السلام عليكم ورحمة الله،
سيدي الكريم لقد تعرفت على فتاة في السنة الماضية وكانت من بلدة أخرى وهي تدرس في نفس الكلية التي أدرس فيها تقدمت إليها وطلبت منها أن نتعرف بغية الزواج فوافقت وأخبرتني أنها معجبة بي. أخبرت عائلتي بأمر تعرفنا وطلبت منها هي أيضا أن تخبر عائلتها وقد طلبت منها ذات مرة أن أتحدث إلى أخ من إخوتها حتى يتعرف علي, لكنها اعتذرت بكونها لا تستطيع أن تبلغه الآن لأنه غيور وأن الأفضل أن آتي إلى منزلهم وأطلب يدها, أما أنا فعلى الرغم من أنني لقيت بعض الاعتراض من عائلتي فقد استطعت أن أقنع أمي حيث قمت بجلبها إلى الكلية لتتعرف عليها وحتى تطمئن هي أكثر أن نيتي حسنة.
هكذا استمرت علاقتنا مع بعض على ما يرام وقد كانت كثيرا ما تخبرني بأنها تحبني كثيرا ولا تستطيع أن تتخلى عني ولو بملئ الأرض ذهبا!! صدقتها وزاد تعلقي بها وأخبرتها أنني على وعدي معها وأنني بإذن الله أتقدم إليها في الصيف المنقضي حتى أنها كانت دائما تذكرني وترجوني أن لا أغدر بها وأن أفي بوعدي معها.
قد عرضت عليها أنه في بداية مشوار حياتنا نعمل جنبا لجنب لنتجاوز صعوبة الظروف وقد أخبرتني هي أنه لا مانع لديها في ذلك وحرصا مني على الوفاء فبمجرد أن نلت شهادتي خرجت باحثا عن أي عمل يؤهلني أن أطلب يدها عندها عرض علي أن أعمل لدى خبير في قيس الأراضي فوافقت لتوي رغم أن الشروط التي حددها لي المشغل كانت شروطا مجحفة وبأجر زهيد حيث طلب أن أعمل معه شهرا بالمجان ولساعات فوق العادية أي فوق ال8 ساعات وافقت رغم قسوة الظروف لا لشيء إلا لأني أحببت أن تكون زوجتي ووثقت بها.
عادت هي بعد انقضاء السنة الدراسية إلى بلدتها وبقيت معها على اتصال وكنت أتقشف من مصروفي اليومي وعوض أن أشتري غدائي كنت أبعث لها رصيدا في هاتفها حتى يتسنى لها أن تتصل بي لتخبرني عن أحوالها وما إذا كانت تريد الاستفسار عن أمر يخص مستقبلنا. كان حديثي معها عن طريق رسائل هاتفية تارة وأخرى عن طريق مكالمات للاطمئنان على حالها. في الحقيقة لم أكن أتغزل بها أو أعاكسها وكانت معظم رسائلي فيها دعاء أن يوفقنا الله وأن يجمعنا في الحلال تحت سقف واحد. وأحسبني لم أخطئ في ذلك لأننا مازلنا غريبين عن بعض يعني أن خطابنا يجب أن يكون محتشما حتى يحصل كتب الكتاب.
بعد فترة أحسست أنها تغيرت معي وذات يوم أخبرتني أنها تريد أن تسمع صوتي كثيرا وكأنها شكت في اهتمامي بها مع العلم أنني ضحيت بكل وقتي وقوتي في العمل حتى أبلغها بالحلال، ولا بأس أن أذكرك سيدي أنه لما كنا في فترة التعارف الأولى في الكلية كانت تطلب مني أن نذهب إلى الشاطئ وكنت أرفض لأنه مليء بأشخاص غير محترمين والله يعلم أنني كنت أتمنى أن نذهب معا لولا أنني خفت على سمعتها من ارتياد أي مكان مشبوه واعتبرت أنها أمانة لا يجب أن تمس في غياب والديها ولو أنني لم ألتقي بهم بعد وكنت أحرص أن أكلمها وألتقي بها في أماكن عامة مليئة بالناس وقد طلبت مني مرارا أن نسلك طرقا أخرى خالية من المارين لكني كنت أرفض أيضا لأصون حرمتها والله لقد اعتبرتها جوهرة وحرمت على نفسي أن أفتنها أو ألمسها حتى نكون معا في الحلال.
أعود الآن وأخبرك أنه بعد شهر من ذهابها إلى مدينتها أحسست أنها تغيرت حتى أنها قالت لي بأنها لا تريد أن تعمل وأنها أصبحت لا تحبني وأنها تحب شخصا آخر كانت تعرفه عن طريق الفيسبوك قبلي، أنا تقبلت بألم فراقها وتمنيت لها السعادة ثم بعد بضعة أيام أعادت الاتصال بي فظننت أنها تريد أن نعود مع بعض فالتمست لها الأعذار لكني فوجئت أنها لا تزال تحب الشخص الآخر وطلبت مني أن نبقى أخوين.
وهكذا عادت السنة الدراسية فانقطعت عن العمل مع مؤجري السابق وعدت لأتم المرحلة الثالثة من دراستي بعد أن كنت أنوي الاكتفاء بالمرحلة الثانية وبعد شهر تقريبا أعادة الاتصال بي وأرسلت لي عدة رسائل اطمئنان حتى أعادني الشوق إليها وأعدت لها طلب الرجوع فعادت لصدها وإعراضها عندها طلبت منها بكل هدوء ولباقة أن لا تعيد الاتصال بي لأنها بذلك تعذبني فانقطعت عن مهاتفتي، وبعد شهر آخر بعثت لي برسالة هاتفية فتجاهلتها وفي عصر ذلك اليوم اعترضت طريقي وسلمتني كتاب كنت أهديتها إياه مع أني لم أطلب منها أن ترده.
حقا أريد أن أعرف ما الذي يجول بخاطرها فحين تقربت منها صدتنا وحين طلبت منها الفراق ضلت تطاردني بطريقة مستفزة.
والسلام
01/11/2012
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
سعيدة أنا بقراءة كلمات يفوح منها الصدق والنضج سمات لشخصية متميزة. ولدي بارك لله لك في حسن خلقك وصدقك مع نفسك قبل صدقك مع من مال لها قلبك. يعكس سلوك الفتاة نهجا مخالفا تماما لشخصيتك على مستوى النضج والصدق وكذلك المطالب. أنت تريدها زوجة وتحترمها وهي في أحسن الأحوال رأت فيك تعويضا لآخر يصدها وبعد تعرفها عليك لم تعد تستطيع البعد عن نموذج سلوكك الأخلاقي المتميز ولا اهتمامك. مطاردتها لك كما تقول أنانية منها فهي تفكر فيما تحصل عليه من تفاعلها معك من اهتمام صادق وتعامل راقي وبعض الاستغلال المادي دون أن تحسب عواقب سلوكها عليك.
يمكن للصديق أن يتحول إلى محبوب ولكن المحبوب يصعب إعادة صبه في قوالب صديق إلا في الذاكرة، أي تكون ذكرياتنا بعد انفصالنا عنه لطيفة وإيجابية ولكن التعامل معه على هذا الأساس صعب ويتطلب شخصيات أكثر تعقيدا منك.
حدد ما تريد أنت وما يناسبك أنت هذه المرة قبل أن تفكر في ما يناسبها وإن رأيت أن تواصلها ينكئ جراح قلبك تجاهلها تماما فلست مسئولا عنها، انشغل بنفسك وحياتك.
واقرأ على مجانين:
شيزلونج مجانين: ليه مش بتمسك إيدي؟
ليه مش بتمسك إيدي، مشاركة
ليه مش بتمسك إيدي مشاركة2
وَهَنيئًـا ! وَمَـريئــًا...
أدبٌ لم يكنْ لهُ...؟
يا التي منك...
التعليق: أحييك على قلبك الطاهر، هذا القلب الذي قلّ من يملكه وَقلّ من يقدرهـ،
لطالما حلمت بشاب يفكر مثلك تماماً تجاه حبيبته يحميها ويحفظها ويريدها بالحلال،
ربما أراد الله أن يهديك الفتاة التي تقدرك فـ فارقتك هي وخسرتك وأذكرك بقوله تعالى :
{ الطيبون للطيبات }
رزقك الله تلك الطيبة مثلك ..