الإشباع العاطفي
كيف يمكن أن أحقق الإشباع العاطفي في جو لا يسمح بأن أتعرف على فتاة وإن وجدت كيف تكون لدي الشجاعة الكافية للتعرف عليها؟؟
03/06/2013
رد المستشار
إما أن الوقت لم يتسع أمامك لكتابة رساله أطول، أو أنك تعتقد أن ما تطرحه واضح لا يحتاج إلى شرح!!
أتذكرني في مثل عمرك، وكنت قد دخلت الى الجامعة، وبدأت في الانتظام ضمن جماعة أقران تبين لي تدريجيا أنها جزء من جماعة أكبر ينتمي إليها الشباب بحثا عن إجابات لأسئلة، وبحثا عن الدعم النفسي والاجتماعي، والتقدير الذي قد لا يجدونه في بيوتهم، وبين أهليهم!! وربما يكون ما يحصلون عليه ضمن "الجماعة" مؤجلا لمسألة الاحتياج العاطفي ولو أنك قررت أن تقرأ عن المرحلة العمرية التي تعيشها فإنك ستجد كلاما كثيرا يفيدك بعضه -على الأقل- ولا أدري هل يتضح لك منه غاية وجودك؟! وهي سؤال أهم!!!
للأسف أغلبنا يتربى على أن يكون معتمدا، ولذلك فإنك حين تتحدث عن إشباع عاطفي يتبادر الى ذهني مباشرة أنك تقصد البحث عن شريكة حياة تتبادل معها الحب، ويتحقق لك من خلاله الاشباع!!
ولو أنك تأملت حولك لوجدت الكثير ممن لديهم هذه الشريكة، ومع ذلك ما يزالون يبحثون عن الإشباع العاطفي، ولا يجدون!!! "القدرة على الحب" "والقدرة على الاستمتاع بحياة سعيدة"، بل "القدرة على السعادة" كلها مهارات ضامرة لدينا غالبا، ونظن متوهمين أنها مرتبطة بفرصة الحصول على الشريك المناسب، بينما هي تتربط أكثر بالقدرة على النمو النفسي، والنضج، والوعي بالذات، والحياة، وبضاعتنا في هذا تكاد تكون منعدمة!!
أنظر إلى حياتك كمثال لحياة الملايين من اليافعين واليافعات، وتأمل في مدى الجدية التي تأخذ بها هذه السنوات الأجمل في الحياة !!
وتأمل في مدى جدية من حولك في النظر إليك كإنسان حر ومسئول، بل –مرة أخرى– نظرتك أنت إلى نفسك كإنسان مسئول عن حياته واختياراته ومصيره!!
النمو والنضج والسعادة هي نتائج نحصل عليها حين نقضي وقتا كافيا في التعرف على أنفسنا، على أجسامنا: كيف تعمل بكفاءة؟! وماذا تحتاج لتحقق أفضل أداء؟! ماذا عن ممارسة الرياضة بانتظام مثلا؟!!
وعلى عقولنا: كيف تتغذى بالمعرفة السليمة، والتفكير السليم الناقد الإيجابي المشتبك مع العالم الواسع الذاخر بالخبرات، والتجارب، وقصص النجاح!!
وعلى أرواحنا: كيف نشعر بها، ونتواصل معها، ولا نغرق في مخاوف الأوهام، والهواجس، والذكريات، وبؤس الأفكار المسمومة، وهي تملأ الهواء، والكون المحيط بنا!!! كيف نتواصل مع ذواتنا، وربنا، والكون المحيط بنا بكل ما ومن فيه؟!!
من هنا يأتي النضج والنمو، وتأتي السعادة، وتأتي القدرة على الاستمتاع بالشريك حين يتوافر الشريك، وبدون هذا لا متعة ولا سعادة ولا إشباع عاطفي، حتى إن توافر الشريك!!! فهل تعلمت مهارات التواصل؟!
مشاعرنا ترتبط بأفكارنا، وترتبط بأرواحنا، وما لم نكن على وعي بهذه، وتواصل مع تلك فلا تسأل عن إشباع عاطفي، ولا شيء سيكون غير القلق، والمخاوف، والإحباطات!! حتى لو توافر الشريك!!!
إذا كنا نتصور أن سعادتنا هي شيء يتوقف على الظروف من حولنا، وأن إشباعنا العاطفي مشروط بوجود ما خارجنا فنحن بذلك نعيد إنتاج البؤس الذي تربينا عليه، والاعتمادية التي برمجتنا التربية والثقافة السائدة عليها!! ثم نحن نسميها حباً، وعاطفة!!!
تفقد جاهزيتك ونموك الشخصي، وقدرتك على فهم نفسك، وتواصلك مع العالم من حولك، واستكشف عوالمك الداخلية، والأشياء والأفكار بالمعرفة والتأمل، وبالتعامل مع الناس في أنشطة وهوايات واهتمامات!!! وهذا الاستشكاف هو المدخل الطبيعي لمقابلة الناس، وهذه هي روعة المرحلة التي تعيشها حيث الطاقة الجسمانية والعقلية والروحية في ذروتها، والآفاق مفتوحة أمامك لتنهل منها، وتتحرك فيها دون خوف، ولتتعلم وتستمتع وتنمو، وتابعنا بأخبارك.
التعليق: أعتقد أن موقع مجانين خرج عن هدفه الأساسي وهو الاستشارات التي تتعلق بالصحة النفسية والعقلية.
أصبح الموقع حلال المشاكل السخيفة.
المفروض بالموقع إغفال الاستشارات السخيفة (العادة السرية، البكارة، اختيار شريك الحياة ... الخ) توفيرا للوقت ومن جهة أخرى فسح المجال للمشاكل الجدية.