ما هي المشكلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي أنا لا أعلم هل هي في أم في زوجتي؟؟ أنا عمري 26 سنة متزوج من 4 سنوات (وزوجتي في نفس عمري) بعد التخرج مباشرة ب 6 شهور تزوجت بزميلة لي كانت في الكلية كنت أراها أجمل بنت في الدنيا كلها في احترامها وهدوئها وضحكتها التي كانت وما زالت تبهر لي حياتي لكني لم أكن أعلم بهذا العناد الذي تتعامل به معي الآن!! أنا الآن عندي طفلين منها والحمد لله وأحبهم وأعتقد أني أحبها هي أيضا ولم ينطفئ حبي لها بل وممكن أن تكون هذه هي المشكلة الله أعلم.
هي دائما تقول لي أنها تحبني كثيرا ولا تقصد مضايقتي وأنها تحاول إرضائي بشتى الطرق ولكن لا تستطيع إرضائي بشكل كامل، بها مزايا عدة منها الطيبة والحب والحنية وحب الأطفال والتحمل، لكن بها بعض الصفات أنا لا أعلم هل هي مزايا أم عيوب ففي معظم الأحيان هذه الصفات تضايقني كثيرا أشعر كثيرا أنها تستطيع الاعتماد على نفسها في كل شيء وهذا يشعرني أنها لا تحتاج إلي في شيء، عندها رأيها الخاص والمستقل وشخصيتها مستقلة ولكنها لا تقتنع تماما برأي الآخرين أو بالأصح لا تقتنع برأيي أنا ومن الممكن أن تقتنع برأي أي شخص آخر.
عندما يتصادم تفكيري مع تفكيرها بمعنى أنا أرى من الأصح كذا وهي ترى من الأصح شيء آخر هنا تكون الكارثة فإما أن أتماشى معها وأقتنع برأيها وأتحول إلى شخصيتها أو أني أصر علي رأيي فتتغير علي وإذا حاولت مناقشتها حتى أقنعها فلا تقتنع بالطبع أبدا كأني عدوها وليس زوجها فتتركني وتذهب لتنام أو تفعل أي شيء آخر بحجة التعب وترى الوجه الآخر منها وهو الضيق المستمر.
تحاول تجنب الجنس بشكل ظاهر وتقول بأني أطلبها بشكل أكثر من الطبيعي مع العلم أني لم أمارس الجنس معها بشكل يومي حتى في أيام شهر العسل، عندها الطبيعي يكون كل أسبوع مرة وهذا من ثاني شهر في الزواج لا تعطيني الحرية أن أختارها وقت ما أشاء بالإضافة إلى أنها لا تهتم بملبسها كثيرا ولا تطلب مني ملابس جديدة وإذا طلبت منها أن تشتري ترفض بحجة الأولاد أولى وأنا الحمد لله لست فقيرا، لا تهتم بجسمها إلا إذا ذاهبة مثلا إلى دكتورة نساء وولادة ولا وجهها إلا إذا ذاهبة إلى زفاف، إلا إذا نبهتها فتقوم بعمله وتنسى بعد ذلك.
أنا لا أقول أنها لا تطيعني فممكن أن تفعل ما أريد لكن تبقى بقية اليوم في نكد وعدم رضا بما فعلته لأنها غير مقتنعة به حتى أصالحها وأخبرها بأن تفعل ما تريده المرة القادمة، فهي لا تقتنع بكلامي ولا برأيي ولا بطريقة تفكيري وهذا شيء يحزنني كثيرا فكيف تحبني إذا وهي لا تقتنع بكل هذا في ولا تراني كبيرا بما فيه الكفاية لتأخذ برأيي أو عاقلا لتستمع لنصيحتي.. ولا تبدي أيضا إعجاب بي ولا بتصرفاتي.
أشعر دائما بأني لست مهما عندها بما فيه الكفاية مع أنها تقول غير ذلك، بعض الأحيان تتخذ بعض القرارات لشخصها أو حتى في البيت بدون الرجوع لي مثل أنها تدعو إخوتها فجأة للمبيت بالبيت لعدة أيام بدون سؤالي أو الرجوع لي بحجة أنهم في ظروف صعبة وليس لهم مكان يذهبون إليه مع العلم أن إخوتها لم يطلبوا منها القدوم بل هي دعتهم بدون علمي وكان لديها الفرصة على الأقل لتخبرني قبل أن تدعو أحد، وكذلك أكثر من مرة مثل فتح حساب في البنك باسمها لتضع به مبلغ من المال ليس ملكها بل ملك أخوها أيضا بدون علمي وعندما أحدثها على ذلك تقول نسيت أو أنه عادي، لا تشتكي إلي ولا تحدثني عن ما يشغل بالها من مشاكل عائلية عندها ولا أشعر بأنها تحتاج إلي في هذا ودائما ما تقول لي أني لا أشعر بها وأنها لا ترتاح للكلام معي عن هذه المشاكل وذلك بسبب أني أقول لها رأيي في هذه المشاكل بكل وضوح وهي بالطبع لا تقتنع برأيي فتغضب فلا تتكلم معي.
حاولت أكثر من مرة أن ألين معها وأجاريها حتى تحكي لي لكن ما تريد أن تفعله مخالف لما أنا مقتنع به فعندما أقول رأيي حتى لو بأسلوب لين تغضب بسرعة ويتحول الموقف إلى نكد.. دائما ما تخطط لكل شيء حتى لي وهذا شيء يستفزني تقول لي إفعل كذا وكذا وكذا حتى علاقاتي سواء في العمل أو خارج العمل تحاول أن تقول لي كيف أتعامل أنا لا أنكر أني في بعض الأحيان أشكو لها من مشاكل الحياة والعمل لكن لكي تصبرني وتعينني على الحياة والعمل لا لكي تخطط لي كل شيء، أنا بالفعل لا أعلم إذا كانت المشكلة في أم فيها.
أنا كل ما أعلمه عن الحب الحقيقي هو أن المرأة عندما تحب الرجل حب حقيقي فإنها ترى أفكاره كلها صحيحة حتى لو بها خطأ وتحب آرائه وتحب أن تستمع إليها ولا ترى بها أخطاء حتى لو رأى بقية العالم كله أن رجلها على خطأ فهي تراه على صواب لأنها تحبه وكما يقولون الحب أعمى، وما ينبغي أن يكون عليه الزواج أيضا هو طاعة الزوجة للزوج بحب واقتناع بما تفعله ليس فقط أن تنفذ الشيء كأنه أمر فعندما يتكلم الزوج الذي تحبه الزوجة إليها فستستمع إليه وتقتنع بكلامه لأنه ببساطة أسرها بحبه وكثيرا ما نرى أن تقف زوجة مع زوجها حتى مقابل أهلها بسبب حبها له وأنا لست مع ذلك ولكنه مجرد مثل لأبين به كيف يجعل الحب الشخص أعمى في بعض الأحيان، كنت أتخيل أنها سوف تعجب بي وتنجذب إلى شخصي وتأخذ من صفاتي وتفكيري لكن العكس هو الذي يحدث أو هو ما تريده أن يحدث... لا أعلم....
عموما أنا محتار ولا أعلم هل الخطأ عندي أنا هل أنا شخصيتي ضعيفة لم أؤثر عليها لم أضيف إليها شيء أنا لا أعلم أنا من النوع المكتئب بعض الشيء والمنطوي على المستوى الشخصي ممكن أن يكون هذا هو السبب أندم كثيرا على ما فات وهذا ما يعيقني بعض الشيء إلى التقدم إلى الأمام أنا أحبها كثيرا أرى فيها أشياء كثيرة جميلة لكن في حالتها العادية وهي أيضا لكن عندما ندخل في نقاش في أي شيء يحدث هذا الصدام ولا أعلم ماذا أفعل، في وقت غضبي أفكر بالانفصال عنها لكن بجانب أني أحبها لدي طفلين منها وأنا لا أريد هذه الحياة لأطفالي ولا لي ولا لها، لا أعرف ماذا أفعل.
15/11/2012
رد المستشار
نشكرك على ثقتك، واسمح لي أن أصارحك بأن أية محاولات لاستيفاء الإجابة على ما تفضلت به من استفسارات، وما يكتنف موضوعك من ملابسات....... هذه المحاولات لن يصادفها النجاح المرجو "أخي الفاضل" لأنك مشتبك مع تفاصيل كثيرة، ومستويات متنوعة، وقضايا عديدة، ولذلك لا أطمح أن أجيب عليك، بقدر ما أشير إلى بعض النقاط لعلها تكون بمثابة مفاتيح، أو معالم على الطريق!!!
وأنصح كل المتزوحين أن يجتهدوا في البحث والقراءة في كتب العلاقات الزوجية، والتفاهم بين الرجل والمرأة وهي تملأ الأسواق، وبدوام الاطلاع على آراء متعددة ستتكون لدى القارئ والقارئة ملكة الفهم، والتذوق، والتمييز بعد التجريب –ربما- لما يناسبهما من أساليب تواصل وفك شفرات، وكيمياء سعادة زوجية!!!
بالنسبة لحالتك يمكننا للوهلة الأولى ملاحظة أن كثيرا من الزيجات التي تكون فيها الزوجة من نفس سن الزوج تتعرض لامتحانات صعبة، ويبدو أن المرأة – مهما كانت شخصيتها قوية، أو ضعيفة- فإنها تستريح، وتهدأ، وتطمئن في كنف رجل تثق في قدرته على قيادة الأسرة بما فيها هي شخصيا!!!!
فاتتك هذه المسألة، وأنت تفكر بالزواج من زميلتك، ولذلك دعنا نبحث عن نقاط أخرى تعوض غياب فارق السن!!!
حتى المرأة النشيطة المستقلة تحب أن يسأل زوجها عن أحوالها..... عن مشاعرها، عن تفاصيل شئونها اليومية، وأن يداوم على التقدير والامتنان إذا قامت بشيء له، أو للأولاد من أعمال معتادة روتينية، أو غير روتينية...... إذن أوصيك ألا تتوقف عن المديح الصادق لجمالها، وذوقها، وما تقوم به من جهود منزلية، أما اللوم والنقد فلن يأتي بخير!!! امتدح الإنجازات، وتغافل عن التقصير!!!
مع الاطلاع على بعض الكتب الخاصة بالعلاقات ستتعلم فورا أن المرأة حين تشارك بالحكي عن حياتها أو مشاعرها فهي غالبا لا تبحث، ولا تسأل عن رأي، ناهيك عن النقد، واللوم، والتقريع!!!
المرأة تحكي رغبة في المشاركة الشعورية، والتواصل، وتبادل الاهتمام وأنت جاهز دائما بما لا تحتاجه هي من انتقادات تسميها أنت نصائح، ثم لا يسعدك أنها ترفض الأخذ برأيك!!!
أعرف أن كلامي ربما يفتح أمامك المزيد من الأسئلة، والاستفادة العظمى من تواصلنا هنا عبر الموقع أن يشجع بعضنا بعضا على مزيد من التعلم والاطلاع، بل والإنصات إلى خبرات من آخرين، وفرز كل هذا، والاستفادة منه!!!
يمكنني أن أسترسل في كلام لا ينتهي لأن كثيرا مما ذكرته في رسالتك هو شائع ومدمر لأية علاقة زوجية، ونحن نمارسه دون وعي، وبمنتهى البراءة!!!
لكن دعني أختصر وأختم شاكرا لك قولك: "أنا كل ما أعلمه عن الحب الحقيقي..." إلخ، ولا أدري من أين جئت بهذه المفاهيم التي رصدتها لنا في نص نافع للغاية لأنه اعتراف نادر بأخطاء متنوعة ومتعددة، لا يعرف صاحبها أنها أخطاء!!!
ودون أن أحاول شرح معاني الحب أو كيف يتكون بين رجل وامرأة، وكيف ينمو، وكيف نرعاه ونتعهده، وهي مهارات ومعارف غائبة عن تكوين أغلبنا، ولذلك يفشلون!!!
سأحاول أن أختم بملحوظة أخيرة، وهي أن المرأة النشيطة المستقلة حين تلمس من شريكها بعض العزلة، أو الانطواء، والانسحاب... تتقدم هي تلقائيا بشكل طبيعي لتملأ هذا الفراغ، ولكن مع الوقت يضايقها هذا، ويضايق زوجها.. رغم نيتها الطيبة!!!
ابذل مجهودا في تكوين نفسك، وتغذية معارفك في هذه المساحة ثم عد إلينا ثانية!!! وتابعنا بأخبارك.
التعليق: أرشح لكما كتاب: "الرجل من بولاق والمرأة من أول فيصل"...لا تندهش فهو كتاب حقيقي حضرت حفل توقيعه في إحدى المكتبات الكبيرة،
ويعتبر هذا الكتاب النسخة المصرية للكتاب الغربي: "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة".