السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا شاب متزوج ولي طفلان وزوجتي متدينة ولله الحمد وأعيش في قلق نفسي من بعد الزواج بسنة أصبت بحالة نفسية من الاكتئاب والقلق والخوف الاجتماعي والعزلة والشك والتردد والبرود الجنسي وكرهت الدنيا وكرهت زوجتي، بعدها تعرفت على صديق وجرني إلى المخدرات الحشيش والحبوب فعندما أستعملها أشعر بالنشوة ولا أخاف وأكون اجتماعيا وأبدع في حياتي العملية والزوجية ولكن زادت حالتي سواء فصرت أخاف كثيرا ومتردد وغير اجتماعي وقلق، وقد راجعت أطباء نفسيين وأيضا مشايخ الرقيا وقد قالوا لي أنك مصاب بسحر أو عين وما زلت أتعالج وقد بدأت علاجي النفسي سنة 2009 م وإلى الآن ما زالت الأعراض عندي ولكن قلت مع العلاج النفسي.
وصادف فترة علاجي تغير الأطباء فقد راجعت أربعة أطباء فالأول وصف لي سيروكسات حبتين يوميا وقد ارتحت له وناسبني ولم يسبب آثارا جانبية وسافر الدكتور لبلده لقضاء إجازة وقد انتظرته لأكثر من شهر ولكنه لم يرجع، وبعدها انتقلت لطبيب آخر وقال أن هذا العلاج لا يناسب حالتك ووصف لي بروزاك حبة صباحا وارتحت لهذا العلاج ولكن ظهرت له آثار جانبية وهي التبلد الجنسي وانعدام الرغبة وكنت أتناول معه دواء الأدرينالين حبة مساء.
بعدها قام الدكتور بتغيير البروزاك لتوفرانيل ست حبات يوميا ولكن كان تأثيره بطيئا وفجأة قدم الدكتور استقالته، وأتى طبيب آخر واستمريت على نفس العلاج وهذا الدكتور أيضا لم يطول لأكثر من شهر وجاءت طبيبة مصرية واستمرت على نفس العلاج ولكن مع زيادة جرعة الأدرينالين إلى حبتين مساء وفي هذه الفترة رجعت للحشيش والحبوب وزاد عندي القلق والخوف والارتباك والعزلة وحقيقة لم أصارح الدكتورة بتناولي المخدرات خوفا من الفضيحة وزادت حالتي سواء، وأخبرت الدكتورة أن هذا الدواء سبب لي الخوف والعزلة
فقالت أنه من آثاره الجانبية وغيرت لي العلاج إلى زيروكات وإلى الآن لم أستعمله، وقالت لي سوف نقلل الجرعة للتوفرانيل إلى أربع حبات لمدة 5 أيام ثم حبتين لمدة 5 أيام بعدها ننتقل للسيروكات نص حبة لمدة 5 أيام ثم حبة واحدة بعدها.
30/4/2012
رد المستشار
الأخ العزيز "راشد"، أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك، تبدو خلطة الاكتئاب والقلق واضحة في إفادتك ربما من سطورها الأولى.... وكثيرون هم من يسقطون في فخ العقاقير نفسانية التأثير من الأنواع المخدرة التي تسبب الإدمان... بسبب أعراض القلق والاكتئاب أو أيهما حين تترك دون تشخيص ودون علاج.
فانزلقت إلى فخ الحشيش والمنبهات وأصبحت تستحسن التعامل مع الآخرين وأنت تحت تأثيرها... بل تظن نفسك تبدع في الحياة العملية بسبب ذلك، والحقيقة أنه بسبب زوال القلق والاكتئاب، وما تأثير المخدرات والمنشطات في أحسن الأحوال إلا إزالة بعض القلق والاكتئاب مما يجعلك أكثر انطلاقا ومرونة في التعامل مع الآخرين، إلا أن الثمن الذي تدفعه في ذلك باهظ فضلا عن أنه حرام ورسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يقول: "عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام" رواه أبو داوود.
معنى ما سبق هو أن عليك أن تتوقف عن تعاطي ما يضرك على المدى الطويل بلا جدال فضلا عن كونه يعطيك تأثيرا كاذبا بأنك أفضل... وإن هي إلا برهة حتى تكتشف أن حالك يسوء مع الوقت، وبالتالي فإن عليك إخبار طبيبك المعالج بحقيقة انتكاستك الأخيرة لتساعدك على الإقلاع ونسأل الله أن يكون الأخير بلا رجعة إن شاء الله.
ما هو مهم بالفعل في سطورك ولك السبق في سطره على صفحات الإنترنت ربما دون أن تدري فهو ما أسميه أنا ضرار المريض العربي Arabic Patient Abuse فليس ما تعرضت له خلال رحلة مرضك هو فقط أن شخصك بعض الرقاة بأنك معيون أو مسحور ولم يفدك العلاج الديني في ذلك فانتظرت التحسن مع العقاقير النفسية التي وصفها الأطباء، ليس ذلك فقط وإنما هناك ضرار من نوع آخر يقوم به النظام الطبي مع الأسف.
تغير الأطباء النفسانيين عليك والذي لا ذنب لك فيه هو نتيجة خلل أكيد في النظام الطبي، قد يكونُ التغير مقبولا مرةً لكن أربعة مرات أو أكثر هو بصراحة خلل أكبر مما ينبغي أن يكون، فلماذا لا يستمر الطبيب النفسي في عمله ومناجزة مرضاه؟ أضف إلى ذلك أن ما يظهر من حكايتك عن الزميل الطبيب النفسي رقم 2 ليس يدل على إحسانه مناجزة حالة مريضه، لسبب بسيط هو أن تغييره لعقَّارٍ لم تشتكِ أنت منه لم يكن لصالحك إطلاقا –لأن كلا العقَّارين من مجموعة واحدة هي مجموعة الم.ا.س.ا وبالتالي فلا يصح أن يقال لك أن الأول ليس علاجا لحالتك بينما الثاني هو العلاج الأنجع... فحقيقة الأمر أنه لا فرق بين العقَّارين إلا من ناحية الآثار الجانبية وقد قلت بالحرف الواحد واصفا استجابتك للعقَّار الأول: (وقد ارتحت له وناسبني ولم يسبب آثارا جانبية)...... إذن أخطأ في حقك هذا الطبيب النفساني –والله أعلم- خاصة وأنك عانيت من الآثار الجانبية الجنسية للعقَّار الثاني الذي وصفه هو لك.
هذا في حكايتك وغيره يجعلنا نتساءل: أين حقوق المريض العربي، ونأمل أن يوفق الله القائمين على مؤسساتنا الطبية لضمان الاستمرارية بأسلوب صحيح في متابعة المرضى النفسيين،...... أصل بعد ذلك إلى الطبيبة النفسية الأخيرة والتي أراها عارفة ببواطن الأمور ومحقة في إعادتك إلى العقَّار الذي استرحت له فهذا هو المبدأ الصحيح في العلاج، فاستجب لما نصحتك به واستبدل العقار الذي أتعبك بالعقار الذي أراحك وبالتدريج كما وصفت لك جزاها الله خيرا، وأظنك يا أخي تقصر كثيرا في حق نفسك وأسرتك وأهلك ما لم تخبرها بانتكاستك الأخيرة وعودتك إلى التعاطي...
عليك إذن أن تخبرها بكل شيء، ونحن في انتظار متابعتك.