ثنائي القطب، قلق، وسواس
السلام عليكم؛ أطبائنا الأفاضل أخوكم مريض نفسي منذ سن 17 سنة، لتسهيل الأمر سأنظم الموضوع:
التاريخ المرضي:
1- البداية قلق دراسي منذ عشر سنوات، اضطر الطبيب لإدخال سيبرام
2- تم إيقاف السيبرام بعد انتهاء الثانوي العام، فبدأت أعراض اكتئاب atypical مصحوب بقلق، وكانت الحالة سيئة جدا وتعطلت دراستي الجامعية، كانت أدويتي لوسترال ثم سيبرام يصحبهما ريسبردال..
3- ثم بعد عام مؤلم تم إيقاف الدواء، فرجعت أعراض عصبية وتوتر فرجعت للوسترال، ثم بروزاك .
4- بعد 6 أشهر من البروزاك بدأت أشعر بسعادة غامرة وأمزح باستمرار وأتحدث في الكلية لدرجة الطرد من المحاضرات، وشكوت لطبيبي فكتب لي الزيبركسا وأوقف البروزاك
5- ومن هنا بداية ابتلائي بالبايبولار، أخذت أدوية عديدة زيبركسا وريسبردال وابيلفاي وزيلدوكس (ولم أتحمل الأخيرين) وسيركويل -والتجريتول والليثيوم والديباكين الكرونو الذي جعلني أشعر بغثيان وتساقط شعري
6- بدأ القلق يهاجمني مرة أخرى على هيئة شعور قلق خفيف إلى متوسط فأخذت البوسبار 10 ملجم - في بادئ الأمر ساعدني
7- في أحد الأيام وأنا ذاهب إلى عملي شعرت بغثيان وعرق بارد وإسهال، وهربت من عملي بسبب عطر زميلي الذي لم أطق رائحته وشعرت بشد في جسدي، ورفع لي طبيب البوسبار حتى وصل 30 ملجم
8- تدهور الأمر لدرجة الخوف من الذهاب للأماكن العامة وأن أخرج وحيدا، وشعور بشد مريع في ذهني وأنني سيغمى علي، وبعد الخوف وخفة رأس ودوخة خفيفة وغثيان وألم في الظهر، وكان علاجي حينها زيبركسا 5 ملجم وليثيوم وبوسبار
9- اختتم الأمر بأنني صرت أرى صورا في ذهني بأنني أقبل الشخص الذي أكلمه، وأشعر بفكرة أنني سأتهجم على زميلاتي وجسمي يتحفز
10- ذهبت لطبيب مشهور فأخبرني أنني أعاني من أعراض وسواسية -وصرف لي فافرين مع الزيبركسا والليثيوم ثم استبدله بالسيبرالكس
العلاج الحالي:
سيروكسات سي ار 25 قرص صباحا - زيبركسا 10 ملجم +ليثيوم
الشكوى:
1- خايف ومرعوب يزيد نشاطي من السيروكسات زي ما حصل بوادر من السيبرالكس - رغم أنني على 10 زيبركسا مع الليثيوم
2- بتجيلي فكرة أني ممكن ما أقدرش أروح لمكان عام أيا كان - أحس الفكرة مش مريحاني وعايز أروح فورا عشان أرتاح - ولما أروح ممكن ما أرتاحش - ده بدأ يقل مع الأيام
3- باستمرار منذ سنة عندي خفة في رأسي متغيرة المكان وممكن تخليني أترنح -وطبعا بخاف ساعتها أتحرك وأخرج.
4- بقعد أعمل تشيك على الحاجة بتكرار خفيف -زي أفحص البوتجاز أو أعد الفلوس أو أبواب السيارة لما أقفلها.
5- السؤال: هل ممكن يزيد نشاطي رغم الزيبركسا والليثيوم؟ وهل أنا مريض وسواس أو هيجيلي وسواس قهري؟
إيه المخرج من خفة الرأس والدوخة الخفيفة؟ ما السبب؟
هل ممكن بعد التحسن من القلق يرجع يهاجمني مع وجود الدواء؟ وهل السيروكسات خطر أوقفه؟ هو بقاله بس شهرين وشكرا لكم ولحسن متابعتكم.
14/02/2013
رد المستشار
علاج اضطراب الثناقطبي Treatment of Bipolar Disorder
مناقشة عامة General Discussion
هذه الاستشارة تعكس الغموض والارتباك الذي يحيط بمفهوم اضطراب الثناقطبي وعلاجه. كان هناك بعض الشكوك حول حالات الهوس التي تحصل أثناء تناول المريض لعقار مضاد للاكتئاب. الرأي السائد سابقاً بأن مثل هذه الحالات يجب تصنيفها بأعراض جانبية لعقار مضاد للاكتئاب وخاصة إن كانت حالات الهوس لا تتجاوز الأسبوع في مدتها. الرأي الآخر أن مثل هذه الحالات تعني بأن الفرد مصاب باضطراب الثناقطبي الثاني.
من الناحية العلاجية يمكن تقسيم مراحل العلاج إلى:
1- مرحلة العلاج الحاد لنوبات الهوس او الاكتئاب.
2- مرحلة العلاج ما بين النوبات للوقاية من النوبات.
رغم أن العقاقير تشكل العمود الفقري للعلاج ولكن لابد من توعية المريض لأسباب المرض، علامات مبكرة للنوبات، والانتباه إلى العوامل البيئية التي تنقل المريض إلى نوبات حادة من هوس أو اكتئاب.
علاج نوبات الثناقطبي تستهدف ما يلي:
1- التهيج Agitation مع استعمال عقاقير لفترة زمنية قصيرة.
2- الذهان Psychosis إذا كانت هناك علامات لعملية ذهانية أثناء النوبة.
3- التعديل الوجداني Affect Regulation .
الهدف الثالث هو أهم الأهداف قاطبة ويجب أن يعمل الطبيب المعالج على الانتباه إليه أولاً وآخراً وعدم صرف النظر عنه بسبب التهيج والذهان. كذلك يجب التركيز على أن أعراض التهيج والذهان محصورة في المرحلة الحادة لنوبات المرض ولا علاقة لها بمرحلة الوقاية. أما التعديل الوجداني فهو ضرورة في المرحلتين.
تكمن مشكلة التعديل الوجداني هذه الأيام في شيوع استعمال العقاقير المضادة للذهان من الجيل الثاني (Second Generation Antipsychotics (SGA في علاج المرض في جميع مراحله. لا تخلو هذه العقاقير من أعراض جانبية على المدى القصير والبعيد ولكن الكثير يفضل استعمالها أكثر من العقاقير المصنفة لتعديل المزاج فقط وهي:
1- حامض الفالبرويت Valproic Acid والمعروف بالديباكوت Depakote أو الديباكين Depakine أو إبيلم Epilim هذا العقار المضاد للصرع أكثر العقاقير فعالية في المرحلة الحادة إذا تم استعماله بصورة علمية تستهدف الوصول إلى تركيز جيد للعقار في الدم. أما في مرحلة الوقاية فالأدلة العلمية لفعاليته اقل من المرحلة الحادة واستعماله على المدى البعيد يؤدي إلى تكيس المبيض عند المرأة مع السمنة المفرطة.
2- الليثيوم Lithium هو بلا شك أكثر العقاقير فعالية في مرحلة الوقاية. لابد من الوصول إلى تركيز علاجي للعقار في الدم والتأكد من سلامة الغدة الدرقية وفعالية الكلى بعمل فحوصات طبية كل ستة أشهر.
3- اللامتروجين Lamotrigine وهو عقار مضاد للصرع فعاليته تقتصر فقط على مرحلة الاكتئاب.
أما العقاقير الأخرى مثل الكارباميزابين (التجرتول) وغيره فالأدلة العلمية لفعاليتها في الثناقطبي واهية إن صح التعبير.
من جراء ذلك ترى أن اختيارات الطبيب لتعديل المزاج من العقاقير الثلاثة أعلاه محدودة والكثير منهم أضاف العقاقير المضادة للذهان لاستعمالها لتعديل المزاج، وربما هناك إسراف في ذلك في الحياة السريرية الطبية.
القاعدة الرئيسية إذاً في علاج الثناقطبي هي التعديل الوجداني. عندما يشكي المريض من أعراض اكتئاب أو حصار معرفي (وسواس) فيجب الجزم بأن مثل هذه الشكوى هي أعراض لاكتئاب أو هوس أو خليط منهما بدلاً من تصنيفها كأعراض لمرض آخر مصاحب للثنا قطبي. استعمال النموذج الأخير يؤدي إلى الإفراط في استعمال العقاقير وبالتالي قد تؤدي أعراض العقار الجانبية إلى شكوى جديدة تؤدي إلى استعمال عقاقير أخرى. تصبح النتيجة تنقل المريض من عقار إلى آخر وحمله لوصفات طبية لا نهاية لها.
لتوضيح هذه القاعدة يمكن ضرب المثل التالي: إن كان المريض يتناول عقارا لتعديل المزاج مثل الليثيوم وبدأ يشكي من هوس أو اكتئاب فعلى الطبيب أولاً التأكد من تركيز العقار في الدم ورفعه والانتظار لفترة قبل اللجوء لعقار مضاد للاكتئاب أو الذهان.
التوصيات Recommendations :
٠ شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
٠ أنت مصاب باضطراب الثناقطبي ويجب أن يستهدف علاجك التعديل الوجداني. نصيحتي لك أن تتأكد من تركيز الليثيوم في الدم وتتشاور مع طبيبك المعالج للوصول إلى التركيز المرغوب للعقار في الدم.
٠ لا تزال تعاني من أعراض يمكن تفسيرها بأنها أعراض طفيفة ومتبقية من الاكتئاب بدلاً من تصنيفها بأنها أعراض مرض جديد يضاف إلى الثناقطبي. كذلك من الجائز أن الأعراض التي تشكي منها هي أعراض جانبية طفيفة للعقاقير التي تتناولها.
٠ إن رغبت بتوقيف السيروكسات فيجب عمل ذلك بصورة تدريجية وتحت إشراف الطبيب المعالج. ليست هناك مدة زمنية محدودة لتناول العقار، وتوقيف العلاج يتم بعد التشاور مع الطبيب المعالج.
٠ إذا تم عملية التعديل الوجداني بصورة صحيحة فخطر نوبة الهوس أقل بكثير من عدم تناول عقاقير تعديل الوجدان.
٠ يجب عليك الانتباه إلى العوامل البيئية والحرص على المراجعة الطبية بصورة منتظمة بسبب المهنة التي تمارسها وتأثير المرض على أدائك المهني كطبيب.
٠ نصيحتي لك بالتفكير بعقار اللامتروجين بعد التشاور مع الطبيب المعالج.
ويتبع>>>>>>>>>: علاج اضطراب الثناقطبي م
التعليق: سيادة الدكتور المحترم ..
نسبة آخر تحليل ليثيوم هي 0.52 ملي مول، على جرعة ليثيوم 1000 ملجم
علما بأنني أجريت التحليل بعد الجرعة بعشر ساعات
التحاليل السابقة هي كالتالي :
0.56
0.57
0.6
فما سبب انخفاض نسبة الليثيوم على هذه الجرعة العالية ؟