أحلام لا تجعلني أنام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا عندي 16سنة، قلوقة جدا جدا جدا، من ناحية الذاكرة أبكي لو نقصت درجات في نهاية العام الدراسي.
أنا أود أن أتخلص من هذا. وشيء آخر أنا تأتيني أحلام بالليل تسيطر علي ولا أعرف أن أتمالك نفسي. مثلا أن أفتح عيني أو أتخيل أن صوتي غير مسموع من أختي، أو أتخيل أن الشخص يقف أمامي، وفي الصباح أجدها أختي وأتخيل أنه يمسكني وكل هذه تنتهي من عندي عند أذان الفجر وحتى يسيطر على دموعي لا أستطيع أن أبكي وكل أحلامي هكذا أو أن أحلم أن أحدا يقتلني بالسكين في كتفي الأيمن.
في كل وقتي أعمل مواقف حزينة، فرحة أتعامل مع الاثنين وأتكلم أنا أريد أن أتخلص منه لأنها تأخذ وقتي.
أريد أن أسأل حضراتكم سؤال أنا أريد أن أصبح دكتورة نفسية ما المقومات التي تجعلني أقول أن هذا الاختيار مناسب لي وهل العمل فيه موجود
وشكرا جزيلا.
27/04/2012
رد المستشار
ترجعني دائما، وتتكرر في ذهني فكرة أن ننظم دروسا في اللغة العربية، لأن العلاقة وثيقة جدا بين اللغة والتفكير، وما نطلع عليه من لغة رسائلكم يكشف ويخيف، وكما أن إصلاح التفكير يؤدي إلى إصلاح اللغة، فإن إصلاح اللغة أساس من أسس إصلاح التفكير!!!
العرب عامة، والمصريون خاصة يستخدمون لغة مفككة مشوشة، "مضروبة بالنار"!!
وهم لم يتعلموا كيف يتكلمون، ولا كيف يفكرون بالتالي (بشكل سليم)، وهذا مما يجعل التواصل بينهم صعبا ومتعثرا، وأحيانا شبه مستحيل... ما علينا!!!
فقط أرجو منكم مراجعة ما ترسلونه إلينا من سطور، وضبطها إملائيا، ومن حيث وضع الفواصل، والتنقيط الصحيح، حتى نفهمكم أفضل!!!
سأتصور أنك تشتكين من قلق عام ومستمر، وكوابيس مزعجة، وأحلام يقظة؟!! وهذا يؤثر على تركيزك، وسلامك النفسي؟!! غالبا ما يتكفل أهلونا من وقت مبكر بزرع المخاوف، وأسباب القلق، والارتباك في نفوس الأبناء، والبنات أكثر!!!
والتعافي من هذه العلل يحتاج إلى تدريب مستمر على تصحيح الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي ترسخت في الأذهان الطفولية البريئة، ونحن صغار، مثل الخوف من الأغراب، والخوف من الرجال مثلا، وأن الفتاة ضعيفة وهشة، وساذجة، وهبلة، وممكن أي حد يضحك عليها، أو يصطادها، أو يهاجمها، وأنه لن يكون أمامها من سبيل للدفاع عن نفسها عندئذ!!! إلى آخر الكثير من الخرافات!!!
مستوى آخر من المستويات المعتلة، وهو ما يتعلق بتعطيل استثمار وتشغيل الطاقات الإنسانية التي وهبنا الله لنا، وبخاصة في مرحلة تفجرها بسن المراهقة، وبدايات الشباب!!
طاقة المشاعر، والخيال، والإبداع، والحركة الجسمانية... كلها غير مستثمرة في أنشطة تنميها وتضبطها وتنضجها حتى ننمو ونتطور إنسانيا، ولكنها معطلة تماما في مجتمعات غبية لا تعرف شيئا عن أساسيات "خلقة ربنا"، وكيف تعمل، أو كيف يمكن أن نفهمها أو نمارسها بالأصول، وبما يعود علينا بالسعادة، والنفع!!
والنتيجة أحلام يقظة، وقلق مستمر، وكوابيس في المنام!!!
جف حلقي من التوصية بتربية رشيدة، وتشغيل الطاقات في أنشطة ممتعة ومفيدة، وتواصل اجتماعي محفز وملهم، وعلاج جذري للمعتقدات الدينية والاجتماعية الخاطئة، والمدمرة، والقاتلة للإنسانية فينا!! واستبدالها بأخرى هي الأصلية السليمة (الغائبة)!!
جف حلقي من الحث على إشاعة مهارات اجتماعية وإنسانية في التفكير والعلاقات!!
ولا أنوي أن أكرر هذا على مسامعك، وربما تحتاجين إلى زيارة إلى طبيب متخصص لاستشارته حول حالتك قبل أن تفكري أن تكوني متخصصة في نفس المجال!!