امرأة........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الأطباء المحترمين في موقع مجانين، تحية طيبة وبعد....؛
لدي حالة خاصة كثيرا تتعلق بصديقة غالية، وقد صارحتني بظروفها التي مرت بها حتى اليوم وأرجو إفادتي من قبلكم بتنويري: كيف أكون مفيدا لها وسندا يدعمها، علماً أن علاقتنا لا تتعدى الصداقة أبدا.
تلخيص لظروف الحالة:
1- صديقتي بعمر 24 سنة
2- حباها الله بقدر هائل من الجمال الشكلي
3- الأب ترك المنزل وهي في المرحلة الإعدادية واضطرت الأم لإخراجها من المدرسة
4- هي وحيدة ولديها أربع أخوة ذكور وأخوها الأكبر قام بضربها عدة مرات
5- الأخ الأكبر مدلل من قبل أمّه تحديدا والذكور البقية مدللين ولكن بقدر أقل
6- السند العاطفي معدوم من كل أطراف العائلة حتى أقارب الأب والأم
7- استقلت عن بيت أهلها وسكنت بعيدا عنهم وهي في عمر 17 عاما
8- لم تدرك درجة جمالها أو تعي جمال صورتها حتى بلغت 18 عاما. إذ لم يلمح أحد في حياتها ولو تلميح عن أنها جميلة أو حسناء
9- تنقلت في عدة أعمال كبائعة أو ما شابه للحصول على دخل وقد ساعدت إخوتها رغم كل شيء من الناحية المادية ولفترة طويلة
10- ذهبت إلى لبنان والأردن وحتى اليمن بحثا عن عمل وتعرضت لكثير من المضايقات
11- تعرضت للاغتصاب خلال وجودها في اليمن
12- بعد فترة حوالي سبعة أشهر من حادثة الاغتصاب حاولت التصالح مع الواقع، ومرت بعدها بأربع تجارب مع شباب تعمقت إلى درجة ممارسة الحب
13- لم تستطع أن تحب أحدا منهم، وتقول هي: أنها كانت تبحث عن سند عاطفي ومعنوي لكنها لم توفق!!! مع العلم أنها لا تمارس دور اللعوب نهائيا
14- انتقلت إلى الإمارات ولاحقها الكثيرون من الشباب ولم يهتم أحد منهم بدواخل شخصيتها ومشاكلها بل الكل يحاول إغواءها وغالبا بطرق غبية وسطحية أيضا
15- تصر هذه الصبية على ارتداء اللباس الذي يكشف جسمها كثيرا وتصر على ذلك
16- تجادل بشدة وكما لو أنها عالمة بالكثير من القضايا (تجيد الثرثرة) ولا تعطي المجال للنقاش أو الحوار
17- تفكر كثيرا بعدم جدوى الحياة لأنها غير قادرة على عمل أي شيء للظلم الحاصل في سوريا مثلاً (نحن سوريين كلانا) ولكنها لا تظهر بمظهر المكتئبة
18- تضحك كثيرا وأحيانا قد يكون الضحك هستيريا (بدرجة خفيفة)
19- صرّحت لي بأن لديها مرضاً نفسياً نادر الحدوث يحصل نتيجة الظروف الطفولية التعيسة، ولم يكن له علاج في الماضي (حسب قولها) ولكن أصبح مرضا قابلا للعلاج
ويتلخص المرض في رغبتها بالجلوس منفردة وعدم الرغبة أبدا بالاتصال أو الحديث مع أي شخص
20 - تمارس العادة السرية (دون خيالات أو رغبة بشخص معين - ذكر أو فتاة)- وغالبا ما تمارسها قبل النوم رغبة في الاسترخاء والنوم
ما أعلمه -حسب درجة ثقافتي- أن الفتاة بحاجة للدعم العاطفي والإنصات وتحمل عيوبها وانفعالاتها، ولكن أرجو الإفادة ما الذي يمكن أن أفعله أكثر للمساعدة.
شكرا لجهودكم وإنسانيتكم.
5/4/2012
رد المستشار
أخي العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
إن الآنسة التي تطرقت إلى سيرتها الشخصية يمكن إطلاق تعبير شائع الاستعمال في الغرب وهي امرأة ذات مواهب متعددة Resourceful Woman هذا التعبير أو المصطلح تراه يستعمل في المديح عن المرأة وليس ذماً لها. في العربية أحياناً نستعمل تعبير الداهية، ولكن هذا التعبير يحمل في داخله إشارة إلى صفة سلبية.
في حقيقة الأمر ليس هناك في سيرتها الشخصية ما يشير إلى أنها بمصابة بأي مرض نفسي من بعيد أو قريب. إن رغبتها في اعتزال الناس بين الحين والآخر وممارسة العادة السرية قبل النوم لا يعني أنها مصابة بمرض نفسي. كل إنسان في حاجة إلى أن يخلو بنفسه بعيداً عن مضايقات الناس ومصاعب الحياة. أما ممارسة العادة السرية فهو ليس بالأمر غير مألوف عند النساء ولا يعني أن المرأة لها صفات شخصية مرضية. إن تصريحها بهذا الأمر ربما يعكس جانباً من شخصيتها وهي رغبتها في تحدي Challenging الآخرين والدنيا بأسرها. إن صفة التحدي في شخصيتها واضحة من خلال ما أشرت إليه في ملبسها، جدالها، ميلها إلى الضحك، وتحديها لك بالكشف عن خصوصياتها.
تعرضت للإهانة من الأخ الأكبر في طفولتها وتركت البيت في عمر المراهقة وتنقلت من دولة إلى أخرى ولم تتوقف عن العمل. هذه الحقائق تؤكد أن تركيبة شخصيتها ليست بالمرضية، وسيرتها لا تختلف عن سيرة فتاة غربية تقرر أن تشق طريقها في ملاعب الحياة بعيدة عن بيت الأهل. من خلال السطور نجحت في ذلك.
تعرضت للاغتصاب وتجاوزت الصدمة ولكنها فشلت في العثور على الحب. لا أظن أن ما تحدثت عنه يمكن وصفه بالتهور بكل معنى الكلمة. يستعمل الطب النفسي أحياناً مصطلح الطموحات النرجسية Narcissistic Aspirations في الحديث عن سيرة الإنسان في هذه الحياة، وتلبية هذه الطموحات في عالمنا هذا ليس بالأمر السهل ولا أظن أنها نجحت في تلبية أي من هذه الطموحات. هذه الطموحات النرجسية هي:
1- القدرة على أن تحب To Love .
2- العثور على من يحبك To be Loved .
3- الشعور بالأمن والقوة Power .
هذه الطموحات التي لم يتم تلبيتها واضحة في رسالتك في الحديث عن الشبان الذي يتتبعونها وعدم ثقتها بهم، وبحثها عن من يسندها.
لا تزال الآنسة في مقتبل العمر وهي على درجة من الذكاء والموهبة تساعدها على شق طريقها في الحياة والعثور على من يحبها بصدق ويحميها من عواصف الدنيا وتحميه هي كذلك من مصائب الحياة. ومن الله التوفيق.