خااااااص جدا
عندي مشكلة تكاد أن تدمر حياتي ولكن أرجو الرد بخصوصية، مشكلتي بدأت وأنا بالجامعة حيث كنت أجلس جانب واحدة ولامس كتفي كتفها حتى الالتصاق إلى أن وصلنا الجامعة، ومن هنا بدأ التحرش بالنساء في المواصلات إلى وقتنا هذا!
مع العلم أني أصلي وأقرأ القرآن ثم تزوجت وانقطعت قليلا بعد الزواج ثم عدت لا أعلم لماذا أفعل هذا؟ ولكني أحس أنه مرض، أحس بذنب بعد كل مرة وأحيانا أبكي ولكني لا أستطيع التوقف ولكن للأسف النساء اللاتي يسكتن هن من ساعدنني على ذلك
أرجو النصح وعدم النشر
ولكم الشكر
29/5/2013
رد المستشار
الأخ الفاضل "M E" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، منذ حوالي تسع سنوات وبالتحديد في آخر سبتمبر 2004 أرسل لنا "Abou khaled" من المغرب ليصف ما يفعله من مطاردة الفتيات في الحافلات وكان ردنا عليه إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟ هو أول كلام عن التزنيق في المواصلات على الإنترنت بلا منازع أي أننا أول من فجر هذه القضية على مجانين ولذلك مقام مختلف ربما نكتب فيه.. المهم أن صاحب المشكلة فضل أن نبقي الأمر سرا... ولم نبقه سرا لأن حق الموقع في النشر مع تجهيل بيانات من يطلب مكفول حسب الاتفاقية مع موقع مجانين،... وكأن الحجرَ ألقي في الماء فتوالت الاستشارات والمشكلات والمشاركات عن التزنيق أو التحرش الجنسي في المواصلات على مجانين حتى تساءلنا قائلين: التزنيق الجنسي في المواصلات: هل هو ظاهرة؟
المتعلق أكثر بطلبك أنت الآن للسرية أو عدم النشر هو ما عبر عنه صاحب المشكلة "Abou khaled" في متابعته : إدمان الجنس أم إدمان التزنيق متابعة حين أشار إلى أي مدى ساعدته مشاركات المجانين في مشكلته، وموضحا فضل العمومية التي نتجت عن النشر على تعافيه وتخلصه من إدمانه وهو أهم ما يشجعنا اليوم على رفض طلبك الرد بخصوصية، اسمح لنا إذن بأن ننشر ردنا عليك يا "M E" .
أخمن أنك يا "M E" -غالبا والله أعلى وأعلم- تفكر في الجنس أوقاتا طويلة من حياتك حتى بعد الزواج وسأبين لماذا أخمن كذلك بعد قليل، لكني لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك في تخمين احتمال إدمانك الجنس.
أنت تقول في إفادتك (حيث كنت أجلس جانب واحدة ولامس كتفي كتفها حتى الالتصاق) وهنا نقطة صغيرة فاصلة تتعلق بالسؤال المهم: كم واحد وواحدة من المجانين الذين يقرؤون الآن تعرض في فترة الجامعة أو غيرها لموقف كهذا؟ ما نسبة حدوث هذا الالتصاق العابر بين ذكر وأنثى من الركاب في المواصلات (في البلاد التي لا تفصل بين الجنسين)؟
ثم يليه السؤال في كم % من هؤلاء الركاب تصحب ذلك الالتصاق أفكار وخيالات جنسية؟
ثم في كم من هؤلاء يقرر الراكب الاستمرار في أفكاره وتخيلاته الجنسية بناء على الالتصاق المستمر؟؟
الغالب الأعم هو أن يحدث تلامس والتصاق عابر بين كل خلق الله في وسائل المواصلات، كل خلق الله بما فيهم الذكور والإناث أو الرجال والنساء ولا يفسر ذلك إلا بضيق الحيز أحيانا وبالتقاء الخطأ عن غير قصد، لكن في نسبة قليلة جدا يتم تفسير ذلك الالتصاق العابر جنسيا في تفكير الطرفين أو أحدهما دون الآخر وهو الطرف ذو الوعي الجنسي الحاضر، وفي نسبة جدا أقل يقرر صاحب الوعي الجنسي الحاضر هذا أن يستمر في ممارسة الالتصاق أو التحرش جنسيا بالطرف الآخر.
يا ترى يا هل ترى يا "M E" لماذا كنت أنت صاحب الوعي الجنسي الحاضر (ماشي تفكر في الجنس)؟
أحسب أن هذا ما كنت عليه عندما كنت في الجامعة.. ولعل هذا أمرا منتشرا بين الشباب فوعيهم الجنسي متحفز تحفزا طبيعيا خاصة في المجتمعات التي لا تترك للشباب شيئا ينشطون فيه -غير الدراسة- إلا أجسادهم الناشطة بالفعل.
بصورة أوضح قد يكون بعض الشباب مدفوعين بحرمانهم الجنسي ؟؟ خلال سنوات ما بعد البلوغ وحتى ما قبل الزواج، يتفاعل ذلك مع حالة البلطجة التي تسود المجتمع المصري -قبل الثورة وبعد الثورة- ومع لا آدمية المواصلات التي ينحشر فيها الناس صباح مساء حتى يصل الأمر إلى بعض التحرشات والمضايقات لكنها بالنسبة للغالبية تبقى عابرة وتنتهي بالزواج.
وأما استمرار الأمر بعد الزواج يا "M E" فلابد من تفسير يخرج عن الإطار الطبيعي والمعتاد، فكونك الآن متزوج و هناك مثلا ما يحول بينك وزوجتك من الحصول على الإشباع المطلوب، قد ذلك يفسر -ولا يبرر- انتكاسك بعد التحسن العابر في أول الزواج... لكنه أيضًا لا يكفي تفسيرا لمثل هذه الجريمة.
فإما أن التزنيق أو التحرش في المواصلات أصبح بالنسبة لك عادة وهو ما يجعل احتمال المرض النفسي المسمى الاحتكاكية أو التزنيق Frotteurism هو نوع من أنواع الخطل الجنسي Sexual Paraphilia أحد الاحتمالات ولعل وصفك لدورة الرغبة الملحة في الفعل ثم الوقوع فيه ثم الندم الشديد بعد ذلك تذكرنا باضطرابات التحكم في الاندفاع أو العادات والنزوات والأبعاد هنا تتلاقى في أذهان الطبيب النفساني الذي يحاول الوصول لتشخيص بما يستدعي كثيرا من الأسئلة لا مجال لها هنا لتحليل قول "لا أعلم لماذا أفعل هذا؟"
الاحتمال الآخر هو أنك في الوقت الحالي مصابا بإدمان الجنس بما يجعلك حاضر الوعي الجنسي ليل نهار! ولتعرف تفاصيل أكثر عن فئات أو أنواع من يقومون بالتحرش في المواصلات اقرأ إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟ مشاركات
لكن في الحالين أو غيرهما يا "M E" أنت تمارس جريمة منكرة باستمرار لا تشخيص الاحتكاكية ولا حتى تشخيص الإدمان الجنسي ينقص مسئوليتك عنها أمام المجتمع أو يعفيك من ذنب من أجرمت في حقوقهن، وبالمناسبة لا معنى مطلقا لقولك: (للأسف النساء اللاتي يسكتن هن من ساعدنني على ذلك)... لا معنى لذلك إلا أنك واهم وهم فئة واسعة من المتحرشين في المواصلات.
يأخذنا هذا لتحليل الحالة العقلية لا للمتحرشين وإنما للمتعرضات للتحرش في وقت وقوع الجريمة لبيان نقطة في منتهى الأهمية هي في كم بالمائة من حالات التعرض للتحرش في المواصلات تفسر الضحية الأمر على أنه تحرش؟! ... فهناك نسبة كبيرة من اللواتي ظننت أنهن يشعرن بك وبمقاربتك الجنسية الدنيئة (عبر الالتصاق) لم يشعرن أصلا ليسكتن ولا خطر ببالهن شيء جنسي! هن في الشارع في مواصلة أو أخرى ولا شيء يستدعي الجنس إلى وعيهن.
أما خيال المتحرش المريض فيمضي في اتجاه آخر حيث يظن المتحرش بها راضية ومستمتعة ويواصل أوهامه سواء استمر التحرش بالضحية أو في خيالاته فيما بعد انتهاء الموقف،... وأما من يسكتن لخجلهن فإن لومي لهن كبير لكن من الوقاحة في نفس الوقت أن يبرر المتحرش استمراره في فعله بذلك، رغم تصديقنا بأن تأخير العقاب يساعد المجرم على الاستمرار في إجرامه.
مسألة استمرارك في ممارسة الجريمة رغم كونك تصلي وتقرأ القرآن أيضًا لا معنى لها يا "M E" حين تقدم وكأن تناقضا كبيرا في الأمر، وهي حقيقة إن صدقت لا تعني أكثر من كونك تحاول الالتزام وهذا شيء طيب لكنه لا يعني أنك لا تفعل الجريمة ولا أنك لست أهلا لفعلها .
نصيحتي لك هي أن تسارع بالتوقف عن هذا ومراجعة الطبيب النفساني للحصول على التشخيص والعلاج، فضلا عن ضرورة إصلاح الخلل الحاصل بينك وبين زوجتك إن كان هناك من خلل، وتابعنا بأخبارك.
اقرأ على مجانين:
التزنيق في المواصلات هل أصبح ظاهرة؟
التحرش الجنسي في مصر بين المجتمع والدولة
التحرش الجنسي والبقعة العمياء
كيف تقين نفسك من التحرش الجنسي(2)
ويتبع>>>>: التحرش الجنسى في المواصلات التزنيق بالمصري م