خللي كيف أعالجه
السلام عليكم ورحمة الله بركاته؛
أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة، ومتزوج من سنة واحدة بالضبط، مشكلتي أعتقد لها سبب بالطفولة لذلك سأبدأ بالطفولة علها تكون هي السبب وهي: عندما كنت طفلا في حوالي السابعة إلى العاشرة كانت أمي في بعض الأوقات تخرج وتتركني عند جيراني. وجيراني أبنائهم كلهم بنات في سن المراهقة تقريبا وكنت أجلس معهم وقتا طويل. وفي هذه الأوقات كانوا يتابعون الأفلام المصرية والهندية وطول الوقت كانوا يتغزلون بهذا الممثل وذلك الممثل الله إنه جميل وسيم وشعره كذا ومن هذه الأقوال وعندما تأتي لقطات القبل والاحتضان وما شابه ذلك بين البطل والبطلة كانوا يتفاخرون بذلك الله لو كنت مكانها ومن هذا القول.
فمن حيث أعلم ومن حيث لا أعلم كنت أفعل ما يفعلون أتغزل بهذا الممثل وذاك وصرت أعمل ما يفعلوه. وأذكر بعدها في فترة التاسعة تقريبا تعرضت لأول مرة إلى اغتصاب فكان في داخلي خوف منه وفي نفس الوقت قبلته ومرت الأيام بهذه الطريقة وعند مرحلة البلوغ أصبحت أشعر بما تشعر به الفتاة أتمنى رجل وأصبحت أسلم نفسي للرجال وأتلذذ بهذا الشيء وبعدها بكم سنة أصبح في داخلي قبول ورفض صرت أشعر بتناقض داخلي بين أن هذا حرام ولكن أرغب به بشدة مع العلم أنني أصبحت مواظب للصلاة من الصغر يمكن في الثامنة أو التاسعة لكن مع ذلك لا أقدر أن أمنع نفسي من هذا الفعل المشين
ومن قبل ست أو سبع سنوات تقريبا ذهبت لمستشفى نفسي وعرضت عليه مشكلتي وكان علاجه لي كل أسبوعين أحضر له وآخذ حبوب مهدئة فقط ولم أشعر بتحسن بالمرة فاضطررت أن أقطع علاجي ومن سنتين تقريبا ذهبت للدكتور ذكورة فقال لي أنه عندي مشكلة في الهرمونات يوجد هرمون مرتفع وهرمون منخفض وبدأت العلاج معه وأحسست بتحسن نوعا ما. لكن.. لم أستطع إكماله معه لأن دفع المبالغ كان كبيرا وأنا لا يوجد عندي مايغطي هذه المبالغ فرغما عني تركته وظللت هذه الفترة أعاني صراع في داخلي بين قبول ورفض. ومن 3 أسابيع تقريبا راجعت أكثر من طبيب بين مسالك بولية وبين ذكورة وكلهم قالوا لي نفس الكلام أنت تحتاج علاج نفسي والهرمونات لا علاقة لها وأحد الأطباء عمل لي فحص هرمونان وقال لي هرموناتك سليمة.
ثم رجعت للطبيب النفسي مرة أخرى من حوال 10 أيام وقال لي لا أستطيع فعل أي شيء لك هذه المشكله أنت تحلها لأنها بداخلك ولازم تكبحها وتحاول تتناساها فقط أعطاني حبوب مهدئة كي تقلل القلق والتوتر عندي وقال لي أن أراجعه بعد أسبوعين. وهذه مشكلتي لم أجد لها حل.
للعلم أنني تزوجت منذ سنة كما ذكرت في البداية لكن لازلت أشعر بنفس المشاعر وأحياننا وأنا أعاشر زوجتي في الفراش تأتي لي مخيلتي برجال وأحاول أن أبعدها بذكر الله أحياننا أنجح وأحيانا لا.
فلا أعلم ما المشكلة بالضبط وهل يوجد لها حل.
أرجوكم إني أتعذب بداخلي بكل لحظة تمر علي وأنا بهذه الحال
21/09/2012
رد المستشار
استشارة نفسية علاجية Psychotherapeutic Consultation
نظرة عامة Overview : رجل متزوج في نهاية العشرينيات من العمر يعاني من اضطراب في التوجه الجنسي وتخيلات جنسية مثلية حتى وهو مع زوجته. تعرض للاغتصاب من رجل في مرحلة الطفولة وسلم نفسه ربما لأكثر من رجل. تولدت لديه حالة من النفور من هذه الممارسات والتخيلات ولكنه لم يستطيع التغلب عليها. راجع أحد الأطباء الذي نصحه بأن هناك اضطراباً في الهورمونات وتحسن من جراء تناول علاج لم يستطيع الاستمرار عليه لكونه باهض الثمن. بعده راجع أكثر من طبيب وتم إعادة فحص الهورمونات وكانت النتيجة طبيعية.
التوصيات Recommendations :٠ شكراً على استعمالك الموقع وطرحك لمشكلتك بأسلوب جيد جداً.
٠ من الصعب التأكد إن كان وجودك مع فتيات أيام الطفولة هو السبب في توجهك الجنسي. يحاول الإنسان البحث عن أجوبة لمعاناة الحاضر في الرجوع إلى الماضي ولكن حتى إن وجد الجواب فالأخير قلما يساعد على حل عقدة نفسية أصبحت مزمنة.
٠ أما تجربة الاغتصاب من رجل آخر فربما هي أيضاً لعبت دورها في سلوك جنسي سبب لك معاناة نفسية لم تقوى إلى الآن على تجاوزها. ما حدث لك ليس بغير بالمألوف في حالات اغتصاب الذكور. العملية الجنسية كانت مشحونة بالعديد من العواطف مثل الخوف، الشعور بالذنب، النفور، ولكنها أيضاً كانت مشحونة بمتعة جنسية.
٠ في غياب الانفتاح الفكري والرعاية الاجتماعية تصبح تجارب الخوف معضلة شخصية يحاول الإنسان تجاوزها. حاولت تجاوزها بالتوجه نحو الالتزام الديني ولكن هذا التوجه لم يكن كافياً ورجعت تعيش تجربة الاغتصاب مرة بعد أخرى وفيها بعض الخوف وبعض المتعة الجنسية. بعد مرحلة البلوغ أصبحت التجربة أكثر إثارة لسببين. السبب الأول هو أن الخوف أقوى من قبل لأنك أكثر التزاماً دينياً، والمتعة أكثر من السابق لأن الأعصاب التي تنقل الإحساس الجنسي أكثر تطوراً. بعبارة أخرى هذه التجربة أصبحت محاطة بإطار من عاطفتين في غاية القوة: الخوف والمتعة.
٠ أظن أني في اتفاق مع الأطباء الذين راجعتهم حول الهورمونات فلا أظن أنها سبباً في محنتك. هذه محاولة أخرى منك تعليل سلوكك الجنسي والبحث عن إجابة وحل لمعاناتك.
٠ لم تتطرق بوضوح في رسالتك حول توجهك الجنسي وهويتك الجنسية. لديك توجه مثلي وربما ثنائي ولكنك لم تقبل ولن تقبل بهوية مثلية. أنت رجل مرتبط بامرأة وملتزم دينياً والهوية المثلية لا يمكن حملها في المجتمع الذي تعيش فيه. ما تحمله الآن ميول جنسية ثنائية التوجه وهوية جنسية ثنائية التوجه أيضاً.
٠ ربما استقر الاستمرار في حمل الهوية الثنائية التوجه والاستمرار في البحث عن الخوف والمتعة. لكن هذه الهوية هي على الدوام وقتية وحملها يصاحبه الاضطراب والمعاناة. لذلك ليس لديك خيار سوى البحث عن هوية جنسية غيرية. هذا ما يجب أن تفعله.
٠ لا تحاول البحث عن مبررات وفحوص طبية. ما يجب أن تبحث عنه هو خلق ارتباط قوي عاطفي وجنسي يربطك بزوجتك دون غيرها من البشر. بدون خلق هذا الرباط والحفاظ علية فلا يوجد حل لمشكلتك.
٠ عليك الابتعاد عن مجالس الرجال وصحبتهم تماماً. عليك بقضاء معظم أوقاتك مع زوجتك والتكلم والتنزه معها. حاول أن تتكلم معها حول حياتكم الجنسية وكيفية زيادة الإثارة فيها. يجب أن تكون عشيقتك وصديقتك وشريكتك جنسياً.
٠ حاول أن تكون أكثر مداعبة لزوجتك جسدياً وعدم حصر اتصال الجسدين بينك وبينها إلى وقت ممارسة الجنس فقط. حاول أن تكثر النظر إلى جسدها وأن تتحدث معها في هذه الأمور.
٠ هناك من ينصح بأن يكون الوضع الجنسي غير المعتاد بينكما. بعبارة أخرى يفضل أن تكون هي التي تستلقي فوقك أثناء ممارسة الجنس وأن تكثر من النظر إليها وإلى تفاعلها.
٠ لا تبالي بالأفكار المثلية التي تراودك أثناء ممارسة الجنس فهناك الكثير من الرجال التي تباغتهم مثل هذه الأفكار ولكنهم لا يستسلمون لها ولا تؤثر على حياتهم الجنسية.
٠ نهاية أقول لك ضع الماضي في سلة المهملات وتوقف عن البحث عن المبررات. مهمتك الآن أن تبحث عن الإغراء في زوجتك والمتعة من خلالها فقط ولكن بدون خوف.
٠ وفقك الله دوماً.