اكتئاب وخيالات جنسية في سن مبكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بداية أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري، عانيت منذ ما يزيد عن العامين من أفكار غريبة ووسواس بالإضافة إلى الاكتئاب، فتلقيت علاجا علي يد طبيب نفسي خلال حوالي عام ونصف العام وشفيت والحمد لله من تلك الأفكار غير المنطقية فتوقفت عن العلاج من تلقاء نفسي عندما استشعرت تحسنا، ولكن ما لبث الاكتئاب أن عاد إلي مرة أخرى ولكن بدون تلك الأفكار الغريبة والحمد لله، واشتد علي الأمر حين بدأت أتذكر أمرا كان يحدث بالماضي وربطه بشيء يحدث في الوقت الحاضر أو كان يحدث حتى وقت قريب؛
أما عن الأول فقد كان أن أمي كانت تداعبني أحيانا بأن تلمس صدري علي سبيل المزاح وكذلك كانت تفعل مع شقيقتي الكبرى، وأما عن الأخير فهو الخيالات الجنسية التي كانت تراودني منذ كنت في الخامسة تقريبا!! ولكن بشكل طفولي بالطبع واعتقدت ومازلت أعتقد في الواقع أن ما كانت تفعله أمي هو حتما السبب في تلك الخيالات خاصة وأن تركيزي في تلك الخيالات كان يتمحور حول منطقة الصدر ولأني أيضا قد قرأت على أحد المواقع الأجنبية أنه من الخطأ تماما لمس المناطق الحساسة لدى الأطفال ولو على سبيل المزاح لما يعرضهم لما أسموه بإدمان الجنس وعندما أخبرت طبيبي النفسي بأمر تلك الخيالات -والتي أستطيع القول أني قد تخلصت منها إلى الأبد الحمد لله- قال أنه لعلني رأيت والديّ في وضع ما مما جعلني أتخيل تلك الأمور فيما بعد.
أنا الآن أتبع علاجا للاكتئاب وصفه لي الطبيب وأشعر بتحسن الحمد لله، المشكلة هي أنني مازلت أشعر بأن أمي هي السبب ولا أدري إن كان هذا صحيحا أم لا، أما عن الخيالات نفسها فقد عقدت العزم على أن أتوقف عنها إلى الأبد بإذن الله.
هناك أمر آخر وهو أنني أشعر أحيانا بالخوف عند بدء المذاكرة وكنت عندما أتحمس لشيء ما وأفكر أنني سأجتهد به أو ما شابه أشعر بعدها بصداع يمنعني من تنفيذ ما نويته، فهل لذلك علاقة بالاكتئاب؟
وما الحل للمشكلتين السابق ذكرهما إذا تكرمتم؟
10/05/2012
رد المستشار
أختي العزيزة، شكراً على استعمالك الموقع.
لا يتوقف الإنسان طوال العمر عن البحث عن تفسير ومعنى لما يمر به، وهذا البحث أحياناً يتطور إلى تحليل نفسي ذاتي عند الإصابة بالاكتئاب. تطرقت في رسالتك إلى أفكار جنسية تراودك وهو أمر طبيعي للغاية في هذا العمر. ربما هذه الأفكار تتعارض مع القيم الشخصية الأخلاقية للفرد وعند ذاك يحاول ربطها بحوادث قديمة حيث يساعده ذلك بالتخلص من التنافر الفكري والعاطفي الذي يمر به. بعبارة أخرى كان من الصعب عليك القبول بهذه الأفكار الجنسية وبدون وعي منك تم ربطها بفكرة علمية عقلانية وهو أن ربما كان فعل الوالدة سبباً في هذه العواطف الجنسية.
هذه عملية دفاعية شائعة الاستعمال وخاصة عند المرور بأزمات نفسية وتدعى بالاستذهان أو العقلنة Intellectualization بصراحة هذا الذكريات ليس بالضرورة حقيقية وحتى إن كانت كذلك لا تفسر الاكتئاب ولا الأفكار الجنسية. أما ما تطرقت إليه عن تفسير في أحد المواقع فإن ذلك لا يستند إلى دليل علمي ولا غير علمي وهو تفسير لا يتقبله أي عامل في الصحة النفسية.
أما الصداع عند المذاكرة فمصدره القلق والضغط النفسي. حاولي تنظيم جدولك الزمني للمذاكرة وأن تكون ساعات المذاكرة بمعدل 8 ساعات في أيام العطل وقبل الامتحانات وبمعدل ثلاثة ساعات على الأقل في الأيام الأخرى. المذاكرة يجب أن تكون متواصلة لمدة 45 -50 دقيقة والتوقف لمدة 10 – 15 دقيقة. استمري في المذاكرة رغم الصداع وحاولي أحياناً المذاكرة أثناء المشي. الصداع أيام المذاكرة لا مفر منه ولكن لابد من إهماله. أنصحك بتجنب تناول العقاقير المهدئة في هذه الفترة. ومن الله التوفيق