ليس باستطاعتي.... للأسف ..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا فتاة في 19 من عمري، حباني الله بنعم عديدة لا تعد ولا تحصى ومنها أن وهب لي أفضل والدين والحمد لله...... بعد أن أتممت تعليمي العام في إحدى دول الخليج مع والديّ اضطررت أن آتي لموطني العام الماضي لكي أكمل دراستي الجامعية ولذلك فوجب أن يكون معي جدي وجدتي لأمي لكي لا أكون بمفردي في منزلنا، جدي الذي كان يعامل أبي معاملة سيئة، وجدتي التي قررت بعد 6 سنوات من المكوث في بيتنا أن تعود لمنزلها عندما جئت أنا، أو جدتي التي كانت كثيرا ما تأخذ أغراضي لتعطيها لبنات خالتي على الرغم من أن أمي دائما كانت تشتري لهم الهدايا، وكانت تأخذ أغراض أبي وتعطيها لخالي أو كانت دائما ما تعايرني بمرض ابتلاني الله به..... أو كانت تأخذ من أغراض منزلنا لها، أو كانت دائما تفضل بنات خالتي، أو جدي وجدتي الذيّن كانا لا يهتمان ولا يسألان أنا حية أم لا عندما كانا يتركانني بمفردي في المنزل لأيام، أو جدي الذي حطم الكاميرا التي أمتلكها أو جدتي التي دائما ما تسب أمي وتتدخل في حياتنا حتى أنها تفرض عليّ ما يجب أن أرتديه أو جدي الذي تجاهل عندما كنت مريضة وأصر أن يجعلني أخرج لأنفذ بعض المهام التي كان يمكن تأجيلها، أو تجاهل عندما تعثرت في المدفأة وأصيبت ساقي، أو تجاهل عندما ضربني أخي ولم يحرك ساكنا.....
وقد أنسى ما أنسى ولكن لا أنسى عمتي رحمها الله عندما كانت مريضة واضطرت أن تسافر لكي تذهب للطبيب وكانت عيادته قريبة من منزلنا ولكن جدتي كانت تقيم بمنزلنا لكي تؤجر شقتها وبعدها توفيت عمتي على إثر مرضها، أو أنها رفضت مساعدة أمي عندما احتاجت لمساعدة مادية أو أنها باعتها الأرض التي تشاركتا فيها بأضعاف ما وعدتها من ثمن وبضعف الثمن الطبيعي... وجدتي التي تدعم خالي وخالتي على حساب أمي....
والكثير طالبت أمي كثيرا بالمجيء والبقاء معي لكنها كانت ترفض معللة هذا بأننا لن نستطيع العيش وأن ظروفنا الاقتصادية لن تسمح وعندما أقول أن كل من يعيشون حولنا مستقرين ولا يملكون مشاكل اقتصادية تجيب بأن وراءهم دائما من يدعمهم لكن نحن لا أحد يدعمنا
المشكلة هي أنني لا أستطيع نسيان كل هذا وبالمقابل لا أستطيع التعامل معهم أكرههم ولا أستطيع أن أعاملهم جيدا كل ما أفعله هو اجتنابهم
لكن والديّ يطلبان مني ما لم أستطع وهو أن أحسن إليهم.... لكنني لا أقدر.
21/09/2012
رد المستشار
أي شخص سيقرأ سطورك سيرى جديك وغدين لا يعرفان سوى الاستغلال والقسوة، ولكن دومًا يكون هناك مساحة "كواليس" لا يراها أحد بوضوح حتى أنت؛ فما قصصته يدل بالفعل على القسوة والإهمال والتفرقة، ولكن ماذا عن باقي المشهد؟، هل تتصورين أن هذا يحدث معهما أيضًا!؟، فهم يرونك دون النظر للكواليس؛ فيرونك الفتاة المدللة التي جاءت من الخليج الثري، والتي عاشت بلا تراب، بلا أزمات، بلا ثورات، بلا فقر وحرمان، ولم تسأل عنهما قبل ذلك كما تفعل الفتيات مع أجدادها، بل قد يرون أنها لم تتذكرهما إلا حين ظهرت مصلحتها في العودة بل وتطلب الرعاية والاحتضان والمتابعة!!؛
وبعد كل تلك البشاعة التي وقعت فيها تكرهنا وتعاملنا معاملة سيئة!، فهم لم يروا ألمك واحتياجاتك ورغبتك في الاستدفاء بهم، أو بأبويك، لم يروا باقي شخصيتك التي بالتأكيد تحمل الكثير من الخير، ولكن الظروف والواقع السيئ لم يساعد على ظهور تلك الصفات الطيبة فيك، وكذلك هم يا ابنتي؛
فهل هما كبيران مثلًا ويعانيان من بعض أمراض الشيخوخة؟، هل هما في حالة طمع؛ لأنهما عاشا حرمانًا وفقرًا لم تعرفيه ولن يقولوه لك أبدًا، هل التفرقة بينك وبين أولاد خالتك تعود لتصورهم بأنك تعيشين في رغد من العيش والهدايا التي تأتي إليهم مجرد عطاء تافه لا يشبع ولا يغني من جوع؟، هل هناك ماضٍ لا تدركين أبعاده يجعلهما هكذا؟،
كلها مجرد تساؤلات... لا تعني أبدًا أنني لم أشعر بك، أو أنني أدافع عنهما؛ فالمثل يقول "أعز الولد ولد الولد"، والجد هو الأب الأكبر والأنضج، والجدة هي أقرب بديل للأم خاصًة حين يكونا جديك لأمك، إذن هناك عراقيل تمنع أن تكون العلاقة كما يجب أن تكون بين الأقرباء الأسوياء؛ ولأنك في التاسعة عشرة من عمرك لا أحب أن أراك تستخدمين ذاكرتك السلبية فقط تجاههم، وانظري لمساحات لا تراها عيناك وذاكرتك لتتفهمي لماذا يحدث ذلك فتتمكنين من التصرف الأفضل معهما، فقد ترين أنهما يحتاجان لتفهم وضعهم، أو لاحترامك وتقديرك، أو لقربك أنت من اهتماماتهم وآمالهم هم،
فتكون تلك الرؤية الجديدة هي المفتاح السليم لتحسين العلاقة بينك وبينهم، وتكون الفرصة الذهبية لك لكسب مهارات شخصية لديك حيت تتعرضين للتعامل مع آخر بينك وبينه سوء فهم، أو سوء ظن، أسأل ألله تعالى أن يريح قلبك، ويعينك على فهم ما قلته لك حتى تتغير بيديك حياتك للأفضل.
واقرئي على مجانين:
أنا وجدي
التعليق: فعلا .. تفسير الكواليس منطقي جدا .. ممكن كمان تفسر به المشاكل ما بين جدك ووالديك.. لكن الحل فين
الحل في العطاء بلا شروط ولا حدود ... وده حيزرع الثقة والحب تاني ... إديهم بدون شروط .
اديهم هدايا وعاطفة وثقة وكلام جميل .. وكل شيء تقدري عليه وحتجني أضعاف الكلام ده...