ثناقطبي وسمات حدية! خطيبتي ولهفتها عليّ
في البداية أحب أذكر علاقتي مع خطيبتي، أنا خاطب بقالي سنة وأربع شهور وكنت أنا وخطيبتي متعلقين بعضنا ببعض بدرجة كبيرة جدا، لدرجة أنها دائما كانت تقول لي أنها لا تستطيع أن تعيش بدوني وأنها مستعدة لفعل أي شيء من أجلي وبالفعل كانت تفعل...... أحيانا كنت أشعر أنها غريبة الأطوار حيث يكون في تصرفاتها بعض الطيش وكنت دائم الجدال معها في تصرفاتها مثل حبها أن تمشي وحدها في فترة الليل وكنت أنهرها في مثل هذا خوفا عليها وكانت تحب المشي تحت الأمطار وكنت أستغرب ما تفعله فكانت تقول لي أنها تحب التصرف على أنها طفلة وكانت تقول لي أنها تريد تغيير اسمها وأنها لا تحب اسمها فكنت أقول لها أني أحبها كما هي ولا يفرق معي الاسم وكان اسمها عادي كان اسمها........؛
ثم بدأت في بعض الأحيان باضطراب في مزاجها وكنت أسألها ماذا بها تقول لي لا شيء، وبعد قليل سوف أصبح بخير وكنت أحاول دائما معرفة ما بها فكان الرد هو أني قوية وأحب أحل مشاكلي لوحدي بدون تدخل أحد، لدرجة أن في بعض الأحيان كنت أتشاجر معها من أجل معرفة ما يغضبها أو يحزنها.
وبعد فترة قمنا بعمل كتب الكتاب -أي عقدت عليها- وكنت على وشك السفر للعمل بالمملكة، بعدها بثلاث شهور وخلال هذه الفترة بدأت التقرب إليها وبدأت في أخذها بحضني وتقبيلها وكنت أحس أنها تشعر معي بسعادة كبيرة وكانت دائما تقول لي أريد أن أبقى في حضنك، وبعد شهر جاء عيد ميلادي فطلبت مني أن آتي إليها في مكان جامعتها وهي كانت تدرس في القاهرة وحدها ونحن من مدينة المنصورة، فطلبت مني أن آتي إليها وأقضي معها اليوم وأن أنام معها في إحدى الفنادق وقالت لي أنت أصبحت زوجي وكل ما أريده أن أنام في حضنك.
بصراحة رفضت خوفا مما قد يحدث في هذه الليلة، ولكنها أكدت لي أنها تستطيع أن تسيطر على زمام الأمور، لكني رفضت وبعدها قالت لي أنا كنت أعلم أنك سترفض، وأن هذا اليوم لن يحدث، أحست بعدها بضيق وأعترف أنا أيضا كنت أتمنى أن أقضي معها اليوم، فقلت لها أن هذا اليوم سوف يحدث قبل سفري إن شاء الله وبالفعل التقينا وكان يوما جيدا ونمنا معا وبعدها بيومين كررت نفس اليوم لأنه كان قبل سفري بيوم، وفي هذا اليوم نمنا معا وبدأت بمداعبتها ووصلت للإثارة وطلبت مني أن أجامعها لكني رفضت خوفا من ما قد يحدث وخوفا عليها، وبعد ذلك بيوم سألتني لماذا رفضت طلبي، قلت لها بكل صراحة أنا بحبك أوي لدرجة أني بخاف عليك وأنا مسافر وخايف ممكن يحصل لي حاجة لا قدر الله وتكوني أنت الضحية حيث لا تكونين عذراء وبدون زواج فقالت لي أنها لن تتزوج بعدي أصلا إذا حدث لي مكروه واستمرت علاقتنا ببعض جيدة وكانت تقول لي أنها تحتاجني بجانبها وتحبني وأني وحشتها جدااا، وقالت لي قبل السفر مباشرة ممكن ماتسافرش وخليك نسافر سوى بعد ما نتزوج لأنها لا تريد أن تفارقني فقلت لها أنها فرصة وأنها فقط ست أشهر حتى أعود إليها لنتزوج.
وبعد سفري وجدتها تشغل نفسها في عملها بطريقة كبيرة لدرجة أني قلت لها أني أحس أنها ليست معي وكنت أتشاجر معها بسبب ذلك فكان الرد أنها تشغل نفسها في العمل حتى تستطيع أن تقضي الوقت ولا تفكر في لأنها لا تقوى على بعدي، وبعد فتره تغير مزاجها وبدأت تقول لي أنها تحس أنها تدفع ثمن ذنب أشخاص آخرين وقالت لي أن شخصا ما حاول التحرش بها وهي صغيره وأنها رأت خيانة بعينها وهي صغيرة وهذه الخيانة كانت للرموز في حياتها خالها ووالدها ولكني لم أستطيع أن أستوضح منها، وبعد فتره بدأ حالها يتغير وقالت لي أنها مترددة وخائفة فنهرتها وقلت لها لماذا أنت خائفة وما سبب ترددك، قالت أن موعد الزفاف قد اقترب وأنها تخاف من تحمل المسؤولية وبدأت أحس أني أتعامل مع شخص ثاني، وبدأت تقول لي أنها تحتاج إلى وقت حتى تعيد تقييم علاقتنا، وبدأت أتحدث مع والدتها لمعرفة ما الخطب فقالت لي والدتها أنها لم تنم من أسبوعين، ثم ذهبت بها إلى طبيب نفسي وهنا كانت الصدمة حيث أنها مصابه باضطراب وجداني ثنائي القطب من النوع 2، بالإضافة إلى وجود بعض سمات الشخصية الحدية.
وهي حاليا ترفضني بشدة ولا تريد التحدث معي نهائي وكل فتره تتحدث معي وتقول لي كلام قاسي للغاية وتغلق الخط. لي بعض الأسئلة أرجو الرد عليها:
1- طريقة التعامل معها؟
2- هل هي شخص يمكن تحمل المسؤولية والزواج وإنجاب الأطفال؟
3- هل مع العلاج الدوائي والسلوكي هل يمكن استقرار الحالة؟ وما المدة التي تأخذها؟
4- هل رفضها لي حاليا بسبب المرض أم أن مشاعرها تغيرت، مع العلم أنها ترسل رسائل على الفيس قاسية للغاية ناحيتي وأنها شخص قوي وستتغلب على الصعاب التي تواجها وطبعا أنا من هذه الصعاب؟
5- هل أنا سبب توترها وإذا تركتها فسوف تتحسن حالتها؟
هي تستخدم أدوية quetiapine and oxacarbazebine مع جلسات سلوكية.
أنتظر ردكم بفارغ الصبر.
10/05/2012
رد المستشار
الأخ العزيز، شكراً على استعمالك الموقع وسأحاول أن أجيب بصراحة عليك عسى أن تكون متناسبة مع الخلق العالي الذي تم غرزه في شخصيتك وجزى الله خيراً تلك الأم التي أرضعتك.
لا يخلو الاضطراب الثناقطبي الثاني والشخصية الحدية من بعض التعقيد من ناحية التشخيص والعلاج. أصبح تشخيص هذه الحالات عرضة للانتقاد في الممارسة الطبية ولدي فيه بعض الآراء لا يتسع المجال لطرحها للنقاش في الإجابة على ما تسأله. غير أني أقول لك أن هناك اضطرابات عاطفية ووجدانية نطلق عليها عدم الانتظام العاطفي Emotional Dysregulation وعدم الانتظام الوجداني Affective Dysregulation.
المصطلحان أكثر فائدة من الاضطراب الثناقطبي والشخصية الحدية، ويشيران إلى اضطراب نفسي عارض من جراء ظروف وأزمات معينة بدلاً من استعمال مصطلحات مثل الثناقطبي والشخصية الحدية التي لا تتصف إلا بسلبية الإطار والمحتوى، ولها تأثيرها غير الصحي على المريض اجتماعياً ونفسياً وكما ترى الحال في قضية اتخاذ قرار هو: هل تصلح هذه المرأة للزواج وأن تكون أم؟.
عسى أن يسمح لي الموقع يوماً ما الخوض في هذا الأمر بعد قراءة رسالتك... رغم ذلك فإن عليك وعلي احترام الرأي الطبي لمن يعالج خطيبتك ولا أظن أن هناك غبارا على التشخيص وعلى العلاج وإن كانت هناك آراء متفاوتة حول العلاج.
أعود إلى الجواب على ما تسأله:
1- التعامل معها يجب أن يكون خالياً من إثارة العواطف. تزورها كما تزور أي مريض وإن واجهت منها تصرفاً وكلاماً جارحاً عليك بتنبيهها بعدم رضاك وتركها في ذلك الوقت والعودة إلى لقائها في وقت لاحق.
2- الاضطراب الثناقطبي والشخصية الحدية يتماثلان للشفاء مع العلاج في الكثير من الحالات. العلاج قد يستغرق عدة سنوات والكثير من النساء المصابات بهذين الاضطرابين يتحملن المسؤولية كأم وكزوجة.
3- مدة العلاج تتفاوت بين حالة وأخرى ولكن في وجود استقرار اجتماعي، بيئة عائلية صحية، وسلوك شخصي خالي من أذى النفس تميل المصابة بالمرض إلى الاستقرار والشفاء. غير مدة العلاج قد تستغرق عامين أو أكثر في الكثير من الحالات.
4- لا شأن لك بما يحدث لها أو حدث لها. رفضها لك قد يكون بسبب المرض ويعكس نزعتها إلى الانشقاق النفسي Splitting. بمعنى أخرى يميل الفرد في مثل هذه الحالة إلى تقديس من حولهم يوماً وتكفيرهم يوماً آخر.
5- لا أظنك سبب توترها ونصيحتي لك أن تفسح لها المجال لتجاوز الأزمة هي وعائلتها وتخبرهم أنك في الانتظار. ومن الله الصبر.