أتمنى أن تكون خاصة
أنا إنسانة حساسة وعصبية وبنفس الوقت طموحة وأكره الفشل عانيت فترة ليست بالقصيرة لمدة تزيد عن 4 سنوات في علاجي لنوبات الهلع وبفضل الله تم شفائي منها ولكن قبل 8 شهور من الآن، تعرضت لموقف لم أنسه حتى اليوم في الجامعة مع زميلاتي في الدراسة ومع الدكتورة أصبحت في أعينهم أني خبيثة وذو شخصية ضعيفة وحمقاء لأني عملت بحث ولم أخبر زميلاتي بذلك وأخذت كل الدرجات ولكن درجات في عيني صارت مثل الجمر.
المشكلة أنهم قالوا للدكتورة "لا تعطيها درجات لأنه بحث سهل" وكانت واحدة شخصيتها قوية هي التي عارضت الدكتورة وبشدة وقالت أنا أستطيع أن أفعل أفضل منها، والبنات أعجبوا بها ونبذوني أنا, وشعرت بالغيرة من هذه الفتاة لأنها كانت جريئة جدا وواثقة من نفسها والكل أشاد بجرئتها وأنا لم أرد وجسمي صار في حالة نفاضة حتى بنات القاعة لاحظوا علي أني أنتفض وأني لم أتفوه بكلمة واحدة من خوفي وأصبحت بنظرهم ونظر نفسي أن شخصيتي ضعيفة جدا لأني لم أدافع عن حقي مع أن الحق كان معي.
بعد الموقف هذا تدنى تقديري لنفسي كثيرا تماديت على نفسي وأشتمها وأسحقها كلما حاولت أفعل شيء جميل وأتوقف عنه، مضت الآن 8 أشهر وأنا قابعة في هذه الدائرة التي كبرت وأصبحت أكره الأكل والخروج من المنزل ولم أكلم أحد ولم أقابل أحدا ولا أرد على هاتفي ولأني أشعر بأني أنهار وفوق هذا الموقف في نفس اليوم هناك أشخاص صاروا يضيقون علي عيشتي وإذا تضايقت يفرحون، وإذا رأوني سعيدة وناسية مؤقتا همي يفعلون حركات تكرهني في نفسي تخليني أتمنى أني لم آتي في هذه الحياة.
الآن:
- اعتذرت عن الدراسة بسبب حزني الشديد
- أنا بائسة جدا وأشعر أنّ مستقبلي بائس
- أشعر بالفشل الشنيع الذي يأكلني
- أشعر أن الكل يكرهني ويريد النيل مني
- مرتبكة لا أعرف كيف أتعامل مع الآخرين
- فقدت التوازن في حياتي
- فقدت نفسي ولا أعرف من أنا!!!
- بكائي بالساعات، أبكي كل يوم خلال أسبوع ساعة.
- أشعر أني لست إنسانة
- أكره نفسي كثيرا ولا أعتز بها
أرجوكم المساعدة المختصة والاهتمام الكبير لأني أصبحت منغلقة على نفسي وأكره الكل.
تحياتي
04/06/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكرك هناء على لجوئك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه، أولا أريد أن نحدد سويا بعض التساؤلات التي تساعدك على حل مشكلتك بإذن الله.
هل مشكلتك مع نفسك؟؟؟ أم مشكلتك مع الآخرين المحيطين بك؟؟، ومن أين تريدين أن تبدأي بحلها هل تفضلين أن تبدأي بحل مشكلتك مع نفسك أولا؟؟؟ أم تبدأي بحلها مع الآخرين؟؟؟؟؟ وتذكري قول الله تعالى: ".... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ....." (سورة الرعد:11).
تعالي نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودون مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدا عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، لاحظت في كلامك أن لديك نظرة متدنية لذاتك ومفهومك لذاتك أيضا متدني حيث تعبيرك (وأصبحت بنظرهم ونظر نفسي أن شخصيتي ضعيفة جدا لأني لم أدافع عن حقي مع أن الحق كان معي، بعد الموقف هذا تدنى تقديري لنفسي كثيرا تماديت على نفسي وأشتمها وأسحقها كل ما حاولت أفعل شيئا جميلا وأتوقف عنه).
كما يتضح من كلامك أن الآخرين المحيطين بك تأثيرهم عليك كبير جدا وتعطينهم حيزا كبيرا لدرجة أنك تجعلين الآخرين يتحكمون في مستقبلك وقراراتك الحياتية وكأنك مسلوبة الإرادة ولا تستطيعين التحكم في قراراتك المصيرية وهذا من خلال تعبيرك (أصبحت في أعينهم أني خبيثة وذات شخصية ضعيفة وحمقاء - وأصبحت بنظرهم ونظر نفسي أن شخصيتي ضعيفة جدا- هناك أشخاص صاروا يضيقون علي عيشتي وإذا تضايقت يفرحون، وإذا رأوني سعيدة وناسية مؤقتا همي يفعلون حركات تكرهني في نفسي تخليني أتمنى أني لم آتي في هذه الحياة، الآن/ اعتذرت عن الدراسة بسبب حزني الشديد/ أنا بائسة جدا وأشعر أنّ مستقبلي بائس أشعر بالفشل الشنيع الذي يأكلني أشعر أن الكل يكرهني ويريد النيل مني / مرتبكة لا أعرف كيف أتعامل مع الآخرين).
من خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تمت برمجتها سلبيا الأمر الذي ترتب عليه احتقار ذاتك والعصبية والعزلة وتكرهين نفسك والآخرين.
ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به هو أنك يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصلي عليه بين يوم وليلة ولكن عليك أن تتبعي العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليك أن تبحثي داخل نفسك عن نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فأنت وصلت إلى مرحلة التعليم الجامعي فلست فاشلة دراسيا، واستطعت أن تنجزي البحث المطلوب منك وتأخذين عليه درجات نهائية بمجهودك، فأنت لديك القدرة على الإنجاز.
وعليك أن تعطي المحيطين بك أهمية وأن تحاولي أن تتفاعلي معهن بشكل إيجابي وأن تشتركي معهن بأعمال جماعية دراسية أو تجمعات جماعية في حياتك الشخصية فالتعامل مع الآخرين يزيد من كفاءتنا الاجتماعية في التفاعل والتواصل مع الآخرين ولكن لا تجعليهم شغلك الشاغل وتعطيهم مساحة اهتمام في حياتك للدرجة التي تمنعك من اتخاذ قرارات مصيرية في حياتك، ولا تجعلي تأثيرهم ينعكس سلبيا عليك مما يجعلك تعتذرين عن استكمال دراستك، فأنت صاحبة القرار في حياتك ولديك من الإرادة والعزيمة بإذن الله التي تدفعك للمضي قدما في حياتك من خلال تحديد أهداف تسعين لتحقيقها ومحاولة التغلب على الصعوبات التي تقابلك في طريق تحقيق هذه الأهداف.
فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه يصيب التوقع الأكثر احتمالا لتصرفاتهم معه.
أنت الآن في بداية العشرينات من العمر ولا تزالين في بداية مراحل التطور الفردي للإنسان، فما عليك إلا بأن تفكري ما هي احتياجاتك وأولوياتك في هذه الحياة التي لم يتم تلبيتها إلى الآن، وبالتالي كيف ومتى سيتم تلبيتها في المستقبل، ولكن في بداية الأمر لا بأس من طريق يساعدك في الخروج من هذه الدوامة المفرغة، فابدئي بتحضير مفكرة يومية تدونين ليلا فيها ولمدة نصف ساعة ما يلي:
1. تجربة سلبية مررت بها خلال يومك.
2. اكتبي بالتفصيل ما حدث.
3. دوني مشاعرك عن هذه التجربة وقت حدوثها وأثناء كتابتك لها الآن.
4. حاولي أن تستنتجي من هذه التجربة أفكارا أقل سلبية.
5. استخلصي من التجربة السلبية نتائج إيجابية ولو مجرد أن تقرري أنك لن تقعي في هذه التجربة مرة أخرى
6. استمري على هذا التمرين يوميا لمدة نصف ساعة ومع الوقت بإذن الله سوف تتغير الكثير من أفكارك من السلبية للإيجابية، وتتغير معها تقديرك وحكمك على الأمور وعلى نفسك وعلى الآخرين المحيطين بك.
اقرأي على موقع مجانين:
تأكيد الذات
والله الموفق