
ومن الله التوفيق.