تأخر الزواج
أنا شاب في سن الثلاثين، ولي أخت سنها 36 سنة، وبعد وفاة والدي ووالدتي, أصبحت أعيش أنا وأختي وحيدين, فهي غير متزوجة وتلك هي المشكلة, فأنا لا أستطيع أن أتركها وأتزوج وبالتالي يجب علي أن أنتظرها حتى تتزوج, ولكن الأيام تمر والعمر يمر ولا تتغير الظروف؛
وقد أصبحت فعلا أحتاج للزواج فهي سنة الحياة ومطلب نفسي واجتماعي للإنسان منذ فترة تقدم رجل في الأربعين من العمر وظروفه العامة جيدة ولكن شكله لم يقنعها ورفضته ومن يومها وأنا حزين وأشعر أنها لن تتزوج وأصبحت غير قادر على الكلام معها.
مع العلم أنني أعمل في مدينة أخرى غير المدينة التي ولدت فيها وأعود للمنزل مرة كل أسبوع, وفي اليوم الذي أقضيه في المنزل لا أستطيع التفاهم معها, وقليلا ما أتكلم معها وكلما تمنيت الزواج وتذكرت أنها هي المانع الذي يقف أمامي أشعر بالغضب تجاهها. أعرف أنه من الواجب أن أنتظر زواجها, ولكن أليس من حقي أنا أيضا أن أتزوج؟
إذا اختارت هي أن ترفض كل من يتقدم لها بأسباب غير منطقية رغم تأخر سنها, فهل علي أنا أيضا أن أدفع ثمن اختياراتها؟
أرجو أن تساعدوني
27/12/2012
رد المستشار
لا يا صديقي الكريم، ليس علينا أن نتحمل اختيارات الآخرين، حتى لو كانوا أشقائنا، وأزواجنا، وأبنائنا، فالعرف يكاد يخنقنا لدرجة أنه حتى لو تعارض مع الشرع نفضله عنه!، فأنت تعمل طوال الأسبوع ولا تراها إلا يومًا تكاد لا تتحدث فيه معها، فكيف ستتوقع أن تكون الحياة إن طالت بكما على هذا النحو لسنوات وسنوات؟، ممَ تخاف؟، من كلام الناس، أم كلامها هي لك عن أنانيتك المزعومة؟، فليذهب حديث الناس للجحيم، ولتنظر هي لأنانيتها التي تجعلك تعاني عاطفيًا وجنسيًا وكأنها عقاب لك في الحياة؛
ولا تتصور أبدًا أنني لا أشعر بمعاناتها فليهون الله تعالى عليها مشاعر الوحدة والغربة، والحرمان العاطفي والجنسي وحرمان الأمومة، ونظرات الشفقة، أو نظرات الشماتة التي تعانيها، ولكن لا يجوز بالمنطق ولا الشرع أن نجعل المشكلة تتضخم، وتصبح مشكلتين، وتنمو المشاعر السلبية بينكما كلما مرت السنوات تلو السنوات، لذا فلا أجمل ولا أفضل، من المصارحة التي غابت بينكما من سنوات لا أعلم لها سببًا!!؛
فقد تكونا من النوع الانطوائي، أو الحساس، أو الذي لديه مشكلة في التعبير تجعلكما على هذا النحو، ولكن لا مجال لحل مشكلة إلا بمواجهتها وعلاجها بشكل سليم، فلتتحدث معها برفق ولين وتحدثها عن رغبتك في تكوين أسرة وتلبية احتياجات، وأن هذا لن يغير أي شيء بينكما بل بالعكس سيجعلها تتعرف على آخرين وأسرة جديدة بدلًا من الوحدة التي تعيشانها أنتما الاثنين، ولا تجعل مشاعرها التي ستظهر منها حائلًا بينكما؛ فلتتقبل مشاعرها وحديثها وتناقشها فيها بهدوء حتى وإن خرجت منها مشاعر سلبية، أو اتهام، أو خوف من المستقبل فأهم شيء هو أن تحتوي مشاعرها وتبدد مخاوفها وتطمئنها جدًا على وجودك الذي لن يتغير، ولو كتمت مشاعرها طمئنها أنت بأنك تعرف معاناتها، وتعرف مشاعرها وتطمئنها أيضًا، ولتحاول معها أن تقوم بأنشطة وأعمال ولو تطوعية لتجد معنى لحياتها مع غياب الزواج، ولتشعر بأنها موجودة وذات قيمة تضيفها لها ولغيرها، ولا تضعف أمام عرف أحمق، أو أنانية مستترة.
التعليق: أكبر فيك هذا الموقف أخي
وإن شاء الله سيوفقك الله ويرزقك لأنك طيب ونيتك طيبة
والمستشار رد عليك ردا مفيدا
نأمل أن يكون الجواب الشافي
وأتمنى أن يوفقكم الله ويرزقكم الساعة