الخوف والقلق النفسي
الخوف من الموت والقلق والتوتر من كل حين وآخر
السلام عليكم، أولا إني أحبك في الله، أسال الله أن يبارك فيك ويكرمك ويحفظك من كل سوء، أتمنى مساعدتي فإني في حاجة إلى استشارة منك، أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، أريد أن أخبرك أنني كنت دائم الخلاف مع والدي في أقل الأشياء، وكنت في سن البلوغ -كان عندي وقتها 21- كان يهددني أنه سيتركني ولن يزوجني، وكان معه المال كثير -نوعاً من العقاب-، أنا لم أكن أعلم بذلك أنه عبارة عن عقاب، لا... بل إن كبريائي منعني أني أترجاه في ذلك الأمر وسلمت نفسي لذا الأمر، أني لا أريد الزواج وكنت أسعد جدا عندما أرى أن في ناس كتير مش متزوجة، وكنت أشعر أن الأمر عادي لدرجة لم أشعر برغبة في العفة، كنت أنظر إلى الأفلام الإباحية لكي أريح نفسي.
وبعد ذلك عملت بإحدى الشركات الكبرى ورزقني الله بالمال فارتبطت، وبدأت أشعر بعدها بهذه الأشياء: أن الارتباط شيء مش من حقي، وكأني من كوكب آخر –ده مش حقي- وبدأت أشعر بخوف، وقلق النفس، وخاصة الخوف من الموت، فأنا مرتبط الآن، وأشعر أني سأموت، وأشعر أن الوقت ضيق ولا أنظر إلى المستقبل، كما أني أشعر بالوسواس في أشياء كثيرة كلما اقترب وقت الزواج،
أخشى من تزايد الحالة عندي فأرجو مساعدتي
وأكون شاكراً لكم.
10/05/2012
رد المستشار
الأخ العزيز، شكراً على استعمالك الموقع متمنياً لك تجاوز محنتك.
سأحاول صياغة مشكلتك كما فهمتها من رسالتك وإن كان الأمر ليس كذلك فأرجو إعادة صياغتها.
أنت شاب في النصف الثاني من العقد الثالث من العمر تشكو من أعراض وسواس (الشك وعدم اليقين)، قلق وخوف من الموت، متأكداً من الموت، ولا آمل في المستقبل. لم تحدد في الرسالة مدة هذه الأعراض، لكن لا أظن أنها أقل من بضعة أسابيع على أقل تقدير.الأعراض أعلاه يجب جمعها سوية دون محاولة فصل الواحدة من الأخرى. هذا الجمع يؤدي إلى نتيجة واحدة:
١- احتمال الاصابة باضطراب القلق المتعمم Generalised Anxiety Disorder والخوف من الارتباط وبداية حياة زوجية تستوجب الشعور بالمسؤولية واحترام الحدود في العلاقات. تميل هذه الأعراض إلى التحسن خلال ستة أشهر على أكثر تقدير.
٢- احتمال الإصابة بنوبة اكتئاب كبرى Major Depressive Episode
إذا كانت لديك أعراض أخرى مثل: الصحو مبكراً من النوم، تحسن المزاج ليلاً، تدهور التركيز، فقدان الوزن، وعدم القدرة على الإحساس بالبهجة (واضح في الرسالة) فيجب علاج الحالة استناداً إلى الاحتمال الثاني وهذا ما أرجحه في رسالتك.أعود إلى الجزء الأول من رسالتك التي تشير إلى اضطراب وظيفي في العلاقات بين الأب وابنه. قد تكون هذه العلاقة المرضية سبباً في اضطرابك العاطفي أو الوجداني أو قد تكون جزءًا من الاضطراب المزاجي أو الوجداني الذي تمر به. يبحث الإنسان عند مروره باضطراب مزاجي أو وجداني عن الأسباب ومحتوى الأفكار التي تتحدث عنها مليئا بالذنب وعدم الأمل وقد يتم حشرها في إطار وسواسي أو أحياناً إطار ذهاني.
خلاصة:
الاحتمال الأكبر أنك مصاب بنوبة اكتئاب كبرى ولا بد من استشارة طبية لتقييم شدة الحالة. قد تحتاج هذه النوبة إلى علاج كلامي فقط أو علاج بعقار مضاد للاكتئاب.
رغم أن نوبة الاكتئاب الأولى في حياة الشخص تتماثل إلى الشفاء تلقائيا في بعض الحالات ولكن احتمال تكرارها في المستقبل وارد جداً، والتخلص منها دون علاج قد يؤدي إلى ترك بصمات غير صحية على شخصية الفرد.
توكل على الله وراجع طبيب نفساني ولا عيب أو حرج في ذلك.