المهارات الاجتماعية
السلام عليكم؛ أنا عندي خوف اجتماعي من فترة طويلة وبدأت حالتي تتحسن لكن عندي مشكلة، أنا لا أستطيع الفصال عند الشراء (مثلا الملابس)، وأنا لا أحب أن أخدع
فهل من الممكن تبسيط هذا الموقف لي وإعطائي بعض النصائح لتعزيز قدرتي على مواجهته
وأريد بعض النصائح عن المهارات الاجتماعية ما هي وكيف أكتسبها وعن العلاج السلوكي..
26/01/2012
رد المستشار
الأخ الكريم "أحمد"..
ذكرتني بصديق وهو طبيب فاضل دائماً كان يقول لي عند الشراء أفاصل فصالاً شديداً في شراء الأشياء وعندما يوافق البائع لي بالشراء أشعر أنني خدعت، والشاهد من هذه الحكاية أننا في بلادنا العربية لا توجد لدينا قواعد للشراء والبيع وتحولت التجارة من عملية خلقية إلى عملية نفعية فقط لا خلق لها إلا ما رحم ربي.
يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث حسن "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء" وكثيراً ما نقرأ أن التجار المسلمين قد أدخلوا بلاداً كثيرة في الإسلام بسبب أخلاقهم الحميدة، وإذا تغيرت هذه القواعد لدى بعض التجار فكيف نثق بأننا لم نخدع؟!!
وإذاً أخي الكريم بدلاً من التركيز في قضية الفصال التي لا قواعد لها، دعنا نركز في قضية اكتساب خبرات حقيقية حول الأشياء التي تزيد من ثقتك في نفسك عند الشراء والبيع..
- حدد قبل نزولك للشراء قائمة بمتطلباتك..
- حدد ميزانية مسبقة، أو سعر تقريبي لشراء الأشياء..
- حدد الأماكن التي من المفترض أن تشتري منها..
- لا تشتري من أول بائع..
- قارن بين الأسعار عند أكثر من بائع..
- لا تفاصل على السعر، إذا قال لك خمسين قلت أنت ثلاثين ولعل السعر الأفضل يكون أقل وبالتالي عندما تقارن بين السلع والأسعار تفاصل حول قيمة المنتج ونوعيته..
- لا تنشغل برأي البائع عنك، ولا تدخل معه في مهاترات لفظية..
- كن محددا من البداية وأخبره بأنك تريد أن تعرف السعر ونوع المنتج ثم ستعود مرة أخرى، كرر هذه العبارة بلا صدام إذا أراد أن يحرجك بأنك ضيعت وقته، وقمت بفتح أكثر من منتج، لا تشعر بالإحراج وكرر عبارة أنك تود مشاهدة المنتج ومقارنة الأسعار وستعود للشراء لو أعطاك سعراً أفضل..
- استعن بصديق..
- استعن ببعض دورات التنمية البشرية..
- تابع صفحات مجانين، وما تحويه من خبرات كثيرة حول هذا الأمور التي تقلقك..
وفقك الله ويسر أمرك..
التعليق: أريد أن أشارك بتجربتي علها تفيد المستشير.
هل تعرف تأثير التجنب وعدم الإقدام؟ منعني منذ 2008 أن أنهي عامي الأخير بمعهد القرآن وكل مرة أقول أنني لست مستعدة وأؤجل. حتى جاء اليوم وكلموني وقالوا لي لماذا لم تأتِ الامتحان الشفوي لقد بدأ وقد قلت لنفسي سأؤجل، فقالوا لابد أن تحضري فورا وإن شاء الله ستنجحين.
كنت وقتها في عملي فنزلت فورا واستعنت بالله تعالى وانشرح صدري لأنني بدأت إجابة الممتحنين بفضل الله تعالى وتوفيقه..هل ترى تأثير التجنب؟؟ أخرني أربع سنوات! فهل الفصال فقط هو الذى تتحاشاه؟؟
لا أظن ذلك وإنما أظن أنك تتحاشى وتتجنب أكثر من هذا الأمر..تقبل أن تقترب من نفسك وتشجعها وتثق بها ثم كافئها على كسر حواجز المباحات..اطرد الخوف الذي بداخلك وتحرك..جرب أن تفعل أشياء جديدة لم تكن تفعلها فتقبل الجديد سيولد عندك روح المغامرة وعدم استمرار العيش فى بؤس القديم "الاستقرار المشوه".
في البداية ستقلق من التغيير ولكنك بعد ذلك ستكتشف حياتك التي كانت ساكنة بلا نبض..وكما قلت لك الأمر ليس في الشراء والفصال وإنما هو راجع لثقتك بنفسك وتقديرك لها الذي يحتاج منك العناية والاهتمام والأنشطة والحركة.