انفصام الشخصية وحالات الاكتئاب في المنزل
أعزائي أطباء مجانين, أحاول إرسال مشكلتي هذه منذ سنتين ولكنني لا أستطيع تحديد المشكلة بالضبط نشأت بين عدد كبير من الإخوة والأخوات, اثنان منهما حاولا الانتحار بسبب مشاكل نفسية أختي مصابة بانفصام في الشخصية وأخي مصاب بنوع من الاكتئاب لا أعلم ما هو, عشنا كأسرة مفككة لمدة طويلة, شعرت بأن لا أحد يهتم بي لأن أمي كانت دائما مشغولة بأختي المصابة بالانفصام فقد كانت حالتها سيئة ولم تظهر أي تحسن خلال 7 سنين كانت دائمة الصراخ وتقوم بإيذاء نفسها بضرب رأسها بالحائط أو أي شيء آخر بل إنها قامت بضرب أخواتي بشكل مبرح,
أصبحت أمي شديدة العصبية كانت دائما تجد أسباب لتصرخ هي أيضا وتؤنبنا على عدم مساعدتها في المنزل أو تخبرنا بأننا لسنا أشخاص طبيعين أو تتمنى الموت أو تتمنى بأن نموت أو أنها لم تنجب أحد منا وكانت هي ووالدي في حالة شجار دائم, أحوالنا المادية كانت جيدة ولكن نظراً لعددنا الكبير كان دائما هناك ضيق مادي كبير, عندما وصلت إلى مرحلة المراهقة دخلت في حالات عديدة من الاكتئاب وشعرت برغبة شديدة في الانتحار كنت أشعر بالغباء والقبح وعدم الأهمية وأنني لست طبيعية بفضل الله تحسنت الأوضاع.
تحسنت أختي بعد محاولتها للانتحار وتزوجت وأنجبت ابناً, تزوج أخي كذلك وتحسنت حالته وأنجب طفلة هو الآخر, تزوج إخوتي الآخرون وبقيت أنا وإحدى أخواتي وثلاثة من إخوتي -اثنان في سن العشرين وواحد عمره 10 سنوات- أصبح لي أصدقاء وتحسنت حالتي النفسية, بدأ شمل أسرتنا يلتم مجددا وأصبحت مقربة من إخوتي بشكل كبير استمر هذا الوضع لمدة سنتين ولكن الأمور بدأت تعود مجددا لما كانت عليه لأن زوج أختي لا يعاملها بإنصاف فهي زوجته الثانية,
لم يكن لديها أثاث جديد في شقتها المستأجرة بل إنه أحضر لها طاولة وتليفزيون قديم من منزل والديه وثلاجة في المطبخ, بدأت حالتها تسوء مجددا وأصبحنا نخاف عليها وعلى ابنها من أن تؤذيه- أنا وأخواتي لا نخاف عليها ونتمنى لو أنها ماتت عندما حاولت الانتحار- وبدأت أنا أعود مجددا لحالة الاكتئاب والانعزال التي كنت عليها.
منذ 8 أشهر تقريبا تقدم لخطبتي أحد أقاربنا عن طريق والدي -كعادة الأحكام والتقاليد- وافقت بشكل مباشر بالرغم من رفضي للعديد من الخطاب في السابق, لم أكن أنوي الزواج قبل التخرج من الثانوبة ولكن على كل حال تم الأمر وأنا الآن مخطوبة ومتزوجة شرعاً, المشكلة أنني لا أتقبل كوني سعيدة ودائما ما أفكر بأنه لو أنه رأى غيري لم يكن ليتزوجني أصلا فأنا قبيحة وغبية وليس لدي أي هوايات وسمينة أيضا, عندما أتناول الطعام معه أشعر بأنه ينظر إلي وينتظر أن أتوقف عن الأكل, في إحدى المرات أخبرني بأنه يجدر بي أن أقلل من تناولي للطعام شعرت بالإهانة والإحراج.
دخلت في حالة من الاكتئاب وأصبحت أبكي كلما نظرت إلى نفسي أو خرجت لشراء الملابس, أشعر بأنني مقززة وأن خطيبي يراني مقززة وأنه لا يحبني وأنني لم أعد أحبه بالرغم أنني معجبة جدا بشخصيته ولكن كيف أحب شخصا يجعلني أبكي كلما رأيت نفسي في المرآة, عندها بدأت أدخل في حالة من التوهم أننا سننفصل أو أنه سيجد فتاة غيري أصبحت كلما رأيت فتاة نحيفة أتأملها وأفكر بأنها بكل سهولة تستطيع أن تأخذ مكاني.
ازدادت أوهامي وأصبحت أتخيل أشياء لا صلة لها بالواقع وشخصيات غير حقيقية ويؤثر ذلك في نفسيتي وفي تعاملي مع الأشخاص الذي أدخلتهم في أوهامي -إذا كانوا موجودين بالفعل- هذه الحالة رافقتني منذ أن كنت صغيرة ولكنها كانت أبسط بكثير لأنني أعلم بأنها مجرد خيال ولم تكن تشغل الكثير من وقتي كما تفعل الآن كنت دائما أحلم بأن أصبح امرأة مستقلة وسط المجتمع الذكوري وكان هذا سببي لرفض الزواج وخاصة في سن مبكرة.
كنت أطمح في داسة الطب وأن أتخصص لأصبح طبيبة نفسية وأغير شيئا في مجتمعي ولو بشكل بسيط, لم أعتقد يوما بأنني سأتزوج فقد كنت أراه مصدر التعاسة كما أنه يشكل شبكة الأمان في حالة فشلي في دخولي جامعة الطب ولم أرد لهذه الشبكة أن تكون موجودة.
أنا الآن أتسائل إذا كان يجدر بي أن أفك هذه الخطبة وخائفة كثيرا من أن تسيطر علي هذه الأوهام وأن لا أستطيع التفرقة بين الخيال والواسع, أريد أن أتوقف عن التوهم وعن الدخول في حالات الاكتئاب أريد أن أكون مثالاً للمرأة القوية والمستقلة التي كنت أطمح في تجسيدها أرجو منكم تقديم المساعدة فلم أعد أعلم ماذا أفعل.
10/01/2013
رد المستشار
اكتساب صفات شخصية هشة Acquiring Fragile Personality Traits
مناقشة عامة General Discussionهناك من الناس من لا يحالفهم الحظ في بداية حياتهم العائلية ويدخلون مرحلة المراهقة بدون الحصول على صفات شخصية إيجابية لا يتم اكتسابها إلا ضمن التفاعل داخل وسط عائلي صحي في نهاية الأمر تبدأ مرحلة وداع المراهقة والدخول في مرحلة البلوغ، وبالطبع يمكن لهذا التحول أن يحدث بصورة صحية إذا سنحت الفرصة للفرد باكتساب صفات شخصية تعوض عن الذي لم يكتسبه في الطفولة
وذلك من خلال التعليم والمجتمع الأكبر إذا لم يحدث ذلك فإن التحول إلى محطة البلوغ عبر وصفات اجتماعية مرضية مثل زواج غايته التخلص من الفتاة ومشاكلها، فالكارثة بأن هذه المرأة ستقضي بقية عمرها شخصية هشة معرضة للإهانة والاستغلال والاكتئاب الاحتمال الأخير يتضاعف عدة مرات مع وجود تاريخ عائلي للانتحار والأمراض النفسية؛
يلجأ الفرد الذي يعيش في محيط عائلي مضطرب من جراء وجود مصاب بالفصام إلى استعمال دفاعات نفسية انفصالية تقطع اتصاله المستمر بالبيئة التي يعيش فيها هذا بالضبط ما حدث من اقتباس وتخيل شخصيات غير حقيقيةفهي مجرد عملية انفصالية للتعامل مع القلق والاكتئاب الذي يسيطر على المحيط العائلي ينتهي الأمر بالشعور بالقلق والاكتئاب من جراء الفعالية الانفصالية ويصبح الإنسان في شك من احتمال وجود مرض عقلي انتقل إليه وراثياً وبيئياً بالطبع هناك من يقول بأن استعمال الدفاعات الانفصالية اللاشعورية ربما يمثل دفاعاً ضد أمراض نفسية مثل الاكتئاب والفصام والقلق.
لكن لا وجود في الرسالة ما يشير بأن الآنسة مصابة بمرض ذهاني وما هي إلا ضحية ظروف عائلية واجتماعية في غاية البؤس لم تسمح لها بالحصول على هوية شخصية تحملها وتحقق طموحات مشروعة لا أمل في تحقيقها في المستقبل القريب.
التوصيات Recommendations :٠ رغم أن أول نصيحة يمكن تقديمها لك هي الخروج من البيت والعيش بعيدا عن العائلة، ولكن هذا من الصعب تحقيقه في ظل ظروفك الاجتماعية.
٠ في عين الوقت لا أظن بأن الزواج بهذه الصورة هو خطوة بديلة للخروج من البيت لا توجد لديك قناعة في خطيبك ولا يبدو أن لديه قناعة فيك.
٠ حاولي التركيز على تعليمك فمن خلاله يمكن هجر البيئة العائلية والدخول في جامعة بعيدة عن البيت.
٠ حاولي أيضاً مراجعة تصرفاتك الفردية والعناية بالتغذية وتوسيع شبكتك الاجتماعية.
٠ عليك الآن ببناية شخصية قوية جديدة واكتساب العلم والمعرفة العلم والمعرفة قد تعوضك عن الماضي والحاضر وقسوة الزمان عليك.
ويتبع >>>>: اكتساب صفات شخصية هشة م
التعليق: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ ( سورة الشرح الآية: 5, 6 )
أنت قوية .... إن أردت أن تكوني كذلك أعلم أن ظروفك صعبة جدا ولكن إن استسلمت لقسوتها ستندمين بالمستقبل .
أغلب من وضع بصمته الإيجابية في حياة البشرية كان الوضع الذي عاش فيه لا يحسد عليه مثل جان بياجيه فهو عالم نفسي كانت أمه مريضة بمرض نفسي، ركزي على دراستك واهتمي بالقراءة الشيء الذي تحبينه مثل علم النفس أو تكوين جسم الإنسان مثلا واقرأي نكات وطرائف العالم والعبي رياضة مهما كانت بسيطة لا تركزي على ما هو سلبي فقط اشغلي نفسك بما هو فائدة لك .
وزنك الزائد ليست مشكلة تعيقك عن الحياة أو تجعل الإنسان يحبك أو يكرهك من أجله فأنت قلب وعقل ليس جسدا فقط ... وجسدك يوجد به شيء جميل ... لا يوجد شيء كامل كلنا لدينا عيوب ... وبإمكانك التغلب على على وزنك ... اهتمي بجسدك فهو أمانة .
ربي يريح بالك ويحقق كل شيء فيه خير لك. ادعي الله فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه قولي يا رب ثلاث مرات تفتح أبواب السماء .