الخوف الاجتماعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً.... أعاني من الكثير من المشاكل في حياتي. أحس أنني فاقدة كل شيء.... والله لا أعرف كيف أبدأ الاسشارة... فأنا محتارة وأحس أنني لو أظل أكتب لسنوات لن أستطيع التعبير عما في داخلي...
اعذروني أرجوكم إن بدت رسالتي طويلة فما أطالها إلا الهم والحزن القلق والكآبة. فو الله لو تعرفون ما في قلبي لعذرتموني.
الحياة العائلية:
في الإطار العائلي أنا الوسطى من بين 6 أبناء، الثالثة بعد أخت تكبرني بخمس أعوام وأخ يكبرني بسنتين. أختي متزوجة ولها ولدان، والباقي 3 أبناء من الأولاد صغار السن. أمي رحمها الله توفيت وأنا أبلغ من العمر 4 سنوات وإلى الآن _مع أننا أصبحنا كباراً_ أحس أن جميع إخوتي يعانون من فقدان الأم. أبي حدث ولا حرج لا يعرف لغة التفاهم ولا الحوار. فالغفران والرحمة شيئان مفقودين من حياته.... فعنده لا يجب أحد في البيت أن يخطىء... ولا أن ينسى... ولا أن يعصي أوامره.... ولا أن يتكلم البتة بشيء عكس ما يقول.... وليس من حق أي أحد أن يعترض... والحقيقة أن مواجعي وكل مواجع إخوتي بسببه.
أبي إنسان مجرم بمعنى الكلمة... أعتذر عن تلك الكلمة... فما آل إليه حالي الآن يرفض إلا أن ينعته بتلك الصفة نعم مجرم.... هل تعرفون لماذا ؟؟؟؟ لأنه مجرم لقد استخدم (الضرب) في كل تعاملاته معي ودمرني ودمر شخصيتي.... حتى أصبحت بلا كيان وبلا شخصية أخشى التعامل مع الناس وأشعر بالخوف... سأحكي لكم بعض المواقف التي كدت أفقد حياتي فيها.... في مرة من المرات اضطررت إلى الرجوع من جامعتي إلى البيت في وقت متأخر في تاكسي... وما أن وصلت حتى بدأت زوجة أبي بسؤالي عن سبب رجوعي بهذا الوقت المتأخر بتاكسي لوحدي....
فاستفزته وبدأ هو الآخر بالصراخ والعويل والسؤال بكامل الغضب والعصبية والهستيرية عن سبب مجيئي بتاكسي فكان جوابي أن موعد الباص تبقى عليه 3 ساعات فتعبت من الانتظار فاضطررت أن آتي بتاكسي.... فقام وضربني ضرباً قوياً جداً وطرحني أرضاً... لم يبقَ مكان إلا وضربني فيه... على وجهي... احمر خداي... وبرجليه الغليظتين ضربني على بطني... وقام بتربيط يديّ حتى أعجز عن الحركة ووضعني على السرير وأقفل الغرفة حتى لا يدافع عني أحد من إخوتي الصغار ولا زوجة أبي وقام بعدها بضربي على رأسي بكل قوته وعضي على خدي وضربي على أذناي وعلى عيني... وضرب رأسي بالحائط عدة مرات... وقام بشد شعري حتى فقدت بعضه... ووسط كل تلك المصيبة دخلت زوجة أبي واستطاعت دفعه... لكن بعد أنشوهني... وقال أنه لا يريد رؤيتي... وأنه سيجعلني أبيت خارج المنزل... وهددني بأنني إن خرجت من الغرفة سيقتلني... أو أنه (سيبرحني ضرباً)... طبعاً وسط كل هذا جاءت زوجة أبي ووضعت كل اللوم علي وقالت لي أنت غير مؤدبة وقليلة الأدب وبنت شارع ومن هذا الكلام....
وبعدها دخلت الحمام واتصلت بمستشارة نفسية كنت أعرفها بالجامعة أنا أحمل مقص (كنت وقتها أريد أن أنتحر فعلاً).... وطلبت مني رقم والدي حتى تتكلم معه... وبالفعل تكلمت معه وترجته بأن لا يلمسني ولا يضربني لأن جسمي عاجز عن الحركة وكثيرة التعب ومرهقة..... وظللت أبكي وبالفعل قال لها أنه لن يضربني لكنه أيضاً قال لها بأنني لا يجب أن أخرج من الغرفة لأنه لا يرغب برؤية وجهي.... وهذا ما حصل.... وللأسف في اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة ووجهي محمر ومزرق ومصفر من أثر الضرب.... لحسن حظي والحمد لله استطعت أن أخفيه بالحجاب... لكن كل من كان بالجامعة في ذلك اليوم كان ينظر إلي بمنظار العجب.... متسائلا عن الذي حل بي.... فادعيت أنني وقعت عن الدرج....
وذات مرة وما أبشعها من مرة طلب مني أن أقوم بعمل فنجان من القهوة له... لكنني رفضت... ففعل ما فعل وكان الوقت حينها 8 صباحاً وكنت متعبة من الدراسة لكنه لم يرحم وضربني... وجعلني أنزف... كل شيء تورم... عيناي.... يداي... وجهي... شفتاي... خداي... خفت أن أفقد عيناي ولا يعودان.... للأسف أنا 21 عاماً لكنه لا زال ينظر إلي على أنني ابنة ال 4 أعوام هو وزوجته... فعندما يطلب مني تكنيس المنزل أو فعل أي شيء لا أحبه... يقوم إما بضربي إما أن يقول لي (إن لم تفعلي ما أطلبه... لن أحضر لك الحليب الذي تحبينه) وهكذا على هذا المنوال... فهل هذا أب؟؟؟؟ ولماذا يعاملونني هكذا؟؟؟
إنه يضرب ويشتم ويقلل أدب علي أمام كل الناس وبلا رحمة وبلا أدني تردد... زوجة أبي أيضاً... حدث ولا حرج... فهي لا تحبني أبداً.... وأشعر أنها تحرضه علي من خلف ظهري... فهي لا تتوانى عن الحديث عني بسوء أمام (دار خالي) من أمي الأصلية... وتتحدث بإسهاب أمامي ومن خلفي... وتقول أنني قليلة أدب... لا أطيع والدي... ولا أسمع كلامه... سيئة التهذيب... وكل ما يخطر على بالكم... تصوروا أنها تقول هذا الكلام أمام خالي... وزوجته... وأولادهم.. وبناتهم... حتى أصبحوا يكرهونني كرهاً جماً بشكل لا يصدق ويسخرون مني بأبشع الطرق....
أنا متعبة يا الله ماذا أفعل؟؟؟؟ أشعر أنها تحاول التخلص مني بأي وسيلة هي وزوجة خالي التي تكرهني كثيراً... فقبل عام بالضبط... جاء (عريس) ليس لديه أي مؤهل... ويتقاضى 6000 درهم بالشهر... فأصرت هي وزوجة خالي (التي تعتقد أن زوجة أبي مسكينة وأنني مجرمة وحقيرة لأنها تكرهني) على زواجي من هذا الشاب.... وأصرتا على إقناع والدي... لكن والدي رفض..... أنا حساسة إلى أقصى الحدود.... ولا أطيق سماع كلمة جارحة من أي أحد لأنني أصلاً منهارة داخلياً.... ومنعزلة بإرادتي عن هؤلاء الوحوش (عائلتي) و(دار خالي) لأنني لا أحبهم... نعم... أنا لا أستطيع الجلوس وسط أناس لا أحبهم... فما أن أسمع أن دار خالي قد جاؤوا إلا وأنام... حتى لا أراهم... أختي.. تشبه زوجة أبي.... لا تفهمني ولا تريد ذلك... لكنها دائمة الوقوف إلى جانب زوجة أبي وزوجة خالي المجرمتين... وتتدخل في شئوني إلى أقصى الدرجات...
ذات مرة كنا في زيارة إلى بيتها وبيت زوجها القذر الذي أكرهه كثيراً... وكنت أقرأ في رسالة من مستشارتي النفسية تطمئن فيها علي... فوشى زوج أختي لأختي بأنني أحادث شاباً.... مع أنني أقسم أنني لم أفعل... فجاءت وسحبت مني هاتفي النقال بشدة... وبدأت بسبي وضربي وتشاجرت أنا وإياها... فتدخل أبي وضربني أنا وسبني وشتمني... فخرج الجيران كلهم... يطالعون الذي يحدث. أما زوجها فبقي على خط الأمان ولم يتحدث... وطلعت هي بريئة... وعندما عدنا لمنزلنا... سألني أبي عن الشاب وطلب مني الهاتف... فقلت له أنني لا أعرف شاباً ولا أحادث أحد أصلاً... فقام بضربي مرة أخرى وشتمي واتهمني بالكذب...
فقلت له (هذا هاتفي النقال فإن شئت فاتصل وتأكد) فكان أنه لم يتصل.... وأهنت أنا وعذبت وضربت وشتمت بغير دليل وعلى شيء لم أفعله وكل ذلك بسبب زوج أختي القذر الذي يدس أنفه فيما لا يعنيه..... وبما أنني لا أحتك بعائلتي ولا بالعالم ولا بالناس كثيراً... فأيامي كلها تدور في غرفتي... وأجلس على الكمبيوتر كثيراً... فتكون النتيجة أن أبي يأتي علي بصورة خفية ويفتح الباب بهوادة حتى يرى ويسمع ما أفعل دون دراية مني.... مع أنني والله لا أفعل شيء مؤسف.. فأنا مغرمة بالقراءة.. وأقضي وقتي كله فيها... وكلما طلبت منه أن يدخل باحترام وأن يدق الباب... يرفض و(يقلبها خناقة) تؤدي للضرب المبرح.
الحالة الاجتماعية:
أنا غير متزوجة ولا أريد.... ولا أرغب... لكن أنا اجتماعياً تحت الصفر... فأنا يا أحبائي أشعر بأنني أعاني من الخوف الاجتماعي (الرهاب) بدرجة مرعبة... لك أن تتصور أنه ليس لدي أي صديقة أبداً... لا أعرف أحداً في حياتي... أعاني من الوحدة القاتلة.. أيامي تدور بين دراستي الجامعية.. وبين المنزل... أنا يا سيدي أخاف الخروج من باب المنزل... ليس فقط بالدرجة الأولى خوفاً من والدي أو زوجته لكن لأنه ليس لدي خبرة بشيء.... فأنا أخاف خوفاً جماً من الخروج إلى المولات أو الأماكن المكتظة...
لك أن تتصور أن قدماي لم تطأ مول منذ ما يقرب ال 6 سنوات... خوفاً من أن يحدث موقف محرج معي... فأنا لا أعرف كيف أذهب إلى المطعم أو أطلب وجبة... أو ماذا أقول... أو كيف أدفع... أو كيف أتكلم.... أخاف جداً لذلك أتهرب من الذهاب للمولات عندما يطلب أهلي أو أي أحد مني زيارتها فأقول لهم أنني أحب الأماكن التي فيها هواء نقي... لكنني في الحقيقة أخاف المولات ومن الناس... ذات مرة اضطررت إلى الخروج للمول مع دار خالي ووقتها لم أستطع الابتسام... ولا الضحك... حركاتي كانت كلها آلية...
وشعرت وقتها بأنني أريد الهروب.. وتمنيت لو أن الأرض تنشق وتبلعني... فأنا لم أتكلم طيلة الخمس ساعات التي بقيتها في المول... ولفت نظر الكل.. وكان الكل يقول لي لماذا أنت صامتة.... هذا كله وسط ضحك وابتسامات زوجة خالي وسخريتها... وأبشع ما في الأمر... أبي الذي طلب مني ذاك اليوم أن أطلب وجبة بمفردي.. فذهبت ويا ليتني ما ذهبت... لم أستطع الكلام مع النادلة مطلقاً.. فتدخل أبي وطلب الوجبة وقال لي "لماذا لا تطلبين وحدك... ما هذا؟؟؟ أنت لست فتاة... حساسيتك دائماً ملفتة للنظر"... مما زاد الطين بلة.... أشعر أن هذه الفوبيا الاجتماعية خرافية وأنها ازدادت سوءاً مع الوقت.... فأنا في درجات الخوف القصوى والتوتر......
1. تتبلد ملامحي... ويبدو التوتر على وجهي
2. تصبح حركاتي آلية ومضحكة
3. لا أتكلم مطلقاً... وإذا تكلمت أتأتىء
4. أشعر بأنني خارج نفسي وأنني لست أنا.. فأشعر أنني خارج نفسي وأنظر إلى نفسي من أعلى.
5. لا أستطيع الرجوع إلى الحالة الطبيعية... فتستمر معي ساعات مع محاولاتي اليائسة والقوية لتهدئة نفسي.
6. يصيبني صداع رهيب على شكل تيار على جانبي الرأس أعجز عن إخماده بأي نوع من الأدوية ويستمر معي طيلة اليوم.
7. أتصبب عرقاً بصورة كبيرة ويسبب لي الإحراج وأشعر أنني أقف على شيء هش لا يستطيع حملي.
8. أشعر أنني لا أستطيع التنفس أن صدري عليه حجر.
9. أشعر أن جميع الأنظار نحوي (وهذا حقيقي ولأنني كنت أراهم)
10. أشعر بأن الناس تتكلم عني عن شكلي أثناء التوتر وهذا حقيقي لأنني سمعت البنات وهن يتحدثن عني.....
11. أشعر بالغثيان... وفي الحالات القصوى (الاستفراغ)
12. أشعر أن أسقل عيناي غائر وأنني لا أستطيع تحريكهما
13. أدخل في حالة ذهول وشرود عجيبتين عندما يحدثني أحد وأنظر إلى عينيه ولا أستطيع استيعاب أي شيء مما يقول فأنا لا أتذكر ما يقول الشخص لي أثناء التوتر أبداً أبداً.
كل هذا... لا أعرف ماذا أقول... أنا حقاً أكثر من تحت الصفر في الحالة الاجتماعية.... مع أنه يشار إلي بالبنان في جامعتي أنا شديدة التفوق وأدرس بمنحة جامعية وطموحي عالي جداً لا سقف له... فكل المدرسين حتى الأجانب منهم يتعجبون من اجتهادي ومثابرتي.... ويحترمونني لأجل ذلك.... ومنهم من رشحني لمنح أخرى…. أنا فاقدة الثقة بنفسي وخجولة... وأشعر أنني الأتعس في العالم.... قبل شهر تقريباً.. تقدمت بطلب وظيفة للعمل في جامعتي لكن تم رفضي... وكان السبب أنني أتأتىء في الكلام ولا أستطيع التعامل مع الناس.. فأنا عندما أنظر إلى عيني الشخص أضيع لا أركز فيما يقول... أنسى نفسي... أنسى الموضوع وأدخل في حالة ذهول وشرود ذهني مما أدى إلى تذمر المدير مني وفصلي………
أخي الجامعي الذي يكبرني بعامين ليس أفضل مني حالا أبداً أبدا بل إنني أشعر بالحزن المرير عليه.... فهو ضحية العنف الجسدي الذي أهلكه به والدي…… أخي الذي يكبرني بعامين ليس لديه شخصية مطلقاٌ والسبب أن والدي كان يعالج أخطاء أخي كلها بالضرب المبرح…. فإذا ما أتى بعلامات متدنية… ضربه… أو إذا كذب… ضربه…. كل هذا أثر على حياته الشخصية والاجتماعية… فهو ذهب ليدرس في بلد عربي آخر وكان من المفترض أن ينهي دراسته قبل عامين.. لكنه لم يفعل…. ها هو الآن في السنة السابعة بالضبط…. ولما طالت سنين الدراسة… سافر أبي عنده فجأة بدون إخباره… وهناك قام بضربه ضرباً مبرحاً… حتى سال الدم منه…. ماذا أقول؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والله أستحي….. عندما سافر أبي عنده وجده لا يدرس… ولا يفتح كتاباً… وعدد غياباته وصلت ل 45 غياباً في السنة… فهو اجتماعياً صفر صفر….
أنا على كل ما ذكرته في الأعلى أجد نفسي أفضل منه بمراحل وخصوصاً أنه ذكر…. ماذا أفعل قلبي ينفطر عليه… الآن أجبره والدي على ترك الجامعة وإيجاد فرصة عمل كحارس أمن… هو الآن يعمل… لكن أنا عندما عرفت أنه ترك جامعته انهرت بالبكاء… عرفت أن السبب هو والدي… هو الذي دمره… هو الذي أهانه… هو الذي سبب له دمار شخصيته… علاقته بزوجة أبي أكثر من علاقته بوالدي فهو يحبها كثيراً… لكن بسبب تقاعسه وفشله في دراسته… كرهته كثيراً….
ولم تعد سماع اسمه… مع أنه يطلب التحدث معها كثيراً…. لكنها ترفض وتدع وعليه أيضاً مما يفطر قلبي على أخي… إنها قاسية لأبعد الحدود… ها هي الآن لم تكلمه ابداً لمدة سنتين حتى عندما جاء ليزورنا… قالت لي أن أخوك هذا بليد لا يسمع ولا يستجيب… لم يعد مثل سابق عهده… فقد كان عندما يأت ليزورنا… في بداية دراسته الجامعية يتحدثان كثيراً… لكن ذلك انقلب كثيراً عن آخر مرة رأيته فيها في رمضان الفائت…. حيث أن أبي قام بضربه وسط أبناء خاله وزوجة أبي….. لا أصدق أن هذا إنسان أشعر أن أبي وزوجة أبي وحوش وليسوا بشرا …. لم يستطع أحد الكلام…. ماذا سنقول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالكل يعول على أبي لأنه يضرب أخي الكبير…. مع أن أخي الكبير والله إنسان طيب وعلى نياته…. هو ضعيف الشخصية وكل ذلك بسبب والدي…. لا يهتم بنظافته ولا بشكله ولا يقلم أظافره ولا يقص شعر لحيته… ولا يستحم ولا ما شابه… أنا قلبي يحترق عليه يا سيدي……..
أحب أن أذكر نهايةً أنني خضعت لجلسات علاج معرفي سلوكي ولكنني لم أتحسن بتاتاً لأنني لم أفصح عما في قلبي بسبب خجلي الشديد كما أنني يا سيدي خضعت لعلاج بالدواء فقد أخذت Cipralex لأنني مررت بحالة اكتئاب شديدة من قبل وأخذت أيضاً Zoloft ولم تخف عليه حالة الخوف الاجتماعي ولكنه كان يعطيني شعور بالثقة أكثر من ذي قبل كما وأنني أخذت دواء Xerox و Seroquel و Valdoxan… أكثرها فاعلية كان الـ Zoloft حيث أنه منحني الثقة واللامبالاة فصرت لا أشعر بالعالم الخارجي وقد خفف حساسيتي تجاه أشياء كثيرة وجعلني أقل شعوراً فأنا لم أشعر بفورة الغضب العارم عندما كانت تحصل مشادة كلامية بيني وبين والدي مثلما كان يحصل قبل تناولي الدواء. هذا وشكراً كثيراً للمشرفين على هذا الموقع……
رجائي الأخير للأحباء….
ود من الدكتور وائل هندي الرد على رسالتي فضلاً لا أمراً
28/6/2012
رد المستشار
الأخت العزيزة
شكراً على استعمالك الموقع. لاحظت في نهاية رسالتك الطلب من الأستاذ وائل أبو هندي بالرد. وقد تم تحويل هذه الرسالة لي وسأحاول الرد عليها قدر المستطاع.
1- لا جدال بأنك إحدى ضحايا جرائم العنف المنزلي. هذا العنف التي تطرقت إليه جريمة بشعة ولا يمكن تبريره بأي ظروف اجتماعية ونفسية. معالجة العنف المنزلي تختلف من مجتمع إلى آخر، ويتم معالجته أولاً في بلاد الغرب عن طريق القانون. ما فعله الوالد بحقك يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن خمسة أعوام إن كان متعمداً في فعله، ولا تقل عن السنتين إن كان غير متعمد. بعد ذلك تتوجه السلطات إلى مساعدة الضحايا بل وحتى تعويضهم مادياً. لا أدري ما هو الحال في العالم العربي ومصر، ولو كان الأمر يخضع للقانون كما هو الحال في العالم المتحضر لأخبرت معالجتك النفسية رجال الشرطة. لا يجوز لأي طبيب أو معالج نفسي السكوت عن جريمة.
2- الرهاب الاجتماعي المصاحب لأعراض القلق شائع جداً في ضحايا العنف المنزلي. إن درجة الرهاب وأعراض القلق مع أعراض الاكتئاب الشديدة والتي تم سردها بوضوح ودقة في رسالتك من رقم 1 إلى 13. هذه الأعراض طالما تؤدي إلى العزلة الاجتماعية، والأخيرة بالتالي تؤدي إلى زيادة في الأعراض وتبدأ حلقة مفرغة لا نهاية لها.
إن القاعدة العامة في تجاوز الرهاب الاجتماعي بل وكل أنواع الرهاب هو الانتباه إلى السلوك التجنبي Avoidance Behaviour حاولي وضع برنامج أسبوعي للخروج والاختلاط مع الزملاء حتى وإن كنت لا ترغبين في ذلك. تدريجياً ومع مرور الوقت، ستلاحظين بأن أعراض القلق والرهاب سيتم تجاوزها. لا تستلمي لليأس في هذه المرحلة ولا ضرر في الحديث مع معالجتك النفسية لوضع خطة علاجية لتجاوز السلوك التجنبي، فهو الحل الأول والأخير للتخلص من الاكتئاب والقلق واستعادة الثقة بالنفس.
3- العلاج بالعقاقير: لاحظت من رسالتك بأن دواء الـ Zoloft والذي نسميه بالـ Sertraline علمياً كان له تأثيره الإيجابي عليك. هذا العقار هو المفضل ولا بأس من الاستمرار عليه لمدة لا تقل عن الستة أشهر والأفضل لا تقل عن سنة واحدة. لا أدري الجرعة التي تم وصفها لك ولكن يمكنك تناول هذا العقار بجرعة يومية مقدارها 100 – 200 مغم يومياً. شخصياً أميل إلى وصف الجرعة الأعلى في أمراض القلق الشديد.
4- النظام العائلي: هناك إشارة في رسالتك بأن النظام العائلي متصلب ويخضع لطغيان الأب. يضاف إلى ذلك أن هناك عدة تحالفات مرضية في داخل النظام العائلي وانتهى الأمر بتهميشك أنت وغيرك. في مرحلة قبل البلوغ يتم إخضاع العائلة لعلاج عائلي ولكن مثل هذا التدخل من الصعب تطبيقه عملياً بعد البلوغ ويضاف إلى ذلك وجود تحالفات مرضية متصلبة لا يمكن تدمير جدرانها.
قد ينصحك البعض بأن تبحثي عن تحالف ضمن الوسط العائلي الأوسع من الأقارب، ولا بأس من البحث مجدداً رغم أن هناك إشارة سلبية في رسالتك من موقف البعض منهم.
الحل الآخر هو الطلب من معالجتك النفسية الحديث معك ومع الوالد سوية لوضع النقاط على الحروف. إن مثل هذا اللقاء يساعد مرتكب الجريمة على الانتباه إلى الفعل المشين وربما تجاوزه.
حاولي أن تراجعي العوامل أو الظروف التي تسبق تعرضك للعنف المنزلي وأن تتجنبيها قدر الإمكان. السبب في هذه النصيحة ليس لأن تصرفك كان خاطئاً ولكن لابد من وقاية الذات من هذا العنف. ستتجاوزين المشاكل النفسية ولكن الجروح الجسدية ومنها جروح الدماغ الناتجة من هذا العنف طالماً تكون آثارها دائميه.
5- هناك صفات شخصية إيجابية متعددة تم سردها في رسالتك. هذه الصفات الإيجابية لا تبشر إلا خيراً في المستقبل، وفي نهاية المطاف سيأتي اليوم الذي يمكنك به الرحيل من هذا البيئة الخبيثة وبناء بيت سعيد لك ولعائلة المستقبل.
وفقك الله.
واقرئي على مجانين:
أبناؤنا والأسر المعتلة
الرهاب الاجتماعي حلقات الإدامة والعلاج
التعليق: مجرم وبلا دين ولا ضمير ولا اخلاق ولا رحمة
نصيحتي لك يا آنستي، أن تشتكي على أبيك وزوجته وأخته وكل من آلمكِ، لكن أباك في الدرجة الأولى