الخوف والاكتئاب الشديد
السلام عليكم، لا أقدر أن أنام، ولا آكل 3 أيام. أشرب الماء فقط. أعيش وحدي القليل تأتي جدتي لرؤيتي إن احتجت شيئا. لم أخرج من البيت 5 أشهر، قبلها كنت متزوجة بشاب حقييير. يقوم بأبشع الأشياء، لا أحب أن أذكره لأن مشكلتي هي أنني حين أرى شخصا أبكي. أرسلت طلب عمل في النت فاتصلت بي فتاة كي أقوم بتحديد موعد للقاء، لم أقدر حتى التكلم معها.
لم أستطع العمل أو حتى أن أتسجل في معهد لأكمل دراستي لأنني تركت الجامعة هذه السنة 7 سنوات وأنا أتناول أدوية الحكة والمنومة والاضطرابات العصبية كل دواء جديد أشتريه، أشك في جميع الناس حتى نفسي، أكره نفسي.
كان شخصا عزيزا توفي جدي كان مثل أبي أو أكثر فأنا لم أرى والدي متوفى ووالدتي. فأنا لا ألقى نفسي إلا في حضن شخص الذي تزوجت لكن الحلال صعب. أيضا أتوهم، لا بل حين أرى شيئا في منامي يتحقق. حين أسمع صوت إنسان أبكي، أو أرى حتى جدتي أحس بضيق في النفس. أعتقد أن كل من حولي لا يحبني. كدت أن أختطف حين كنت متزوجة.أشك في كل من حولي. حين كنت مع زوجي أعاشره ليل نهار. والآن أهمل نظافتي أحيانا. لن أتكلم مع أي شخص فأنا أحيانا أحس أنني فوق الناس ككل. ليسوا مثلي.
كيف سأخرج كل هذا لأشتغل وأكمل دراستي؟
وشكرا
07/06/2012
رد المستشار
الابنة العزيزة، شكراً على استعمالك الموقع.
لا شك أن مسار حياتك وأنت لا تزالين في مقتبل العمر أكثر تعقيداً وقسوة من بقية البشر. هناك من الناس، وأنت أحدهم، من تكون الدنيا خالية من الكرم نحوهم. رغم ذلك لابد من مواجهة الدنيا والناس دون اللجوء إلى سلوك أو دفاعات نفسية مهمتها الأولى والأخيرة معاقبة الذات البشرية intrapunitive Defenses وهذا ما تفعلين أنت اليوم بنفسك.
قد يقول لك الطبيب النفسي بأنك تمرين بمرحلة تعديل أو فترة تأقلم Adjustment Period تتميز بأعراض اكتئاب وهذا صحيح وأحياناً هذه المرحلة قد تطول إلى عدة أشهر على عكس تفاعلات التعديل الأخرى التي تتميز بأعراض غير أعراض الاكتئاب حيث لا تتجاوز مدتها الأسابيع في معظم الحالات. مرحلة التعديل قد تتطور إلى اكتئاب شديد وعدم انتظام في المزاج Mood Dysregulation. من جراء عدم انتظام المزاج الأخير يلجأ الإنسان أحيانا إلى استعمال دفاعات نفسية غير شعورية يمكن تسميتها بالذهانية Psychotic Defenses وسيقول لك الطبيب النفساني حينها بأنك مصابة باكتئاب أو اضطراب الثناقطبي المصاحب لأعراض ذهانية، وهذه المقولة صحيحة.
من جراء ظروف الحياة القاسية في الماضي القريب والبعيد أصبحت عتبتك Threshold للإصابة بالاكتئاب أقل من بقية الناس من جراء تعرضك للصدمة بعد أخرى، وهذا واضح في رسالتك من تعاطي العقاقير للحكة والاضطرابات العصبية.هذه المسار لا بد من تصحيحه وأقل ما يمكن أن تفعليه أولاً هو العناية بالتغذية. إن فقدان الوزن بحد ذاته يؤدي إلى جميع الأعراض التي تطرقت إليها في رسالتك. يصاحب التغذية العناية بنفسك ولقاء ومصاحبة الناس. ليس هناك مفر من مراجعة طبيب نفساني تشرحين له الأعراض أعلاه وأنا متأكد من أنه سيوصف لك عقارا واحدا أو اثنين للتغلب من الأعراض أعلاه، وسيأخذ بنظر الاعتبار تاريخك الطبي.
رغم أن الظروف القاسية هي السبب الأول والأخير للأعراض التي تعانين منها ولكن هذا لا يعني بأنها لا تستحق العلاج بالعقاقير ويجب عدم التغاضي عن وجود اضطراب وجداني متوسط الشدة على أقل تقدير.وفقك الله وأسعدك.
التعليق: عزيزتي أتفهم تماما شعور الهجران وسوء عواقب الطلاق الأمر أشبه بالزلزال الذي يباغتك ويهدم الكثيير وتبقين عزيزتي على الأطلال ....
مررت بنفس التجربة القاسية المدمرة ونعم كان حقيرا بامتياز طبعا حبست نفسي مثلك وأمضيت وقتي أرثي سوء حالي لكني لم أصل لمستوى تناول شيء من عقاقير ....... وجدت نفسي منسية ومهمشة رغم وجودي بين أهلي وعائلتي الكل منغمس بأموره وتبقي نظرات الشفقة لي والتأسف لوضعي ونهايتي
لكني رفضت العيش في دائرة الشفقة والحياة أمامي رغم المعاناة التي أذاقني إياها طليقي ورغم كل الظروف قررت الإعتناء بنفسي إن لم أفعل أنا فمن سيفعل ؟
إذا كنت قاسية لدرجة عقاب نفسي بقسوة لأحداث ساقتها لي أقداري القاسية فلست الملامة لا سيدتي الصغيرة لست الملامة فلا تعاقبي نفسك دهرا صدقيني ينتظرنا الكثير الكثير
ما زلت في عمر صغيرة جدا هل ستبقين ما تبقى من وقتك في غرفتك ترثين حالك ... بالنسبة لي حملت كتبي وبدأت الدراسة من جديد والكل يعرف بأني سيدة مطلقة جاءت لتبدأ من جديد سمعت الكثير من التهكم والسخرية والتنمر ونعم رأيت الشفقة ... لا تهمني نظرات أحد فأنا هنا لأحصل شيء من النجاح