غلبت شهوتي وهوايَ وسؤالي الملح لمَ؟؟
السلام عليكم؛
أنا فتاة في 27 من عمري، سأخبرك بقصتي باختصار شديد، ولن أتطرق لتفاصيل كثيرة...
باختصار شديد نشأت في أسرة ملتزمة وتهتم بالأخلاق بشكل كبير، ربما أكثر من الالتزام الديني الشكلي. بعد تخرجي من الجامعة لم أجد عملا لمدة 3 سنوات قضيتها بالبيت وكانت رغبتي بالزواج كبيرة جدا، ولم أترك صلاة إلا ودعوت الله أن يرزقني من عنده الزوج الصالح، ولكن لم يطرق بابي خاطبون إلا قليل جدا، على الرغم من مواصفاتي الجيدة إلا أن حظي مع الزواج التقليدي كان سيئا جدا.
ومن شدة الملل والانتكاسات المتكررة غصت في عالم النت، ودخلت في علاقات متعددة كلها بهدف الزواج الذي كان رغبتي بشكل كبير، كنت أدخل في علاقة لتفشل، وأدخل في غيرها فورا. خلال 4 سنوات أنهكت مشاعري وقلبي في علاقات فاشلة تماما، وكنت أعلم ضمنيا أن الزواج لا يأتي هكذا ولكن عميت بصيرتي وكنت في كل مرة أقول: لعله هذا الشخص المناسب.
ولا أخفي أنني تجاوزت الخطوط الحمراء في إحدى العلاقات، لقد انحرفت تماما، وكنت أفعل أشياء أدري أنها خطأ وحرام، وأعود أتوب فورا، أخطئ فأتوب فأعود وهكذا دوامة استنزفت مشاعري ووقتي وأفكاري.
قلت في النهاية إن ما أفعله خطأ. وقررت قطع كل علاقاتي والبداية من جديد، ومرت سنة هادئة لا أخطاء فيها، وكنت أتأمل ما مررت به وأحزن على ضعف إيماني وغلبة شهوتي وهواي.
اليوم أنا مخطوبة لرجل رائع اخترته بعقلي، فقد قلت سابقا إن عواطفي كانت مستهلكة فركزت على الجانب العقلي باختياري له أكثر من أي جانب. والحمد لله سعيدة ومطمئنة معه جدا.
قد تقول أين المشكلة؟ المشكلة أنني عندما أتذكر ما مررت به أندم وأتضايق وأقول: يا ليتني صبرت. فلم أكن كبيرة جدا، ولا قريبة من العنوسة كما تهيأ لي. فلماذا لم أصبر؟
أفكر لماذا لم يرزقنيه الله بعد تخرجي؟ لماذا لم يوفر الله علي كل ما مررت به؟
أعرف أن تفكيري خاطئ وحرام لكن السؤال يلح دائما...
أتذكر زميلاتي بالجامعة ممن كن مخطوبات، وأتذكر كم دعوت الله في تلك الفترة بالزوج الصالح، ولكن تأخرت الاستجابة لو أن الله رزقني خطيبي آنذاك، ألم يكن ليوفر علي كل الكوارث التي ارتكبتها بحق نفسي؟
31/05/2012
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا نادمة....
و"الندم توبة" كما في الحديث...، إن خوفك، وحياءك من ذنبك هو ما يحرك هذه التساؤلات لديك، فالأمر محلول، بالندم، والتوبة والاستغفار، تمحى الذنوب، ويغفرها الله تعالى ويعفو عنك بفضله، قال تعالى: ((وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)) [الشورى:25]، وقال سبحانه: ((وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)) [البروج:14]، ولكن للشيطان مداخل، ودواؤه بالعلم والاستعاذة، لقد ألقى في قلبك أن الله تعالى قد ظلمك وقدر عليك شيئًا أوقعك في المعصية، وأنه لو قدر لك خلاف ذلك لما أذنبت، أي أن الله تعالى هو المسؤول عن ذنبك ولست أنت!!! –نعوذ بالله تعالى من الشيطان وشَرَكه-.
هل تظنين يا نادمة أنك لو تزوجت باكرًا لما عصيت؟ وهل الزواج يعصم عن السيئات؟! المتزوجون يمكن أن يقعوا بأنواع السيئات كغيرهم، والرادع هو الخوف من الله، ومراقبته...
وقد تضعف النفس فيزل العبد، وممحاة ذنبه الاستغفار، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ عَبْداً أَصَابَ ذَنْباً فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْنَبْتُ ذَنْباً فَاغْفِرْ لِي. فَقَالَ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهَ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ فَغَفَرَ لَهُ. ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْباً آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْنَبْتُ ذَنْباً فَاغْفِرْهُ لِي. فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ فَغَفَرَ لَهُ. ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْباً آخَرَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْنَبْتُ ذَنْباً فَاغْفِرْهُ لِي. فَقَالَ رَبُّهُ: عِلَمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي) والحديث صحيح.
فلا تعظمي الأمر، ولا يخدعنك الشيطان فيوقعك في ذنب أشد من ذنبك الأول، وهو سوء الظن بالله تعالى...
الإنسان من طبيعته النسيان والضعف، والوقوع في الذنوب، والدواء الاستغفار، والله هو الغفور الرحيم...
قال عليه الصلاة والسلام: (لَوْلاَ أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَوْماً يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ) والحديث صحيح رواه مسلم.
انسَي الماضي، لكن احرصي أن تتقي الله ما استطعت بعد زواجك في كل أمورك، فإن زللت فاعلمي أن الله غفور رحيم ما ندمت واستغفر وظننت بالله الظن الحسن الذي يليق به وبكرمه.
التعليق: مررت تقريبا بما تصفين تماما. واستعجلت ثم ندمت ثم بعث الله لي من أحببته وتزوجت.
ما يقلقني هو ذلك الشعور الدائم بعدم تصديق أن هذه السعادة هي لي أو بأنها كاملة..لماذا اشعر بأنه كان يجب أن أعاقب بدل أن أكافأ؟ أو بأن هذه السعادة هي مؤقتة وستؤدي بي إلى تعاسة عقابا على ما فات.
أحس لأن هذه الافكار تؤثر على حياتي فأنا في قلق دائم مما سيحدث.