الطمع في الجسد فقط ..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا مش عارفة اكتب إيه بس أنا تعبانة أووي وخايفة أني أصل لاكتئاب إنني ما زلت حتى الآن لم أتزوج وهذه من ضمن أو سبب مشكلتي قلبي تعب من كثرة الآلام والفشل العاطفي معنتش عارفة أنا عيوبي إيه
أنا اتخطبت كتير وكل مرة بيكون متمسك وملهوف عليّ اووي وبعد فترة قصيرة بيكون في فتور كبير منه بعد ما أنا أتعلق به وبعدها يتركني وأصبح في عذاب وألاقي نفسي متمسكة بيه اووي وأجري وراءه وأرخص نفسي بقيت أحس أني معدش عندي كرامة أو أنا أصلا معنديش كرامة أنا مش عرفة مين الصادق ومين الكاذب ازاي أعرف؟
وازاي أجعل من أحب يحبني بنفس درجة حبي له وأجعله متمسكا بي أنا عندي شوق كبير إلى الحياة الزوجية والعلاقة الزوجية يعني نفسي في الحلال في كثير قالوا لي إن حد عامل لي عمل بعدم الزواج مخبيش عليكم لجأت إلى أكثر من شيخ وكان يعالجني ولكني كنت أشك في كلامه لأني في داخلي مش واثقة فيه وحاسة أن الخطأ بداخلي في شخصيتي وليس سحر وساعات أصدق هذا.
أنا مش عرفة كل ما يقرب مني شخص بينتهي بيه إلى أنه بيكون طمعان في جسدي يعني الحب بينقل من حب الذات إلى حب الجسد
آسفة على كلماتي هذه.
22/4/2012
رد المستشار
أخيرًا فكرت بشكل منطقي وقلت ربما تكون المشكلة تنبع من داخلي وليس لأن الرجال غدارون أو لأن هناك من يتعمد إيذائي فيسحر لي بعدم إتمام رابطة الزواج، فأهلًا بك في عالم المنطق والتفكير السليم؛ فتكرار الفشل في كل العلاقات، وتكرار نفس التصرفات من كل خطيب، يعني أن هناك ما يحدث منك يجعل هؤلاء على اختلاف شخصياتهم وثقافتهم يقررون عدم إتمام الزيجة، إذن أول تفكير غير سليم هو أن كل الرجال غدارين، فأول ما يجعلك تتعرفين على خطأ الفكرة هو أن تجدي نفسك تقولين "كل"، أو "لازم"، كأن تفكري بأن كل الرجال سيئين، أو كلهم يطمعون في جسدك، أو لازم من تتزوجيه يكون ملكًا لك يخضع لطلبات الحب من وجهة نظرك.
وبالتالي السؤال الأهم صار لماذا أنت كذلك؟ لماذا تتعلقين بهم هكذا؟، لماذا في سبيل بقائه معك "ترخصين" نفسك كما قلت؟، لماذا في النهاية يتحول الحب لإطفاء غريزة؟....
الإجابة بسبب طريقة تفكيرك التي تتحول لسلوك فتخسرين ما تريدين، وحتى أكون أكثر وضوحًا أقول لك: أننا جميعًا يكون لنا تكوين نفسي يختلف مذاقه عن أي آخر في الكون حتى الأخ الذي يعيش معنا في نفس الأسرة ولنفس الظروف؛ وهذا التكوين النفسي هو محصلة تفاعل الوراثة الجينية، والتربية، والظروف المحيطة بنا وما فيها من خبرات ومواقف نمر بها فتعلمنا دروسًا تجعلنا نتصرف بشكل معين، والحقيقة أن بصمة التربية والخبرات التي نمر بها يكون لها أثر بالغ فينا؛ فنحن نتصرف بناءًا على طريقة تفكيرنا؛ فالبداية تكون فكرة تعشش في رأسنا هذه الفكرة تترجم لمشاعر نشعر بها ثم تترجم المشاعر لتصرفات وسلوكيات بناءًا على تلك المشاعر، والخطورة الحقة فيما يُعرف علميًا بالأفكار الأوتوماتيكية.
فهي أفكار من النوع الذي نتعامل مع وكأنها أمر مقدس لا يمكن أن تكون خطأ أو مشوهة أو أن هناك غيرها أصح منها؛ لأنها ببساطة كانت في الطفولة والتي يتم فيها "تسجيل" تلك الأفكار في حجر عميقة بالمخ تجعلها ملتصقة به التصاقًا شديدًا؛ لأننا في طفولتنا نتعرف على الحياة ونتعرف على الصح والخطأ والعيب والحلال والحرام با نتعرف على أنفسنا فنعرف أننا محبوبين أو منبوذين، ونعرف أننا جيدين أو سيئين، من والدينا؛ لأنهم كل الحياة حينها، ووالدينا يوصلون مفهومنا عن نفسنا أو نظرتنا لأنفسنا من خلال ردود الأفعال والكلام والتواصل الجسدي ولغة الجسد؛ فحين يقبل الأب ابنته وتحتضنها الأم، ويشجعون الابن على ما يقوم به ويبثون فيه الثقة ويتعاملون معه برفق دون نقد أو سخرية أو تهكم وقسوة، ودن تدليل سخيف يضر أكثر مما يفيد ينمو الابن بشكل سوي وهو في حالة شبع وثقة بأنه يستحق الحب، يستحق الاهتمام، يستطيع أن يقوم بأمور ومسؤوليات.
أما لو لم يحدث ذلك لسبب أو لآخر أشهره هو عدم وجود وعي حقيقي بكيفية التربية نجد كل ما حدثتك عنه بالعكس أو يتم بشكل غير كامل، أو يترك بصمة داخل الابن بأنه ليس شخصًا مهمًا يستحق أن يقف عنده الأهل فيسألونه عما يزعجه، أو عن رغباته، أو أحلامه، أو نجد أن هناك الكثير من البيوت لا تسمح بالتعبير عن المشاعر والحرية فيها بضوابطها وأصولها، فيحتفظ الابن بالفكرة الأصيلة العميقة بأن من حوله لا يحبونه أو أنه لا يستحق الحب فتهتز ثقته بنفسه وتتأثر علاقاته خصوصًا علاقات الحب؛ حيث يبحث الابن عن الحب الذي فقده منذ صغره في علاقات أخرى غير علاقة الوالدين، ودون وعي منه يحمّلها بمتطلبات الحب التي كان من المفروض أن تكون في علاقته بوالديه التي لها شكل العطاء دون انتظار أي مقابل، أو دون أن تتأثر بشكل أو خصال الابن مهما كانت غير جيدة لهما، وينسى الابن في رحلة البحث إن أي علاقة أخرى حتى لو علاقة حب بالجنس الآخر أو زواج هي علاقات متبادلة فيها الأخذ والعطاء، فيها الشراكة دون الذوبان، فيها المشاعر دون التملك فتسوء العلاقة ولا تكتمل؛ لأنها تتحول من الحب الطبيعي لحب مرضي أو فيه مساحة غير طبيعية فيها تنازل عن الأخلاق أو تخنق الطرف الآخر وتفقده الانجذاب له.... إذن الحل سيبدأ في تغيير طريقة تفكيرك التي تعمقت داخلك وهذا أمر صعب ولكنه ليس مستحيلًا.
فلتبدئي بالتعرف على تلك الأفكار السلبية وناقشيها مع نفسك، مثل: هل أنا أستحق الحب؟ لماذا؟، ما دليلي على عدم حب الرجل لي؟، من جاء للتقدم ودخل البيت يريد زوجة أم جسد؟، لماذا اختارني أنا؟، هل كل من دخل البيت لم يذكر أبدًا ما أزعجه؟ ما هي هل تذكرين؟، وهكذا حتى تتمكني من رصد الأفكار غير المنطقية أو السلبية وأدرك خطئها وأشعر بخطئها فتتغير سلوكياتك وردود أفعالك بشكل تدريجي فمثلًا تجدين نفسك حين لا يتصل بك خطيبك لا تستدعين الفكرة الأوتوماتكية السلبية بأنه لا يحبك أو اهتمامه بك قليل أو أنه فقد حبه لك ولكن يمكن يكون مشغول، أو أن من طبعه النسيان والانشغال بأمور العمل وليس أنا المقصودة، أو أنه كان في صحبة زملاء فلم يتمكن من الاتصال وهكذا ستجدين نفسك أفضل وتجدين علاقتك بالرجل أفضل....
وتذكري أن ما لا تستطيعين إعطائه لنفسك-حب، ثقة، احترام.... إلخ- لن يعطيه لك أي آخر... بقي أن أذكرك أن ما قلته لك هو خيط البداية ويحتاج لأدوات مساعدة كأن تنخرطي في أنشطة أو علاقات اجتماعية أو هواية ورياضة وتطوير ذاتي وغيره من الأمور التي تساعدك على الوصول لنهاية الخيط وبداية علاقة طبيعية بالرجل والحب والحياة ونفسك.