هل يسمى الزواج استعجالا في حالتي..!؟
سلام عليكم،
أتعالج من الرهاب الاجتماعي وقصور المهارات الاجتماعية لكني غير منتظم على الاسترخاء الذي أتحسن معه كثيرا إذا مارسته ستة مرات يوميا، ومن فترة طويلة أقسمت ألا أتزوج حتى يزول مرضي تماما كي لا أشكو وتشكو زوجتي من شخصية مملة مكتئبة عصابية (أنا)... لكن من شهرين وأنا أبحث عن واحدة وأشعر أني مستعجل جدا وأني سأندم على هذا القرار لأني سأشعر بقصوري الاجتماعي معها حتى في أول لقاء كما أشعر بذلك مع كل الناس.
فما رأيكم، هل هذا استعجال أم رغبة فى الاعتراف بنفسي أم أتوكل على الله وأسير في المنحى العلاجي مع البحث؟؟
وإذا لم أنتظم في الاسترخاء ما الذي سيحدث؟
هل سأندم بالفعل أم لا شيء يستدعي ذلك؟؟
جزاكم الله خيرا
23/05/2013
رد المستشار
ولدي العزيز، أسعدتني رسالتك كثيرًا رغم حزن سطورك!، سعيدة أنا؛ بمسئوليتك تجاه نفسك، فلقد مر علي كثير ممن يعانون من الخوف الاجتماعي وفقدان المهارات الاجتماعية وجاءوا بعد أن تخطوا الثلاثين والأربعين من أعمارهم، وبعد أن ظلوا في حالة تقوقع ومشكلات وتركوا أنفسهم لوحدتهم حتى تفاقمت حالتهم لأمراض تكبر وتتضخم فقط في حالة "الفراغ" التي يفرضونها على أنفسهم،
وسعدت كذلك حين عرفت أنك مدرس!؛ فهذا يعني أنك تقاوم مخاوفك وتتدرب عليها كل يوم من خلال وظيفتك، وسعدت كذلك حين قلت أنك تواظب على تمارين الاسترخاء وأنها تقوم بوظيفتها معك، وأعود لأحزانك فأقول لك: أن الحقيقة فيما تفعله يحتاج فقط للتركيز على علاج "أصل" المشكلة وحقيقتها بجانب علاجك لأعراضها من خلال التدريس والاسترخاء؛ فمشكلتك الحقيقية تكمن في ضعف ثقتك بنفسك، فاهتزاز الثقة بالنفس تجعلنا نزن رد فعل وتقييم الآخرين لنا في كل حركاتنا وسكناتنا فنضطرب ونركز على الشكل والألفاظ ويضيع منا المضمون فيتعثر فتزداد الثقة بالنفس تعثرًا،
فواجبك الآن وفورًا هو العمل على زيادة ثقتك بنفسك؛ والثقة بالنفس موضوع كبير وليس كما يتصور البعض أنه مشكلة جانبية؛ فهو كبير في أثره، كبير في تنفس الشخص لهواء ونسيم أن تكون ذاتك وتفخر بها دون غرور، والثقة بالنفس أمر يتم اكتسابه بالتدريب والتدرج وقبلهما لابد وضع تحت لابد عشرين خطًا أن تتغير طريقة تفكيرك وأن تراجع مفاهيمك التي تتصور أنها صحيحة 100%، ولن تبدأ كالمعتاد بقراءة عن الثقة بالنفس ومحاولة التقليد، ولكن ستبدأ من ذاتك من داخلك حين تكف عن اهانتها بتكرارك لفكرة أنها ضعيفة، وأنها فاشلة، وأنها ستظل في محنة، فهل وجدت أحد يسمع لكلام أحد طوال الوقت يهينه ويقلل من شأنه؟،
فلتنقذ نفسك من أفعالك وكف عن وصمها بالفشل، والضعف؛ فقد يكون تصرفك هو الضعيف، وتصرفك هو الذي فشل لكن ليست ذاتك فذاتك خلقها الله تعالى حرة مبدعة قادرة على قول لا، تقبل الآخرين بعيوبهم، ولكن منذ طفولتها لم تحصل على المدح، والتشجيع، فوصلت لها رسالة غبية خاطئة بأنها ضعيفة فاشلة فتجمدت على تلك المفاهيم فلتحررها يا ولدي من تلك الوصمات، وتذكر الأفعال التي قمت بها ونجحت فيها بالفعل، وتمتع بكل إنجاز تقوم به على كل الأصعدة ؛ مع الله تعالى، مع علاقاتك، مع هواياتك، مع عملك، وكرر على مسامعها من جديد أنك ناجح، وأنك قادر وبالدليل العملي من حياتك الفائتة، وتذكر أننا كما نفكر نشعر، وكما نشعر نتصرف، وكما نتصرف نؤكد أفكارنا وهكذا، فحين تبدأ بتغيير فكرتك عن نفسك ستختلف أحاسيسك، وبالتالي تصرفاتك فتتأكد الفكرة الجديدة؛
وستجد صعوبة في تغيير مفاهيمك التي عششت في رأسك منذ زمن وسيكون ذلك ثمن التغيير الذي ستدفعه بجانب استرخائك وتدريبك على مهارات التعامل مع البشر حتى تفيق وتكون نفسك التي غابت عنك، وبعدها ستتمكن من الدخول في مشروع الزواج بلا بطحة، وستضع بنفسك ما تحتاج لوجوده فيمن تستحق أن تشاركك حياتك وتحمل أولادك، وسأترك لك بعض الروابط التي تتحدث عن الثقة بالنفس ولكن بعد القيام بما اقترحته عليك حتى لو أخذت فيه شهور أو أكثر، دمت بخير فرحًا بذاتك محبًا لها.
التعليق: كلمات جميلة وقوية شكرا أ. أميرة بدران.