هل من علاج؟
بداية أشكركم على هذا الموقع جعله الله في ميزان حسناتكم.
أولا، معاناتي بدأت وأنا في الإكمالية كنت شخصا عاطفيا جدا ومصابا بالتأتأة, كنت أقع في الحب وأنا في سن العاشرة وأبدأ بالتفكير والقلق, وفي تلك المرحلة نحن كنا في الجزائر نعاني من الإرهاب وكنت أصاب بالخوف خاصة كنت في حي معروف بالإرهاب فقد عانينا الأمرين خاصة في مرحلة الذبح الجماعي, كما أني كنت شخصا كتوما لا أعبر عن غضبي حتى لو كان شديدا وهذا بسبب التأتأة
خوفا من السخرية في سن الثانية عشر بدأت مؤشرات البلوغ تظهر في جسدي كحب الشباب واللحية كما أني كنت طويل القامة وقوية البنية وكل هذا كانت مؤشرات تدمير شخصيتي فكنت محل سخرية بين أقراني حتى أهلي كانوا يسخرون مني.
وكنت أكتم هذه الآلام وكنت عصبيا جدا, وعند بلوغي سن السادسة عشر كانت بداية مرحلة جديدة في حياتي, فبينما أنا أدرس أحسست باختناق وتزايد في ضربات القلب فأسرع بي أبي إلى الطوارئ وتعددت هذه الحالة حتى تأكدنا أنها نوبات قلق, بعدها اختفت الحالة وعاودت الرجوع وأنا في الجامعة وهذا بعد الزلزال الذي أصاب الجزائر فكانت تأتيني نوبات خوف شديدة كنت أخاف من صوت الرعود من صوت الشاحنات إلخ وقد أثرت كثيرا في دراستي ولكن الحمد لله أتممت الدراسة بتفوق.
كما أني كنت قد زرت طبيبا نفسيا لمدة 4 حصص وتوقفت كما أن شخصيتي العاطفية كانت تؤثر في حياتي فعندما أرى شيئا محزنا أفكر فيه لمدة طويلة وأسعى لإرضاء الناس حتى على حساب سعادتي بعدها اختفت هذه النوبات وعاودت الرجوع قبل ثلاثة أشهر فأنا أصاب بنوبات الخوف عند الابتعاد من المنزل وقد أثرت سلبا في عملي والمشكل أن الهلع يأتيني أيضا بعد الوساوس كالخوف من المس الخوف من دخول السجن الخوف من المشاكل حتى أني في العمل لا أمضي المستندات خوفا من العواقب إلخ ولا أدخل المسجد خوفا من النوبة لأني أحس أنه بعد تكبيرة الإحرام إنني محاصر ولا أستطيع الفرار نفس الحالة في الازدحام بعد النوبات قمت بفحوصات طبية عامة وقلبية والحمد لله سليمة
والمشكل الرئيسي الآن هو أني أعمل و لدي مسؤوليات كثيرة فعندما يكون هنالك مشكل حتى لو كان صغيرا أقلق قلقا شديدا وأحس بآلام في القلب والصدر والبطن وينتهي بي الأمر في المستشفي والمشكل أيضا هو أنه عندما يكون عندي مجموعة من الأعمال لا أعمل كل عمل على حدى وإنما أحس بضغط شديد وتجتمع تلك الأعمال في لحظة واحدة بالرغم من أني أستطيع إتمام كل العمل
ولكن هذا الضغط يمنعني من عملها وتزداد مخاوفي عندما أبحث في النت عن آثار القلق والتوتر والأمراض السيكسوماتية فأحس بأني سوف أصاب بنوبة قلبية أو دماغية أو سأصاب بارتفاع ضغط الدم حتى سئمت الحياة عندما أدخل غرفتي أبكي كثيرا حتى أنه لم يعد لي طموح لأني أحس كأن حياتي قصيرة بسبب هذا القلق وكنت أصبر نفسي عندما أدخل موقعكم لأرى حالات مثل حالتي.
أستسمحكم على الإطالة وعلى عدم تناسق الأفكار لأني أردت إيصال معظم مقتطفات حياتي فهل من علاج؟
29/9/2012
رد المستشار
1. الشكوى المقدمة Presenting Complaints :
شاب يبلغ من العمر 29 عاماً يعاني من الشعور بالقلق بسبب وبدون سبب أحياناً منذ الطفولة يتمثل هذا القلق في التعامل مع الآخرين ونوبات هلع في الآونة الأخيرة بدأت هذه الأعراض تؤثر عليه مهنياً واجتماعياً.
2. المعلومات الخلفية Background Information:
تزامن حدوث هذه الأعراض مع ظروف اجتماعية في الجزائر لا يمكن وصفها إلا بالقاسية يضاف إلى ذلك أن علاقة الفرد مع الأقارب والأهل لم تكن مرضية أيام الطفولة، استشار طبيباً نفسياً وخضع للعلاج النفسي لفترة قصيرة وبدون فائدة.
3. التاريخ الشخصي Personal History :
أكمل دراسته الجامعية بتفوق ويعمل مديراً مالياً عانى من التمتمة في طفولته.
4. التاريخ العائلي Family History : لا يوجد ذكر لتاريخ مرضي في العائلة.
5. الحالة العقلية Mental Status :
هناك إشارة واضحة لأعراض القلق، وربما اكتئاب ثانوي دون إشارة إلى أفكار انتحارية هناك قبول من المستخدم بأن حالته نفسية ويطلب العلاج مما يشير على عدم وجود اضطراب ذهاني.
6. صياغة الحالة Formulation :
شاب في التاسعة والعشرين من العمر يعاني من أعراض قلق مزمنة منذ الطفولة. هذه الأعراض تتزامن مع ظروف بيئية فوق مستوى تحمل البشر لم يكن موفقاً في تسلم المعونة النفسية من المقربين ولكنه رغم ذلك تفوق دراسياً وهو الآن في عمل دائم بدأت هذه الأعراض تؤثر عليه سلبياً في الآونة الأخيرة ولكن لا توجد إشارة إلى ظروف جديدة ربما كان لها تأثيرا سلبياً عليه لم يتطرق في كلامه إلى أعراض اكتئاب وليس من الممكن الجزم بأن هذا الاضطراب غير موجود.
7. الاستنتاجات Conclusions :
۰ الأخ العزيز: شكراً على تراسلك مع الموقع وأتمنى لك الشفاء.
۰ ليس هناك اختلاف في الرأي بأنك تعاني من عدة أعراض من القلق مسارها مزمناً هذه الأعراض صاحبت الظروف القاسية التي مرت بها البلد هناك احتمال كبير بأنك أصبت باضطراب الكرب بعد الصدمة Post-Traumatic Stress Disorder منذ الطفولة وربما يفسر ذلك التمتمة وبعد ذلك عاد هذا الاضطراب للظهور بعد الزلزال الذي حدث أعراض كرب بعد الصدمة تختفي خلال عام حتى بدون علاج ولكن الذي يحدث بأن عتبة الإنسان للشعور بالقلق تصبح منخفضة ويبتلى بالقلق بين فترة وأخرى جراء تعرضه لظروف من المتوقع تجاوزها في الأحوال الاعتيادية.
۰ ما تعاني منه الآن هو القلق ومضاعفاته المتمثلة بالرهاب المتنوع تتطلب هذه الأعراض العلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب وربما هناك حاجة إلى عقاقير أخرى تستهدف القلق مباشرة لم أتطرق إلى أسماء هذه العقاقير لأن الممارسة المهنية تختلف من بلد لآخر وتستوجب إشرافاً طبيا لذلك أطلب منك مراجعة طبيباً نفسياً وإن لديك استفسار عن العقاقير الموصوفة لك فما عليك إلا بمراسلة الموقع مرة ثانية.
۰ أنت رجل كفء وربما العقاقير لوحدها مع استشارات طبية منتظمة ستساعدك على تجاوز محنتك. غير أن الكثير من المصابين باضطراب قلق مشابه لحالتك يحتاجون إلى علاج معرفي سلوكي يتم التركيز خلاله على ظروف الوقت الحاضر سيساعدك هذا العلاج عبر 6 -12 جلسة على رفع عتبتك للشعور بالقلق وتجاوزه بسرعة في المستقبل هناك أنواع متعددة من العلاج ذات مصطلحات مختلفة ولكنها جميعاً تستهدف رفع عتبة الشعور بالقلق.
۰ عليك بعد ذلك تنظيم جدول أعمالك والبحث عن الاستقرار العاطفي والاجتماعي متى ما تم ذلك وبدأت تشعر بالأمن ستتجاوز محنتك بسهولة.
۰ وفقك الله
التعليق: هل تعلم أنني إتخذت القلق صديقا، فبعد أن وجدت صعوبة في مفارقته بعد أن لازمني منذ زمن بعيد، تقريبا من الثالثة من عمري, وقد أدي توتري الدائم إلي ارتفاع الضغط من عمر 13 سنة تقريبا، و بعد انتهاء الدراسة كنت أذهب لاستقبال المستشفي لأنني أشعر بالاختناق والموت حتي قضيت بالبيت بضعة أشهر لا أخرج إلا للضرورة بسبب هذه الأعراض المزعجة.
لا أتذكر كلام الدكتور الآن عن القلق لكن في الغالب قال لي أقبله مع بعض الأدوية، وفي الواقع فإن مراجعة الأفكار المسببة للقلق تقلل من درجته، وهذا بالنسبة لي لأن درجة القلق عندي تكون قرب نهاية المؤشر لكن بالنسبة لك فإن مراجعة أفكارك قد تنهي قلقك نهائيا.
لقد تصالحت مع القلق حتي لا يستهلك ما تبقي مني، فإنني الآن قلقة جدا منذ الفجر بعد أن إستيقظت علي صوت عالي جدا لطائرتين كسرتا حاجز الصوت إلا أنني قضيت يومي بشكل عادي ومتعايشة مع هذا القلق الذي اعتبرته مزمنا كالاتفاع في الضغط فقررت التعايش معه بشكل سلمي وتقبل وعدم مقاومته.