الحيرة
أحببت شخصا تعرفت به عبر الهاتف، تعلقت به، أحببته وبعد مرور 8 شهور لما قابلته لم يعجبني شكله وكان يرتدي نظارات سوداء رفض نزعها، لم أقل شيء لكني بقيت مترددة جدا من ناحيته، وبعد مرور أيام أخبرني بأنه قام باستئصال عينه أي أنه أخفى عني الحقيقة من البداية،
والآن إني في حالة لا يرثى لها، محتارة دائمة البكاء معلقة أنسحب من حياته، أم أتابع.
لا أستطيع العيش بدونه ولا معه وإني جد حنونة لا أستطيع أن أتركه لوحده في تلك الحالة لأنه يشعر بالوحدة والضعف.
7/1/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
أبعد الله عنك الحيرة، ويمكنك الخروج منها بسهولة بالإنصات لصوت العقل فخذي وقتك في التفكير قبل اتخاذ قرارك إن كان شكل الناس من الأمور الهامة لك ولا تستطيعين تجاوزها لا شيء يفرض عليك القبول بغير ذلك، ولا تلتفتي لمقدار معاناتك من تعلقك به وتعودك على وجوده في حياتك فالأيام كفيلة بمداوت هذا الألم.
من جهة أخرى تبنى العلاقات الإنسانية على العديد من المبادئ ولكن العلاقة بين الزوجين -هذا المقصود من أي علاقة بين رجل وامرأة- لا يصلحها أن تقوم على أساس الشفقة، ذلك أن الشفقة فيها شعور بالتفوق سرعان ما يحسه ويرفضه الطرف الأضعف وفي المقابل من الأسس الثابتة للعلاقة بين الزوجين هو التعاطف والتسامح مع العيوب الظاهرة والخفية وكلنا لدينا عيوب، أي تجاهلها والتركيز على النواحي الإيجابية التي نراها ونحسها في الآخر.
راجعي مشاعرك نحو هذا الشخص وتذكري أنك انسجمت واستطعت التواصل معه لفترة ليست بالقليلة دون أن يؤثر فقدانه إحدى عيناه على هذا الانسجام ودون أن يكون شكله الخارجي عنصرا فاعلا في العلاقة أما عن شعورك أنه قد خدعك وأخفى عنك حقيقة وضعه الصحي فهو أمر ينبغي عليك التفكير فيه بمنطقية ففي تعاملنا مع الناس يتماشى مقدار التشارك والتصارح مع عمق العلاقة فلكما أصبحت العلاقة أعمق كلما كشفنا عن أنفسنا أكثر، وهو لا شك يشعر أن فقدان عينه نقطة ضعف قد تؤخذ ضده رغم عدم مسئوليته عنها لذا أخر لك الكشف عنها حتى أصبحت قريبة ليكشف لك نقاط ضعفه، وهذا يختلف عن الكذب فهو لم يزعم أنه حسين فهمي زمانه فمثلك أكره الكذب بكل أنواعه وأهدافه المنقط والملون وحتى النوع الأحدث "الكذب الاجتماعي" لا شيء يجبرك على الاستمرار معه فلا تبني علاقتك معه على أسس واهية وتخدعي نفسك بقدرتك على الاستمرار معه بدافع الشفقة والحنو إن كان الشكل والكمال الخارجي يعنيك كثيرا, بل من الحنو والرحمة به وبنفسك أن تسارعي في اتخاذ قرارك.