وراء عصبيتي أفكارا أحملها بداخلي..!؟
السلام عليكم دكتورة أميرة، شكرا على ردك السريع جدا بصراحة لم أتوقع أن تردي بهذه السرعة ولذلك فقط اليوم دخلت لأرى إن كنت رددتي أم لا وتفاجأت بأنك رددتي منذ شهر! ما شاء الله :)
أولا أريد أن أخبرك بأنني لم أغضب من ردك بل بالعكس سعدت جدا به وتفاجأت من قدرتك على إخباري بصفاتي الشخصية من سطوري التي كتبتها، وأيضا أضحكتني ملاحظتك لتكراري لكلمة (جدا جدا)، أنا فعلا حساسة ولذلك ربما أحس بالمأساة من ما حدث لي وربما لو حدث مع واحدة أخرى غيري لما تحسست إلى هذه الدرجة، ولكن صدقيني هناك أمور كتبت عنها (جدا جدا) لأنها أكثر من ذلك في الواقع، هل تسمحين لي بإيضاح بعض الأمور التي ذكرتها في ردك؟ فأنا أطمع أن أحصل على المزيد من حكمتك وتحليلك الجميل لشخصيتي.. سوف أقتبس ردك وأكتب توضيحي "والحقيقة أنني طوال سطورك كنت أفكر فيك أنت!، وطبيعة شخصيتك أنت، وهل كنت مساهمة في حدوث تلك العثرات بينك وبين زوجك بقدر كبير أم لا؟!، ولا تتعجبي... فالباحث عن الحقيقة ليصل لعلاج بصدق لا يقف كثيرًا في مربع "الدفاع" عن نفسه؛ لأن الفهم والعلاج أفضل من التيه!" :
لو أن هذه الخيانات حدثت بعد فترة من الزواج لكنت لمت نفسي وقلت أن التقصير مني، لكن المشكلة أنه يخونني من قبل أن نتزوج، وهو بنفسه أخبرني في أول مرة كشفت خيانته أن هذه الفتاة تعرف عليها قبل أن يعرفني أي أكثر من 7 سنوات، وثاني واحدة قال لي بأنها بشعة وذوقها ليس أنيقا في الملابس ولا تتصرف بلباقة وهي تعمل معه منذ حوالي 3 أشهر قبل زواجنا، وهذه هي التي اكتشفت خيانته معها مرتين بعد أن وعدني أنه لن يخونني مرة أخرى، أما آخر خيانة وهي التي كانت محادثات جنسية مع واحدة قبيحة وكبيرة في السن، فقد قال لي أنها كانت معه في وظيفته الأولى التي تركها منذ أكثر من 9 سنوات! أي أنه يعرفها أيضا قبل أن يعرفني، ولك أن تتخيلي يا دكتورة أميرة كيف تكون العروس وكيف تكون تصرفاتها في بداية زواجها؟
لا أتحدث عن نفسي فقط وإنما أتحدث عن أي عروس أخرى لأنها ستكون في قمة اهتمامها بنفسها وجمالها وتتصرف برقة مع عريسها فلم يوضع اللوم علي؟ على فكرة، زوجي طيب القلب إلى أبعد حد وهو ليس لئيما مثل الرجال الخائنين ولا كاذبا، فقد كان يبكي مثل الأطفال عندما أكتشف خيانته ويتحدث إلي بكل صدق عن اللاتي يخونني معهن ولكن لا أعرف ما المشكلة، هو أيضا خجول ومؤدب أي ليس من الرجال البصاصين للنساء "وحتى خيانة زوجك التي بالطبع نرفضها وبالفعل تؤلم الزوجة كثيرًا، إلا أنك بالغت في وصف تأثيرها عليك مقابل تسامحك العجيب والزائد مع تكرارها!!":
لقد بالغت في وصف تأثيرها علي لأنها فعلا دمرتني ولأنها صدمتني بالإنسان الذي أحببته 7 سنوات ولم ألحظ عليه أي مؤشر خيانة طوال تلك السنين ولذلك كانت صدمتي به كبيرة، لو أنني تزوجت شخصا لا أعرفه ولا يعرفني ثم اكتشفت خيانته لما أصبت بهذه الطعنة والشعور المرير، وبالغت في وصف مسامحتي له لأنني أحبه من كل قلبي، ولكنني في آخر خيانة لم أكن مسالمة مثل المرات السابقة وإنما صرخت كثيرا وتشاجرت معه ولذلك هددني وصرخ علي.
"وتؤكدين أنه صار حنونًا الآن ولكنك ستتركينه إن كرر ذلك وأنك بالطبع جادة جدًا، كذلك قصة زواجك كانت فيها صيغة درامية ومؤلمة من داخلك تسعدك وتشعرك بوجودك، وكنت تنتظرين أن يظل صباحًا ومساءًا يتحدث عن النعيم الذي صار فيه مثلك تمامًا!، وتتحدثين عن مدى تفاهة وملل عملك ودخله الضعيف ولا تتركينه، فأنت كما ذكرت أنيقة جدًا ألا يكون من الأفضل تركه على الأقل لتوفير "ثمن" تلك الأناقة خصوصًا وأنك ترغبين من أعماقك أنت تكوني ربة منزل؟،.... " : أممم هل تنصحينني بأن أطلب الطلاق إذا اكتشفت خيانته مجددا أم ماذا أفعل يا دكتورتي الجميلة؟ وكيف يجب علي أن أتصرف؟
وقصة زواجي تبدو لك درامية ولكنها حقيقية فأنا لم أذكر لك شيئا من الأحداث، لم أذكر لك التهزيئات التي سمعتها من أهلي والحبس الذي تعرضت له وكم شخصا حاولو إجباري على الزواج منه ولا كم مرة مشيت في الشوارع وأنا أبكي ولا أعرف ماذا أفعل من شدة رفضهم، ولم أذكر لك أنني سحبت من رصيدي في البنك مبلغ محترم وهو كل ما أملك كانت أمي تدخره لي منذ ولادتي وأعطيته له كمساعدة لأنه لم يكن يملك إلا القليل ولم أرد أن يحرج أمام أهلي لأن إمكانياته بسيطة وهو كان دائما يعدني بأنه سيعوضني عن كل ما عانيته مع أهلي عندما نتزوج، وللأسف قابل كل ذلك بالخيانة، أما من ناحية عملي فأنا لا أستطيع تركه أولا لأن زوجي فقد عمله منذ سنة ونصف وحتى الآن لم يستطع إيجاد وظيفة، لن تتخيلي مدى صعوبة إيجاد وظيفة هنا للوافدين، فلذلك أنا مجبرة على أن أبقى في وظيفتي من أجل الإقامة وأمور كهذه.
والآن لماذا قلت هذا الكلام؟، هل لأنني لم أشعر بمعاناتك، أم لأنني أرى أن خيانة زوجك لك أمر هين وبسيط؟، لا هذا ولا ذاك، فأنت تعانين بالفعل ولكن "طبيعة" شخصيتك تساعد كثيرًا في زيادة معاناتك وإحساسك المضاعف بالقهر والغضب والغدر وبالتالي العصبية، فأنت تميلين لأن تكوني في بؤرة الاهتمام لدى الناس، وتميلين لأن يمدحوا فيك معظم الوقت، وتضغطين على نفسك حتى تكسبي رضاء كل من حولك فلا ترفضين، ولا تنتقدين تصرفا، أو طلبا، وإرضاء وحب كل من حولك هدف لا منطقي ولن يتحقق لبشر، وكذلك في شخصيتك ميل للتعايش مع الألم والعذاب والجهد لبلوغ الهدف، ولكن قد تكون الحقيقة أنك لا تتمكنين من بناء علاقة حقيقية مع الآخر وهذه العلاقة حتى تكون علاقة صحية سيكون فيها خلافات، وفيها صعود وهبوط دون فقد للعلاقة؛ لأنها ستكون علاقة تكاملية تبادلية حركية، ليس فيها ذوبان ولا سيطرة ولا سكون؛ فيها بذل جهد "حقيقي" وليس مزعومًا، أو جهد تتمكنين من بذله بسهولة" : كلامك صحيح 100% وتحليلك بارع جدا:)
والآن أريد أن أخبرك ما الذي قمت بفعله عندما قلتي لي أن وراء عصبيتي أفكارا أحملها بداخلي، أخذت قلما وورقة، وكتبت كل ما يقلقني ولا أستطيع نسيانه، مثل خيانة زوجي وخوفي من تكرار هذه الخيانة ووضعنا المادي السيء وكرهي للوظيفة وعصبية أمي ومنعها لي من البكاء إلخ إلخ إلخ وقمت بمواساة نفسي وكتابة عبارات ترفع من معنوياتي، وأقوم بقراءة ما كتبت يوميا والحمد لله لم أعد مستفزة كالسابق :)
شكرا لك من كل قلبي وإذا كان وقتك ضيقا ولا تريدين الرد على رسالتي لإفساح المجال للآخرين فامسحي رسالتي وتقبلي شكري وتقديري لمساعدتك.
23/05/2013
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا صديقتي، الحمد لله موقعنا لا يهمل أي رسالة ولا يمحوها، قد يتأخر في الرد لوجود ضغوط في الوقت فقط لا غير، والحقيقة إن استقبالك لكلامي كان صحيًا وجيدًا على غير المتوقع، ولن أتحدث إلا عن جزأين فقط، الأول هو إقرارك بما قلته عن شخصيتك؛ فهذا هو بيت القصيد؛ فرغبتك في وجودك في بؤرة الاهتمام تحتاج لفهم وتحليل موضوعي؛ لماذا؟ وما معناه؟، وما هي آثاره؟، وستجدين الإجابة في الرد السابق بشكل مباشر وغير مباشر؛
والثاني هو زوجك، فربطك للخيانة بأنها كلها علاقات سابقة على معرفتك ليس له أي مدلول؛ فتجديد علاقته بهن هو خيانة لك أنت ناهيك عن خيانته لنفسه ولله تعالى سبحانه، وأنا أصدق تمامًا أنه لا يوجد إنسان شيطان رجيم بالكلية، ولا ملاكًا بالكلية؛ فزوجك ذو قلب طيب، ويكون كالطفل بين يديك ولكنه مريض بتعدد العلاقات العاطفية والجنسية بدرجات متفاوتة.
وهنا ستبنين قرارك بوضوح وصدق شديد دون الركون على فرضية أنه تاب وأناب، فقد تكون خياناته دون وعي، أو إرادة واضحة منه، فهل ستتقبلين أن تبقي معه على شرط العلاج النفسي لذلك، أم ستغضي الطرف عن زلاته لأنك تعلمين أنه ليس سويًا في تلك المساحة لظروف خارجة عن وعيه وتتعايشين مع الجزء الجيد فيه؟، فالاختيار اختيارك وحدك وليس من حق أي آخر أن يقرر لك، فقط أنا أضع كل شيء أمامك لتقرري الوضع الذي تتمكنين من تحمله بصدق، وفقك الله.