ماذا أفعل...؟
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة أعاني من عدة مشاكل أو بالأحرى نعاني من مشاكل أنا وأسرتي فأبي يذكرنا دائما بالماضي الأليم ولا يكف عن أمرنا بفعل الأشياء بالتفاصيل المملة رغم أنها أشياء اعتدنا على فعلها وهذا يشعرنا بالضجر والغضب وحاولت أمي مرات عديدة إقناعه بالإقلاع عن هذه العادة.
أعاني مشكلة شخصية أنا شخص غير تواصلي حتى مع أقرب الناس إلي أمي وصديقاتي وحتى إذا تكلمت فكلامي قليل وأفضل أن أكون وحيدة بعيدة عن الأماكن التي فيها ضجة وتجمعات بشرية كالأعراس مثلا.
أخي يعاني أكثر مني فهو مريض بالوسواس القهري ذهب إلى طبيب نفسي أعطاه عدة أدوية فلم يتبع وصفتها قائلا أنها تسبب الإدمان ولا تفيد في شيء.
أحس أن جميع صديقاتي يتحكمن بي كما يردن عندما تطلبني إحداهن بفعل شيء أحس أنه أمر فلا أستطيع أن أقول لا أنا لا أتكلم مع الأولاد ولم أتجرأ يوما أن أفتح موضوعا ما مع أحدهم وحتى إن تكلمت فهم من يبدؤون بالكلام لأنني أخجل منهم كثيرا وأنطق بكلمات قليلة كأن أعلق على موضوع ما بالموافقة أو الرفض وأحيانا لا أدري ماذا أقول.
وعندما أرى كل هذه المشاكل أجهش بالبكاء ربما مرة أو مرتين في اليوم فذلك راجع إلى مدى تفكيري في المشاكل ولا أريد أن يراني أحد من عائلتي خصوصا أمي لأنها تتأزم عند تذكرها كل هذه المشاكل لأنني أدري أنها تعاني وتحاول أن لا تبدي أنها متأثرة أما أنا فأظهر دائما الجانب التفاؤلي أمام أسرتي وأصدقائي.
09/06/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهلا بك بنيتي زيتونة. كم أحببت الاسم الذي اخترته لنفسك ولا أعرف إن كان اسمك الحقيقي ولكنه بكل الأحوال لطيف ومفيد ويصلح نقطة للانطلاق في حل مشكلاتك. كما تعلمين أن الزيتون شيء ثمين وأنت كذلك، كما أنه مفيد وهو ما يجب أن تكوني عليه، فيه بعض اللين وداخله نواة كبيرة وصلبة وهو ما تطلبه الحياة منا جميعا.
أنت في مرحلة عمرية تودعين فيها طفولتك لتباشري تكاليف الرشد، ومن أول مطالب الرشد إدراكنا أننا لم نعد نستطيع أن نفعل فقط ما نحب من الأمور فتلك من خصائص الطفولة أما في الرشد فنحن نجاهد انفسنا لنفعل ما هو ضروري وصواب، هكذا انظري لما يطلبه والدك من مهام- ليتك حددي هذه المهام- فليس من الضروري أن تعجبك أو ترضي عنها فقط افعليها كدليل على رشدك كجزء من دورك في الأسرة، مثل سلوك والدتك فهي لسيت تعيسة كما تظنين وتخفي هذه التعاسة بل هي راشدة تدرك أن الحياة لا تسير وفق هوانا طوال الوقت ولا في جميع الجوانب، علينا أن نفرح بالجانب المشرق منها ونغض الطرف عما هو مزعج.
بالنسبة لتكرار حديث والدك عن الماضي الأليم قد يكون ناتج عن تقدمه في العمر، ومن خصائص التقدم في العمر الاهتمام بالماضي والذكريات وتكرار نفس المواضيع، ليست شيء يختاره أو يفعله بهدف ازعاجكم انها فقط طبيعة المرحلة العمرية. قد يكون تكرار والدك لهذه الأحداث رغبة منه في الحصول على تفهمكم وتعاطفكم معه، فحاولي أن تظهري له الاهتمام بما يقول، واظهري تعاطفك مع ما مر به فجميعنا نحتاج لشي من الود والدفء من الناس المقربين منا، وهذا دورك كراشدة الآن أن تقدمي لوالدك درجة من الرعاية والاهتمام.
بالنسبة لصديقاتك تستجيبين لطلباتهن خوفا من أن تفقديهن، ولأنه من المزعج أن يعيش الإنسان بلا أصدقاء اقرئي على الموقع كيفية اكتساب الصداقات وتطوير القدرات الاجتماعية كي لا تكوني أسيرة لخوفك من نبذهن لك في حال عدم موافقتهن في أي من الأمور، اكتسابك للمزيد من المهارات الاجتماعية وسيلتك للتحرر من الشعور بأن ما يطلبنه أمر.