السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعزائي أعضاء الموقع، منذ شهر ونصف تقريبا ظهرت بعض الأعراض علي الغريبة على أخ لي، في غالبها مستهجنة من الجميع كبيرنا وصغيرنا، (هلوسة, عدم نظافة, سرحان, ضحك, واعتقاد أصوات غريبة يسمعها هو ونحن لا نسمعها بسبب حركاته, أرق, كسل دراسي شديد) عرضناه على دكتور نفسي وشخصه بفصام.
ما قام به هو إعطاؤنا دواء، وصعقات كهربائية لاحقا.
طلب منا أن نتركه يفعل ما يريد وأن لا نأمره بأي شيء، باختصار كأن الحالة غير قابلة للإصلاح بوجه من الوجوه.
سؤالي هو:
كيف نتعامل مع هذه المشكلة؟
هل من أطباء ينصح بهم لمثل هذه الحالة؟
ثم هل نتبع نصيحة الدكتور ونتركه الولد ولا نفعل شيئاً؟
علما بأن الطفل عمره خمسة عشر سنة فقط.
ملاحظة: ظهرت في العائلة مثل هذه الحالة عند عمه واستشار طبيا نفسيا والحمد لله هو متزوج الآن ويعمل وأنجب أطفال،
وشكرا.
* ملحوظة: تم نشر هذه الاستشارة سابقاً على موقع المستشار بتاريخ 30/ 1/ 2006
ونعيد نشرها هنا مع تحديث الارتباطات.
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك.
نعم يبدو مما أشرت إليه من أعراض أن أخاك يعاني من مرض الفصام، وإن كان من الثابت في ممارسة الطب النفسي أن كل مريضٍ ممن نسمي حالاتهم حالات فصام له سماته ومساره ومآله المرضي الخاص به، والتنوع والتباين بين هؤلاء المرضى كبيرٌ حتى أن من الأطباء النفسانيين الكبار من يرى أن مقولة عندك فصام Schizophrenia لا تعني شيئا حين تقال للمريض أو لأهله.
وعلى أي حالٍ فإن حالة أخيك ما تزال في بدايتها وهناك من الأطباء النفسانيين من لا يشخص فصاما قبل مرور ستة أشهر على ظهور ودوام الأعراض، ولا يعتبر الفصام تشخيصا مزمنا قبل مرور سنتين على الأقل من ذلك، وأما الأهم فهو أن هناك تباينا كبيرا في المسار والمآل المرضي لحالات الفصام، وصحيح أن السن التي بدأت أعراض اضطراب أخيك الظهور عندها هي سنٌّ حرجة خاصة إذا كان فصاما من النوع التفسخي Disorganized Schizophrenia ،إلا أن اليأس من شفائه والذي وصلكم من خلال كلام الطبيب المعالج غير مبرر وهو غالبا يعني ألا تثقلوا عليه في التطلعات ولا في المتطلبات ولا التوقعات، حتى يتماسك كيانه النفسي بإذن الله!
وأنصحك بقراءة الروابط التالية لتعرفي أكثر عن الفصام Schizophrenia :
على هامش الشيزوفرانيا
تعتعة نفسية: عندك فصام Schizophrenia يعني إيه (2)
هل الفصام..... هو ازدواج الشخصية؟!!!
الفصام ذلك المعلوم ...... المجهول
الفُصام(schizophrenia) بين العلم والسينما
في انتظار شبح الفصام: أزمة نمو، متابعة
ويبقى أن أنبه إلى أهمية العلاج النفسي الاجتماعي أو التدخل العلاجي متعدد الأوجه في حالات الفصام، فبلادنا ومجتمعاتنا التي يفترضُ أنها مجتمعات تراحمية حسب ثقافتنا مع الأسف تكاد تفقد تلك الميزة أو تلك التي أحسبها فضيلة وفريضة وهي أن يكونُ لكلِّ المجتمع دورٌ في علاج أفراده ولكل فردٍ دوره في علاج آفات المجتمع، للأسف معظم الأبواق التي يتحدثُ منها المهتمون بعلاج حالةِ أخيك – وغيرها من الاضطرابات النفسية - معظمها لا تحمل للناس إلا كلاما عن العقاقير، واقرئي في ذلك: طبيب نفسي أم طبيب كيميائي.
وليس هذا تقليلا من شأن دور تلك العقاقير من جانبي، بل العقّاقير من أهم دعائم علاج تلك الحالات، وإنما أقصد التنبيه إلى أهمية التدخل العلاجي النفسي الاجتماعي وإلى أن وصول مجتمعاتنا إلى الصورة التي تنزلق إليها مع العولمة قد يفقدنا ميزةً ما تزال بقاياها بيننا تجعل المآل المرضي لحالات الفصام في بلادنا أفضل منه في الدول الأغنى والأعلى على سلم التقدم العلمي.
لست بالتأكيد مع الحكم على أخيك بأن مستقبله انتهى وأنه يجبُ ألا يعامل إلا كالمعاقين عقليا، وإنما أنصح بأن تتعاملوا معه بشكل طبيعي بشرط المتابعة مع طبيبه النفسي عقَّاريا واطلبوا منه إرشادكم إلى من يقدم له أنواعا أخرى مصاحبة من العلاج تهدف إلى ضمه ودمجه في المجتمع لا عزله عنه، واسألي الله له الشفاء وتابعي معنا.